خبر عميد متقاعد يشرح بالتفصيل الصور التي إعترضتها المقاومة جنوب لنبان

الساعة 10:17 ص|16 أغسطس 2010

العميد عطوي شارحاً الفرق بين صور طائرات التجسس وصور الأقمار الإصطناعية

فلسطين اليوم-وكالات

أكد العميد المتقاعد محمد عطوي أن المعلومات والصور التي إعترضتها المقاومة والتي عرضها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحفي الاخير، هي إشارات لاسلكية تعتمد على الإشارات التجانسية Analog signals، كانت المقاومة تعترض هذه الأشارات اللاسلكية التي كانت تبثها طائرات الأستطلاع الجوية إلى داخل فلسطين المحتلة إلى غرفة عمليات العدو الأسرائيلي والتي كانت بذات الوقت تصل إلى غرفة عمليات المقاومة لتحليل هذه الأشارات والأستفادة من معلوماتها. وهذا ما يسمى بالأعتراض الردادوي والذي هو جزء من الحرب الألكترونية التي تستخدم أيام السلام للأستفادة من المعلومات أيام الحرب أو للأستفادة من المعلومات لتنفيذ إغتيالات محددة.

وقد إستفادت المقاومة من إعتراض أشارات طائرات الاستطلاع التجسسية من العام 1997 ولغاية العام 2006. لافتا العميد عطوي الى انه بعد الـ2006، اصبحت "اسرائيل" تستعمل الإشارات الرقمية digital signals بعد أن إكتشفت قدرة المقاومة على إعتراض إتصالاتها. والإشارات الرقمية يصعب إلتقاطها وخاصة أذا تم تشفيرها بشكل معقد ليصعب تحليل محتواها.

العميد عطوي، أشاد في حديث لـ"الإنتقاد.نت" بالإنتصار الكبير الذي حققته المقاومة في ما يسمى بالحرب الإلكترونية وبإعتراض البث عندما أقدمت على اعتراض الإتصالات اللاسلكية للصور الجوية التي كانت تبثّها طائرة الإستطلاع الإسرائيلية التي تعمل بدون طيار، وهي تعمل بمستشعرات فائقة الحساسية، أي Sensors . وهذه الطائرات تقوم بإستشعارات الأهداف أو الأجسام بالحرارة او بالأشعاعات ما تحت الحمراء أو بالليزر أو الضوئي او الصوتي. وذلك بإستعمال طائرات بدون طيار والتي هي من الجيل الثاني والتي أدخلت في العام 1990 إلى السماء اللبنانية وهذه الطائرات هي من نوع "MK-105 Flach" وتسمى بالعبرية "MASTIF" وتسمى باللغة الجنوبية في جنوي لبنان بـ "أم كامل" ولهذه الطائرة القدرة على التحليق لأكثر من خمس ساعات وعلى القيام بمهمات عدة منها الاستطلاع الإلكتروني والحراري والتصوير الفوتوغرافي والرصد والمراقبة الميدانية والتحكم بإدارة المعركة وملاحقة الأهداف المتحركة وتحديدها ومراقبة الحدود البرية وتوجيه رمايات المدفعية وتقدير الأضرار الناجمة عن القصف الجوي والمدفعي وتسهيل الاتصالات اللاسلكية والتشويش الإلكتروني.

وأشار العميد الدكتور محمد عطوي إلى أن عملية نقل الصور الجوية التي قامت بها المقاومة، بنيت على ثلاث مراحل أساسية: هي إعتراض الإشارات، تحليل الأشارات، وإعادة جمعها لاحقاً بصور مطبوعة أو مقرؤة على شاشات الأجهزة الحاسبة.

 

كما لفت  العميد الدكتور عطوي إلى أنه لا بد أيضاً من الإضافة الى ما قدّمه السيد نصرالله، ان دور طائرة "الأواكس" وظهورها في منطقة حدوث الاغتيال هو بهدف التشويش على كافة الأجهزة الإلكترونية بما فيها أجهزة الإتصالات المتطورة للرئيس الشهيد رفيق الحريري بما فيها أجهزة كشف المتفجرات التي كان يمتلكها الرئيس الشهيد.

كما شرح العميد الدكتور محمد عطوي كيفية عمل طائرات الإستطلاع التجسسية لتصوير الصور الجوية والفارق بينها وبين صور الأقمار الإصطناعية التي مصدرها مواقع الأنترنت.

واوضح العميد عطوي ان " طائرات الإستطلاع كانت تقوم بالتصوير بواسطة الكاميرات البصرية أو الحرارية، وذلك بواسطة المستشعرات الفائقة الحساسية، بحيث تستطيع تغطية مساحات بحدود 40 كلم مربع عبر "Zooming"، وهذه الصور هي أهم من الخرائط الجغرافية المصنّعة لحداثتها ودقة المعلومات وخاصة إظهار الأبعاد الثلاثية 3D، بينما صور القمر الصناعي تتناول الأبعاد الثنائية 2D أي الإحداثيات بما يسمى القطوع والنظيم أي الـ X و الـ Y.

 

ولدى سؤاله، عما إذا ما كان للدولة اللبنانية قدرة على تسجيل فترات التشويش وكشفها، والعودة إليها، أشار العميد المتقاعد والخبير في الإتصالات العسكرية محمد عطوي، إلى أنه لا يوجد أي أجهزة مراقبة وإعتراض الإشارات الصادرة عن طائرات الإستطلاع المعادية لدى لبنان، لأن التقنيات الحديثة والمطلوبة لا تعطى للجيش اللبناني وذلك لأهداف يعلمها القاصي والدّاني. 

ورد العميد عطوي على بعض الأفواه التي شككت بالقرائن التي قدّمها سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مؤكدا أن فبركة هذه الصور غير ممكنة علمياً إطلاقاً لأن مصدر هذه الصور بالذات هو الإشارات اللاسلكية التي تحتوي المعلومات عن الصور الجوية، بالإضافة إلى الموجات التي كانت تبث من طائرات الأستطلاع إلى داخل الأراضي المحتلة، والتي استطاعت المقاومة أن تعترض هذه الأشارات وتحليلها، والتي هي تختلف كلياً عن الصور التي تقدمها الصور الصناعية التي تقدمها بعض مواقع الأنترنت ك .Google Earth 

وتابع العميد عطوي قائلا "لا بد من القول إلى أنه كفى هؤلاء السياسين

كذبا، حتى ملّ الكذب منهم، وبالتالي عندما يقول أحدهم أن هذه أفلام "جيمس بوند" أوكأنها مركبة كافلام الأباحية، فهذا أمر غير صحيح أبداً"، لافتاً إلى كون أي قراءة بسيطة لصور القرائن المعروضة، مع صورة جوية من مصدر آخر وفي زمان محدد، لتمكّن للقارئ من تحديد التطابق أو التناقض، وبالتالي يتبن الفرق ما بين النوعين من الصور الجوية.

وأضاف ان "البرامج التي تسمح بمشاهدة هذه الصور على أجهزة الكمبيوتر، هي برامج تختلف بقراءتها عن الصور التي نأخذها عن طريق الأقمار الإصطناعية، مشيرا الى أن صور "غوغل" يمكن أن نقرأها ونشاهدها ونخزنها وبعدها نشاهدها بواسطة برامج كالـ PDF بينما الصور من النوع الاخر بحاجة إلى برامج خاصة.

 

 

الإنتقاد سألت إذا كان "غوغل ايرث" Google Earth يعطي إمكانية البث المباشر لمتصفحيه، فنفى ذلك العميد عطوي نفياً قاطعاً، لكون أن الصور الموجودة في مواقع الأمنرنت يمكن فقط تنزيلها "Downloading" موضحاً طبيعة عمل "غوغل ايرث"، كونه عبارة عن مجرد معلومات مخزّنة في أجهزة "غوغل"، يستطيع الناس مشاهدتها فقط داخل "غوغل"، وحتّى لو تم تكبير الصورة المأخوذة من "غوغل" كسيارة مثلا، تراها غير واضحة، أما الزوم الذي يأتي من طائرة الإستطلاع فيبقى دقيقاً حتى بعد التكبير، وهذا هو هدف طائرات الإستطلاع "إعطاء صورة للمشغّل وكأنه أمامها".

 كما أكد العميد الدكتور عطوي أن هذه القرائن والمعطيات والبيانات الحسّية هي أفضل ما لدى المحكمة الدولية حتى الآن من معطيات يبنى عليها، خاصة أن هذه المعلومات جاءت حسية وملموسة ومثبتة بعملاء إسرائيليين تنفيذيين كان لهم دور أساسي في تنفيذ عمليات عديدة، وللأسف الشديد غادر هؤلاء الأراضي اللبنانية، ويجب على المحكمة الدولية أن تستدعيهم من الدول الموجودين فيها وتعمل على التحقيق معهم لكشف الحقيقة".

 

 

وخلص العميد عطوي الى القول انه " بالإضافة إلى هذه القرائن التي طلبها السيد بلمار، يجب أن يبدأ اولا ويعيد تحقيقاته بالنسبة لشهود الزور، يجب إصدار تعليمات لإستدعاء كافة شهود الزور، وهذا يدل إذا كانت المحكمة الدولية هي جادة بالفعل في الإستحصال على هذه القرائن والإستفادة منها. أضف إلى ذلك إستدعاء ملقنيهم والعملاء الذين أشار إليهم سماحة السيد وخصوصاً العميل الجد."