خبر رئيس أركان مهدد -هآرتس

الساعة 10:20 ص|15 أغسطس 2010

رئيس أركان مهدد -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

رئيس الاركان غابي اشكنازي حظي الاسبوع الماضي بثناء كثير ومبرر على شهادته أمام أعضاء لجنة تيركل – ولا سيما لانه لم يحرف المسؤولية عن قصور الاسطول عنه الى غيره.

        ومع ذلك، لا يمكن لنا ان نتجاهل القسم المقلق الآخر من تصريحات رئيس الاركان: فقد قال اشكنازي ان درسه المركزي من القسم العملياتي لقضية الاسطول هو انه اذا تعين على الجيش الاسرائيلي ان يتصدى لسيناريو مشابه في المستقبل – لن يكون مفر من استخدام القناصة لمنع، على حد قوله، مس بالجنود. هذه أمور خطيرة، وهي تدل على أن رئيس الاركان – والجيش الاسرائيلي في اعقابه – لم يستخلصا أي درس من قضية الاسطول ومن حملة "رصاص مصبوب".

        معنى أقوال رئيس الاركان هو ان الجيش الاسرائيلي لن يتردد في المس بمدنيين عن بعد بوسائل قناصة ونار حية. ومن غير الصعب التخيل ماذا كان سيحصل لو كان جنود الوحدة البحرية عملوا على هذا النحو عند سيطرتهم على مرمرة، في وضع لم يكن الجنود فيه تعرضوا للخطر.

        هذه بالضبط كانت ايضا عقيدة "رصاص مصبوب": حد أدنى من الخسائر للجيش الاسرائيلي، تقريبا بكل ثمن، بل واحيانا في ظل المس بالمدنيين وتجاهل قوانين الحرب. لقاء ذلك دفعت اسرائيل ولا تزال تدفع ثمنا دوليا باهظا، والان يتبين ان رئيس الاركان يهدد بمواصلة ذات العقيدة.

        في أساطيل مشابهة في المستقبل يجب التعاطي معها بالضبط بطريقة معاكسة. اولا، سيكون من الضروري السؤال اذا كانت هناك على الاطلاق حاجة، وبالاساس حكمة، من السيطرة بالقوة – اذا كان معروفا بأن مسافري السفن لا يحملون معهم وسائل قتالية مخصصة لغزة. ولكن حتى تقرر مرة اخرى تنفيذ سيطرة بالقوة – سيكون على الجيش الاسرائيلي ان يجد سبيلا يضمن حدا أدنى من المصابين، سواء لجنوده ام لمسافري السفن. تورط اسرائيل في قضية الاسطول نبع بالضبط من ان الجيش الاسرائيلي قتل تسعة من مسافري "مرمرة". لو لم يقتلهم، لما نشأت القضية الدولية التي ألحقت منذ الان ضررا غير قليل باسرائيل.

        ولكن، لا يدور الحديث فقط عن صورة اسرائيل، يدور الحديث ايضا عن صورتها الاخلاقية وصورة جيشها: استخدام القناصة ضد المدنيين يجب ان يكون محدودا فقط بأوضاع متطرفة يكون الجنود فيها يتعرضون لخطر على الحياة. السيطرة على سفينة، مسافروها غير مسلحين بالسلاح الناري، يمكن ويجب أن يتم على نحو مغاير.