خبر طبول الحرب -هآرتس

الساعة 11:25 ص|17 أغسطس 2010

طبول الحرب -هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: قد تتدهور الحادثة القادمة في الشمال على الحدود بين اسرائيل ولبنان الى حرب شاملة كما يحذر خبراء دوليين. إن محادثات سلام جوهرية فقط بين اسرائيل وسورية ولبنان قد تمنع الانفجار - المصدر).

         الحادثة الاخيرة على حدود لبنان تبين أن شجرة واحدة قد تنقض التهدئة في المنطقة الشمالية. في هذه المرة، كلفت المواجهة حياة ضابط اسرائيلي، وجنديين لبنانيين وصحفي. يحذر تقرير حساب جديد كتبه خبراء من "مجموعة الازمة الدولية" (اي سي جي)، من أن الأمر قد ينتهي في المرة القادمة على نحو مختلف تماما. وقد خلصوا الى استنتاج ان الهدوء السائد في الساحة الاسرائيلية – اللبنانية منذ نهاية حرب لبنان الثانية يقوم على أسس هشة. مع عدم وجود جهد لعلاج جذور الصراع، يكفي خطأ في تقدير احد الطرفين ليفضي الى انفجار كثير المصابين. وعلى ذلك اختاروا تتويج تقريرهم المهم الشامل بعنوان "طبول الحرب: اسرائيل ومحور المقاومة".

         كشف الباحثون بمقابلات أجروها في الاشهر الاخيرة مع مسؤولين كبار من حزب الله ومن سورية واسرائيل، أن السد الرئيس امام حرب اخرى هو خوف كل واحد من اللاعبين من أن تكون المواجهة القادمة أوسع من سابقاتها وأكثر دمارا. قال أناس حزب الله لهم ان الصواريخ التي يمتلكونها ستصد اسرائيل عن مواجهة اخرى، لانها تثبت لها الكلفة العالية لهجوم عسكري على لبنان.

         مع ذلك قدر عنصر في المنظمة ان "الحرب محكومة. فالجيش الاسرائيلي يجب ان يعيد بناء صورته على أنه لا يهزم. وقال سيجب على اسرائيل في حرب في المستقبل أن تخرج لعملية برية واسعة النطاق، عميقة في أرض لبنان: "إنهم يدركون أن التوجه الذي يعتمد على سيطرة جوية وتقنية متقدمة، فشل فشلا ذريعا. سيضطرون في المرة القادمة الى معاودة العمل بطريقة أكثر تقليديا تشبه غزو لبنان في سنة 1982". وأكد ذلك الرجل أن هجوما اسرائيليا ضيقا أيضا سيجر ردا مضادا قويا. "اذا هاجمت اسرائيل هدفا ما في لبنان، فلن نغض الطرف. ستضطر اسرائيل الى مواجهة آثار افعالها".

         يوصي أناس مجموعة البحث بألا يرى هذا الكلام مجرد تبجح يرمي الى تشجيع الروح المعنوي للمحاربين والى ردع اسرائيل. وهم يذكرون ان زعيم حزب الله حسن نصر الله اثبت على السنين أنه يفي بوعوده. تبين لفريق الباحثين في مقابلات اجروها في اسرائيل، ان الواقع في الشمال يبدو من القدس على عكس ما يرى من بيروت: كلما تسلح حزب الله بدا ذلك في نظر اسرائيل تهديدا أشد. والاستنتاج: "يجب فعل شيء ما". قال مسؤول كبير اسرائيلي أن "المدنيين سيكونون في المواجهة القادمة معرضين للاصابة، وانا أومن بأن حزب الله سيوجه ضربة مؤلمة إما في بدء القتال وإما في أثنائه. وقد تزعم اسرائيل ردا على ذلك أن عليها أن ترد الصاع صاعين، وأن تستعمل ضغطا على حكومة لبنان وعلى السكان المدنيين ايضا".

         عبرت عناصر  امريكية على مسامع الباحثين عن خوف من أن "تآلفا لم يسبق له مثيل" بين الأجهزة العسكرية لسورية وحزب الله وايران، سيجر دمشق الى مواجهة بين اسرائيل وحزب الله في المستقبل. قال رجل أعمال بارز في سورية، يتمتع بعلاقات وثيقة بقيادة الحكم، لأناس المجموعة "من المفارقة الشديدة أننا دافعنا عن اسرائيل في الحقيقة على السنين بأننا كبحنا حلفاءنا. إنهم خطرون في الحقيقة؛ وهم لا يشمئزون من مواجهة حاسمة. لكن معنى مواجهة شاملة عند اسرائيل وعندنا دمار عظيم". وعبر عن خوف من أن تدفع الحرب سورية دفعا أعمق الى حضن ايران بل أن تفضي الى سيطرتها على الدولة.

         عبرت عناصر اسرائيلية، تخطىء أحيانا في رأي الباحثين بتبسيط رؤيتها لحزب الله على أنه ليس أكثر من ذراع لايران، عبرت عن خوف من أن تضغط طهران على حزب الله ليهاجم كي يصرف الانتباه عن برنامجها الذري ويقلل الضغط الدولي. قال مستشار لحكومة اسرائيل في نيسان الأخير لأناس الفريق، إنه اذا اشتدت العقوبات أو حدث حتى حصار بحري جزئي لايران، فستفضل مهاجمة حيفا بواسطة حزب الله على مهاجمة أهداف أمريكية.

         لحظ الباحثون اختلافا في اسرائيل حول سؤال، "في النظرية على الأقل"، ما هو الوقت الاشد ملاءمة لاحباط ترسانة حزب الله العسكرية التي توصف أحيانا بأنها قدرة ايران على "الضربة الثانية": أيحسن الهجوم في أجل قريب من هجوم ممكن على منشآت ايران الذرية، أو قبل ذلك ببضعة أشهر – على أن يكون ذلك مقدمة للهجوم على المنشآت. وجد الخبراء أن بعض أعضاء المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر ظلوا متشككين في توجه باراك اوباما في شأن ايران، ويخافون من أن الولايات المتحدة تقود آخر الأمر الى استراتيجية احتواء – العيش مع القنبلة بدل القضاء عليها.

         من المحقق أن اولئك الوزراء سيجدون التأييد بالكلام الذي قاله عنصر أمريكي لكتاب التقرير: "ظن كثيرون أن 2009 ستكون سنة الحسم، وقالوا بعد ذلك انها ستكون سنة 2010. لا اعتقد ان هذا سيقع هذه السنة لكن سيكون دائما 2011 بطبيعة الأمر..." على حسب أكثر الشهادات التي جمعوها، لن يغرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في رأيهم بأن يحبط محاولة أوباما تليين ايران بوسائل دبلوماسية وعقوبات اقتصادية.

         قدرت عناصر امريكية رسمية أن طهران ستبحث في الأيام القريبة عن كل طريقة لحل الأزمة حول مائدة التفاوض. وتقدر مجموعة الأزمة أن محادثات سلام جوهرية بين اسرائيل وسورية ولبنان هي أفضل طريق لضمان ألا تشعل الشجرة القادمة جميع غابات الجليل ولبنان. وحتى ذلك الحين يجب على الجماعة الدولية ان تجند نفسها لتحسين الاقتصاد بين الاطراف، وتثبيط التوترات ومنع اخطاء قد تجبي ثمنا ليس أي طرف معني بدفعه.