خبر « آنا لي » الأسترالية.. إثارة رمضانية

الساعة 09:18 م|16 أغسطس 2010

"آنا لي" الأسترالية.. إثارة رمضانية

فلسطين اليوم- قسم المتابعة

أول رمضان في حياة الأسترالية "آنا لي"، التي اعتنقت الإسلام في أوائل العشرينات من عمرها، جعلها تشعر "بالإثارة والقلق في نفس الوقت، شعوري بالإثارة كان ينبع من كوني مقدمةً على أول رمضان لي، بعد أن قرأتُ عنه الكثير، إلا أن الإثارة الحقيقية كانت تكمُن في كوني مقبلةً على إرضاء الله، حيث تغفر الخطايا الماضية إذا أحسنَّا النية والعمل، وهذا هو السبب  الذي يجعلني أعتقد أن رمضان مفيد للجميع".

 

استعدَّت "لي" لرمضان بصيام بعض الأيام قبلَه، وشعرتْ بعطش شديد في أول يوم تصومُه، لكنها واجهتْ ذلك بتذكير نفسها بـ "ثواب الله عن الصيام، وأن الجزاء على قدْر المشقة"، حتى أنها أصبحت تكرر "الثواب، الثواب، الثواب"، ومع الوقت تعوَّدت على الصيام، بل تحوَّلت حياتها كلها للأفضل، فنامت أول ليلة لها بعد الصيام بشكلٍ أفضل ولساعات أقل.

 

وتصف أحلامها قبيل دخول أول رمضان بأن تصلي التراويح في جماعة المسجد، واستعدادها له "ليس فقط بالامتناع عن الطعام والشراب، لكن أيضا بالكفّ عن الكذب والغيبة، حتى التفكير في المحرمات، والتركيز أكثر على التفكير في صفات الله، والصلاة، وخدمة مجتمعي وأقربائي".

 

كان أول رمضان بالنسبة لها بمثابة "المحفِّز والمقوِّي لإيمانها، والخضوع أكثر لإرادة الله، ومما شجعني على فعل ذلك كون الشيطان مقيدًا طوال الشهر، وأنني سأكون مسئولة وحدي عن أعمالي بدون وسوسةٍ منه، لذلك قررتُ أن يكون هذا الشهر أفضل فرصة للتخلُّص من عاداتي السيئة التي كنت قد تعودتُ عليها".

 

وبعد مرور رمضانها الأول تخبرنا بأنها كانت راضية -رغم علمها أنها لن تبلغ الكمال يومًا- بأنها بذلتْ وسعها خلال الشهر الكريم.

 

كما تصفُ شعورها بالقلق الذي انتابها قبيل رمضان، قلق من "الفشل ألا تستطيع إكمال صوم أول أيام رمضان، وقلق من عدم استطاعتها تأدية متطلبات الشهر العظيم، وخوف من ألا يُقبلَ عملها، وخشية ألا تستطيع مقاومة عاداتها السيئة"، كل هذا القلق جعلها تستعدُّ أكثر لهذا الشهر، وتصبح أكثر تصميمًا على النجاح في تلك التجربة الجديدة، نلمس هذا في كلماتها التي تقول فيها: "إن شاء الله سأكون قادرةً على إتمام صومي، إن شاء الله سأخرج من رمضان بحال أفضل كمسلمة، إن شاء الله سأخلِّص نفسي من قبيح عاداتها، إن شاء الله ستُغفر كل خطاياي".

 

عطش للصلاة

 

وتقول "لي" أنها كانت تشعر في أوائل أيامها بعطشٍ شديد، خاصة وأنها كانت ترى الناس يأكلون ويشربون في الشوارع طيلة النهار، لكن هذا العطش للماء سرعان ما توارى وتضاءل أمام عطش من نوعٍ آخر "عطش للصلاة" ، إنه عطش نتركها لتعبِّر عنه بطريقتها وهي تقول: "أول تجربة حقيقية لي مع رمضان كانت في صلاة الفجر أول يوم، حيث شعرتُ بتغير كبير، شعرت بالسكون والاطمئنان، أديتُ صلاتي بخشوع كامل، ولم أجد التشويش الذي كان الشيطان يسبِّبُه لي، فقد كنت حقًّا أشعر بالصلاة، كما لم أشعر بشيء هكذا من قبل، لأنني كنت أركز في شيء واحد فقط وهو عبادة الله، إنه حقًّا شعور لم أكن أتوقعُه".

 

حزن الفراق

 

وتعبِّر "لي" عن حُزنِها لفراق رمضان، فقد ذهب كل شعور بالجوع والعطش، وكانت تودُّ أن لو طال هذا الشهر قليلًا لتستمتع به كثيرًا، بل أنها بدأت في استغراب اعتقاد البعض أن الصيام "مُهمَّة شاقَّة"، لكنها أيقنتْ أن "الصيام قد يمثل أشياء مختلفة للكثيرين، فبالنسبة لي كان التركيز أكثر على الثواب من المشقة التي تتضاءل بجوار المنح التي تلقيناها والتي ننتظرها في المستقبل".