خبر أعطوا أشكنازي الخُمس- هآرتس

الساعة 11:25 ص|17 أغسطس 2010

أعطوا أشكنازي الخُمس- هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

(المضمون: السبيل لوقف المعارك بين ألوية الجيش الاسرائيلي على وراثة رئيس الاركان غابي اشكنازي، هي منح اشكنازي السنة الخامسة في رئاسة الاركان - المصدر).

هل هذه الحكومة قادرة على اتخاذ قرارات جريئة؟ الجواب لا لبس فيه: لا. عندما نرى ما يحدث في قضية تعيين رئيس الاركان القادم، يكون الاستنتاج الملح أن الدولة تنزل عن سكة الحديد. وكل ما يضع قادتها عليه أيديهم يختل.

عرفت الدولة في بدء طريقها في الحقيقة قصص "عمل العار" و "من أعطى الأمر" في المستوى الأمني، عندما استقال بن غوريون مؤقتا وعين بدلا منه وزير دفاع مدمن خمر. وفي الجهاز السياسي رمى بعضهم بعضا بالطين، لكن الجيش الاسرائيلي اعتبر درة في التاج الرسمي. بغير مستشاري اعلام ومستشاري استراتيجية، وجدت قيادة قررت التعيينات العسكرية بحسب تقدير شخصي للمرشح. لم يكن بن غوريون صديقا اذ كان وزيرا للدفاع؛ فقد اهتم بعد سنين طويلة من انشاء الدولة بألا يبلغ أحد من ايتسل او من البلماخ رئاسة الاركان.

لكن اذا تجاوزنا التقديرات السياسية، فقد كان كثير من التعيينات للمناصب الرفيعة في الجيش الاسرائيلي مصحوبا بصراعات. وكان من الأصعب فيها الصراع بين عيزرا وايزمن وشلومو لاهط على منصب قائد سلاح الجو. "كانت تلك معركة قبيحة جدا"، قلت لوايزمن بعد يوم من انتخابه، وكان جوابه: "لا يوجد هنا حكمة، اذا لم تنتصر فانك تجد نفسك تتعلم ادارة الاعمال في جامعة كولومبيا في نيويورك". وبتفكير الى الوراء، من المثير أن نعلم هل كانت عملية القضاء على السلاح الجوي المصري على الارض في 1967 تولد عند شلومو لاهط.

كلما كبر الجيش اصبحت رئاسة الاركان وظيفة مطلوبة. لا بسبب السلطة العظيمة التي يخولها حامل هذا المنصب فقط بل بسبب الشروط المفرطة ايضا. فمخصص تقاعد رئيس الاركان أعلى كثيرا من أجرة رئيس حكومة يتولى عمله. ولن نتحدث عن أن رئاسة الاركان تمهد السبل للأعمال والسياسة بل لرئاسة الحكومة. لم يبلغ اريك شارون رئاسة الاركان لكنه كان وزير ودفاع. وكان احد قراراته الاولى الغاء ترشيح اللواء يكوتئيل أدام لرئاسة الاركان "منذ كان يغئال يدين رئيس أركان في سن الـ 28، شاخت قيادة الجيش الاسرائيلي"، قال لي شارون. وقتل يكوتئيل أدام الذي رشح ليكون رئيس الموساد بدل رئيس الاركان، في لبنان. وعلى السنين روج التنافس في رئاسة الاركان ما سمي آنذاك "حروب الجنرالات"، وقائمة طويلة من الضباط الخائبي الامل. أدار الألوية يانوش بنغال وأمير دروري واوري اور صراعات مريرة على المنصب، تذكر بالصراع اليوم. قال دروري الشاعر بالمرارة آنذاك في مقابلة صحفية مع صحيفة "معاريف" ان الاجراءات التي سبقت تعيين رئيس الاركان "سببت ضررا بالجيش أكثر من السوريين والايرانيين والعراقيين والمخربين معا". لكن اسحاق رابين قال في زمانه عن تهديدات الضباط بالاستقالة: "اذا استقال من الجيش الاسرائيلي اثنان، او ثلاثة او خمسة ألوية فلن تكون اسرائيل أرملة".

بعبارة أخرى، كان دائما صراع على رئاسة الاركان وكان تشهير على الدوام. إن حروب الجنرالات هذه، كانت مرة أقبح ومرة أقل قبحا. الحديث في الحاصل عن أناس طموحين يريدون بلوغ الذروة.

         لكن السمكة هذه المرة بدأت تفسد من الرأس. فايهود باراك هو الذي بدأ الفوضى والاضطراب اذ اعلن قبل ثمانية اشهر من انقضاء ولاية غابي اشكنازي، بأنه لم تمدد ولايته للسنة الخامسة وهو أمر لم يطلبه أشكنازي البتة. كان ذلك اعلانا مسفا ليست فيه براءة. لماذا كان يجب جعل اشكنازي بطة عرجاء قبل انقضاء ولايته بثمانية أشهر؟ زيادة على أنه هو نفسه بكونه رئيس الاركان طلب ألا يبلغ نبأ تركه عمله حتى ثلاثة أشهر قبل الاجل. فهو لم يشأ وبحق ان تبدأ الحرب على وراثته وهو ما يزال حيا يرزق.

         وفي الحقيقة بدأ المرشحون الثلاثة لوراثة اشكنازي صراعا قبيحا جدا ومبكرا جدا. من اقترح عليهم عرض اشكنازي على أنه نظير دافيد ليفي؟ أخاف شخص ما في مكتب باراك من أن اشكنازي قد يعين وزير دفاع؟ كان اشكنازي خارج الجيش عندما عينه اولمرت رئيس اركان على اثر اخفاق حرب لبنان الثانية. وقد أعاد بناء الجيش لاختبارات المستقبل بهدوء ووجد، بغير عجرفة وبغير دسائس.

         إن السبيل لوقف جنون المعارك هذا هي منح اشكنازي السنة الخامسة برغم أنوف ذوي الدسائس. فهو ما يزال الشخص الصحيح في الوقت الصحيح وفي المكان الصحيح.