خبر نصرالله يلعب على الزمن- يديعوت

الساعة 10:14 ص|15 أغسطس 2010

نصرالله يلعب على الزمن- يديعوت

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: نصرالله يسعى الى كسب الوقت كي يؤجل او يلغي احتمال اتهام اللجنة الدولية لحزبه او لرجالاته باغتيال الحريري - المصدر).

        ¬لا أحد، حتى في لبنان، يشتري "البراهين" و "الادلة الجديدة" التي عرضها نصرالله في المؤتمر الصحفي غير المقنع يوم الاثنين الماضي في بيروت. يمكن التوقيع على شيك بمبالغ طائلة على أن نصرالله نفسه لا يصدق بان اسرائيل صفت رئيس وزراء لبنان. فأي سبب في العالم كان لاسرائيل كي تقتل الحريري؟

        ولكن ما الذي يمنع نصرالله من التسالي؟ من ناحيته، فلتعلن اسرائيل باعلى الصوت بانه تبين كاذبا اكثر من الكذاب، ومناكفا اكثر من الخداع، وبدا مضغوطا. اما ان يكون غبيا فلا. بين الاماكن التي يختبىء فيها في السنوات الاربع الاخيرة، فان من المهم جدا لنصرالله الان ان يبقى على الخريطة، ان يحافظ على صورة أزعر الحي المشاغب، المهدد والخطير. اذا لم يكن احد يرغب في حرب اهلية في لبنان والملك السعودي كلف نفسه العناء حتى بيروت، كي يحقق تهدئة بين المفزوعين والمهددين – نصرالله لم يفزع. فها هم اللبنانيون يرتعدون خوفا من مواجهة عسكرية مع اسرائيل وهو يهدد بالغاء الصواريخ (التي لديه) على تل أبيب.

        المهم الا يوقعوا عليه ملف الحريري. مثل هذا الملف من شأنه أن يهزه بشدة هو ومنظمته وكل لبنان. أولا وقبل كل شيء الحكومة ستنهار، وموجة التصفيات ستعود بقوة، وعندها سيتعين على مقاتلي حزب الله ان يسيطروا على بيروت. سيناريو الكابوس لدى نصرالله يعرض ايضا الخيار الاسوأ: مقاتلو كوماندو (خمنوا من اين سيأتون) سيعقدون مطاردة للقيادة المستهدفة (شكرا للعملاء والجواسيس) للمنظمة ويطردوها الى خارج لبنان. احد لن يذرف دمعة اذا ما نجحت هذه العملية.

        في هذه الاثناء ينجح نصرالله في تحقيق هدفه. بعد العرض الاعلامي الكبير ليس مهما ما يقال عن نصرالله، فليس للقاضي دانييل بلمر، رئيس لجنة التحقيق الدولية غير أن يصدر دعوة: كل من لديه وثائق لم تفحص مدعو لان يأتي بها. نصرالله الذي يعمل الان حسب خطة كيفية كسب الوقت واخافة كل ذوو الصلة بالقنبلة المتكتكة يعتزم الزحف بلعبته، وان يخرج روح كل من يبحث عنه.

        بالطبع، سينقل الافلام، القصيرة والطويلة، كما أن له اكوام من الاوراق التي ستؤجل نشر التقرير الكامل على مدى اشهر طويلة. كما يخطط نصرالله لعمل كل ما ينبغي كي يشغل لجنة التحقيق. في المرحلة التالية سيحاول القاضي المحترم اخراج نصرالله من الحجر، كي يدلي بشهادته. ولكن الامين العام غير مستعجل. فهو يعرف بانه طالما لم يأتوا برئيس وزراء اسرائيل، وزير الدفاع، رئيس الموساد ورئيس الاركان، فانه مصمم على الالتصاق بجحره. أيريدون استدعاءه بالقوة؟ فليتفضلوا بالتوجه الى رئيس وزراء لبنان، ميشيل سليمان الذي سبق أن اعلن بان ليس لديه أي خطط للمس شعرة من شعر كبار رجالات حزب الله، وبالتأكيد عدم اعتقال نصرالله.

        إذن ها نحن عدنا الى نقطة البداية. القاضي الدولي مدعو لان يجرب حظه. وحتى لو تقرر بان حزب الله وسوريا هما اللذان صفيا الحريري، فمن سيتبنى الاستنتاجات؟ ما الذي سيفعلونه بالضبط بهذه الاستنتاجات؟ حتى سعد الحريري، الذي أقسم بان يطارد قتلة أبيه، فر الى قصر الاستجمام العائلي في سردينيا. قبل أن يسافر، اصدر امرا مشددا لوزراء واعضاء حزبه الا يردوا على فريات نصرالله.

        من يمسك اليوم بلبنان؟ ربما الرئيس، ربما الاجهزة، بالتأكيد ليست الحكومة التي من شأنها أن تنهار في ظل ترهات نصر الله. من جهته فليحاولوا الاقتراب منه. كذاب ومدعي، معا، ولكنه هو الذي يمسك بعلبة الثقاب.