خبر تدخلات سياسية في الاكاديمية -هآرتس

الساعة 11:22 ص|17 أغسطس 2010

تدخلات سياسية في الاكاديمية -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

ينبغي الامل في أن قرار رئيس جامعة تل أبيب، البروفيسور يوسف كلابتر، بفحص قائمة المقالات (المناهج) التي يعلمها الباحثون والمحاضرون الكبار يرمي – على حد قول البروفيسور يهودا شنهاف (هآرتس 15/8)، الى "حماية الحرية الاكاديمية في وجه المكارثية" وليس خضوعا لضغوط "المعهد للاستراتيجية الصهيونية). لا يوجد تعريف أرق من "تدخل سياسي" لمحرري الوثيقة التي تحمل عنوان "ما بعد الصهيونية في الاكاديمية" (التي تعنى فقط بدوائر علم الاجتماع)، والتي نقلت الى رؤساء الجامعات والمحاضرين الكبار. يدور الحديث عن تقرير مزايد، يتخذ صورة التوسع الاستطرادي لتقرير سابق ، مخجل بقدر لا يقل عنه، رفعته حركة "ان شئتم" الى الكنيست والى وزير التعليم.

         نهج التقرير – فحص المناهج – سخيف ومزعج. في اعقابه لا يمكن لاي باحث عن يعنى باي بحث، الا اذا انسجم الامر مع التمثيل الذي يحدده التقرير، وكأن به مأخوذ من فيلم دعائي قديم للكيرن كييمت (الصندوق القومي). هذا المطلب ضيق العقل من شأنه أن يمس بشدة اكبر بالذات في بحوث الصهيونية الصرفة.

         غير أن الانشغال بالمناهج ليس سوى غطاء لمذهب خطير، بموجبه يفترض بالبحث الاكاديمي أن يرضي الرياح التي تهب في الكنيست وفي الشارع. وكتب في التقرير ان "هكذا ينتج أن نخبة اكاديمية ذات اعتبار ونفوذ، تؤهل اجيال من الباحثين الشباب والقوى البشرية للادارة العامة، تقيم وتدير مراكز بحث اكاديمية ذات تأثير لا بأس به على مستوى اصحاب القرار في الدولة وتمثل دولة اسرائيل في الاسرة الدولية الاكاديمية تتبنى مواقف يسارية راديكالية، ما كانت لتنجح في اختبار الجمهور (اليهودي) الغفير في صندوق الاقتراع، مشكوك فيها ان تكون بوسعها اجتياز نسبة الحسم".

         هذه الاقوال الفظة تكشف مبادىء نشاط التدخل السياسي الجديد وتوضح نواياه. واضح أن هدف التقرير هو واحد: زرع الخوف في الجامعات، تشديد نزع الشرعية عن مفكرين في اسرائيل وتقويض حرية التعبير، البحث والتفكير في ظل الاستخدام المتزلف لتعابير منكرة وتشخيص عرقي غير ذي صلة ومرفوض ("الجمهور اليهودي"). وعلى حد قول عميد جامعة حيفا، هذا تقرير مكارثي، الاكاديمية ملزمة بان ترفضه رفضا باتا.