خبر المناورة ورائحتها -يديعوت

الساعة 11:22 ص|17 أغسطس 2010

المناورة ورائحتها -يديعوت

بقلم: عاموس كرميل

كميات هائلة من الطاقة العامة والاعلامية تبذل هذه الايام في مسألة خليفة رئيس الاركان اشكنازي. ومن المجدي ان يوجه بعضها ايضا الى المناورة التي يقوم بها الان من سبق اشكنازي في المنصب: للدخول المضمون لدان حلوتس الى السياسة، في ظل مظاهر الاستخفاف الفظ بذكائنا جميعنا.

حلوتس، كما نشر، يوشك على أن يقفز في مياه السياسة قريبا، على امل أن يستنفد النقاش الجماهري حول ادائه في حرب لبنان الثانية في مرحلة مبكرة قدر الامكان، قبل اشهر عديدة من المعركة الانتخابية التالية. وحتى لو لم يعرب هو عن هذا الامل صراحة، وحتى لو كان هو واثق من أن الكنيست الحالية ستنهي كامل ولايتها، بحيث أن الانتخابات التالية ستجرى بعد ثلاث سنوات وشهرين، لا ريب انه يقدر بان الفشل اياه سينسى له.

اذا كان يوشك على الدخول الى السياسة – وليس كي يكون نائبا في المقاعد الخلفية، فواضح أنه يفكر اننا لن نتذكر مسؤوليته المباشرة كرئيس للاركان عن الاستخدام البائس للجيش في صيف 2006 والضرر الهائل لقوة الردع الاسرائيلية كنتيجة لذلك. واضح انه يعتقد اننا سنتجاهل حقيقة أنه اوصى بشن الحرب اياها دون أن يعرف وضع القوات التي تخضع لامرته وادار الحرب بشكل بشع بعد ان اندلعت.

يحتمل أن تكون هذه هي المشورات التي يتلقاها الفريق احتياط حلوتس من "مستشاريه الاستراتيجيين". يحتمل أنه يقول لنفسه انه سبق ان كانت مثل هذه الامور: ان يغفر جمهور الناخبين الاسرائيليين للمرشحين عن اهاناتهم السابقة بحيث أنه بدت مثل هذه الظاهر حتى في العالم الواسع. ودوما يمكن أن نذكر الورطة الفظيعة لتشرشل في غيلبولي في الحرب العالمية الاولى مقابل ادائه المجيد في الحرب العالمية الثانية. ولكن في هذه الاثناء الذكريات من حرب لبنان الثانية لم تبهت ولم تنسى. في هذه الاثناء من الصعب حتى الفهم أي ربح انتخابي سيكون لحزب يضع حلوتس في قمة قائمته ويستدعي بذلك من خصومه تذكيرا دائما لاحداث صيف 2006. في هذه الاثناء حلوتس يبصق على فهمنا بانه يصر على عدم كشف هوية الحزب الذي يوشك على الانضمام اليه.

بمعنى، كل رضيع سياسي يفهم بان الرجل لا يوشك على أن يقيم حزبا جديدا برئاسته. كل قارىء صحيفة يعرف بان ليس لديه خيار سياسي غير "كديما". ولكن رئيس الاركان الـ 18 قرر على ما يبدو – بوصية "مستشاريه الاستراتيجيين"؟ - بان "غموض المعركة" المكشوف هذا سيجديه نفعا. وكبديل، لعله يفكر بان اخفاء الحزب المرشح هو جزء لا يتجزأ من لغز اكبر بكثير.

بعد ثلاث سنوات وأكثر من استقالته بعدم شرف من رئاسة الاركان، ليس لدينا ذرة فكرة عن ارائه في كل موضوع جماهيري كان. حتى الان لم نقرأ ولم نسمع أي قول ذي مغزى من المواطن دان حلوتس في مواضيع الامن، المجتمع، الاقتصاد، التعليم وفي كل باقي المواضيع التي يفترض به ان يعنى بها كسياسي. بالفعل، هذا الغموض التام يزيد من ملاءمته لـ كديما". ولكن مرة اخرى، اذا ارينا لحلوتس ان الجمهور "سيشتريه" فقط بسبب رتبه العسكرية التي كانت على كتفه في الماضي، او لان رفاقه في سلاح الجو يقفون خلفه ولان المحللين المثقفين يشرحون بانه "يسخن المحركات" فواضح ان الحديث يدور عن غرور مثير للحفيظة ومنفر.

واخيرا اخيرا، لا يوجد قول ولكن يوجد ذكاء مالي – سياسي. تحت رعاية الغموض السخيف يستغل حلوتس ثقوبا في سجل القوانين ويجند الكثير من الاموال لنشاطه السياسي في الحزب غير المعروف زعما. القسم الاكبر من الاموال التي جندها حتى الان – 372 الف شيكل – جاء من خارج البلاد، من يهودي سخي كان على علاقة مع حلوتس في اثناء رئاسته للاركان. ومن هذه الناحية ايضا، بالطبع، لا جديد. كان هناك من سبق حلوتس في استغلال هذه الثقوب وتجنيد مثل هذه التبرعات. للوهلة الاولى، كل شيء مسوغ. ولكن على حد قول رئيس اركان – سياسي سابق، اسحق رابين: فان كل المناورة نتنة.