خبر مسؤول رفيع بداخلية غزة يوضح القرار بمنع عمال الحصمة بالتنقيب عنها

الساعة 08:29 ص|14 أغسطس 2010

مسؤول رفيع بداخلية غزة يوضح قرارها بمنع عمال الحصمة بالتنقيب عنها

فلسطين اليوم-غزة

لم يفهم المئات من المنقبين عن الحصمة السبب الذي دفع الشرطة غزة خلال الأسبوع الأخير إلى منعهم من مزاولة عملهم في محافظة شمال قطاع غزة.

 

واشتكى العديد من العمال في هذه المهنة التي خلقتها ظروف الحصار على القطاع من قيام شرطة غزة بمصادرة أدوات التنقيب والحصمة إذا ما تمكن شخص خلسة من جمع بعض الأكياس.

ورغم المنع وانتشار عناصر الشرطة إلا أن العديد من الشبان يدخلون المنطقة خلسة ويجازفون بالعمل معرضين أنفسهم للعقاب، كما يقول الشاب محمود الذي صادرت الشرطة مستلزمات التنقيب منه.

واستهجن محمود تصرف الشرطة تجاه عمال هذه المهنة الذين ساهموا في كسر الحصار بعدما جمعوا آلاف أطنان الحصمة التي يفتقدها القطاع لرفض إسرائيل إدخالها منذ ثلاث سنوات ونصف.

وتساءل عن الفائدة التي تعود على الوطن والمواطن جراء هذا المنع الذي أسهم في ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشبان وحرم مئات العوائل من مصدر رزق مهم جداً.

وأبدى الشاب رأفت استياءه الشديد لصدور قرار المنع بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك الذي يتطلب من المواطنين الفقراء مضاعفة جهودهم للتغلب على مستلزماته.

وقال إنه تفاجأ عندما ذهب قبل عدم أيام إلى العمل بمنع عناصر الشرطة له من الدخول للتنقيب بل وتهديدهم باعتقاله إذا أكمل طريقه.

وأكد أن الحاجة للمال دفعته لعدم التقيد بالقرار ومحاولة الالتفاف عليه بالدخول من منطقة أخرى إلا أنه تفاجأ بتصدي عناصر من الشرطة له.

القرار يعني لرأفت الحرمان من العمل والبحث عن مصدر رزق آخر قد لا يجده في المنظور القريب.

وطالب رأفت الشرطة بالعدول عن القرار خاصة في شهر رمضان الذي يفرض عليه المزيد من العمل.

أما الشاب محمد عبد الهادي فلا يعرف ما هو السبب الحقيقي وراء هذا المنع الذي حرمه من مصدر رزق اعتمد عليه وعائلته منذ أكثر من ستة أشهر، مبيناً أن وضعه المادي أصبح يتدهور بعد خمسة أيام من منعه من العمل في المنطقة الشمالية الغربية لمدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وعزا مسؤول رفيع في أحد الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية بغزة القرار إلى العديد من الأسباب أبرزها استغلال قوات الاحتلال لتواجد مئات الشبان والفتيان في المنطقة خاصة في الليل ومحاولة ابتزازهم وتجنيدهم، مشيراً إلى أن عناصر الأمن اكتشفت العديد من تلك المحاولات بالقرب من الجدار الفاصل بين القطاع وإسرائيل.

ومن بين الأسباب الأخرى التي ساقها المسؤول الأمني نفاد الحصمة من منطقة المستوطنات البائدة ومحاولة العمال التنقيب تحت الطرق والشوارع الرئيسية داخل أحياء المنطقة.

وأكد المسؤول خلال حديث مع "الأيام" إصرار الشرطة وأجهزة الأمن على التصدي لهؤلاء العمال بعدما نفدت الحصمة، محذراً من إنزال عقوبات بحق مخالفي القرار.

ويتراوح العائد المادي للعاملين في التنقيب عن الحصمة بين 60 و120 شيكلا في اليوم، إذ يباع طن الحصمة المستخرجة من تحت الطرق والشوارع التي كانت تربط المستوطنات الإسرائيلية البائدة بنحو 160 شيكلا واصلا إلى المستهلك و100 شيكل على أرضه.

وبرغم قرار المنع إلا أن العديد من الشبان يحاولون الوصول إلى أماكن الحصمة وجمع ما يمكن جمعه وبيعه، كما هو الحال مع الشاب رامي الذي نجح في تضليل بعض رجال الشرطة وجمع عدة أكياس من الحصمة وبيعها.

ويصر رامي على القيام بهذه الحركة حتى لو كلفه ذلك العقاب لحاجته الماسة إلى عمل يعتاش منه خاصة في شهر رمضان.

وأصيب العشرات من العاملين في هذه المهنة الخطيرة برصاص قوات الاحتلال أثناء مزاولتهم للمهنة في منطقة قريبة جداً من الحدود، كما شهدت المنطقة تنازعا شديدا بين المنقبين وجامعي الحصمة حول أحقية البعض في التنقيب في مناطق معينة ووصلت بعض هذه النزاعات إلى حد إطلاق النار.

 

وساهمت الحصمة المستخرجة من باطن الأرض في تلك المناطق في تنشيط بل وإحياء حركة البناء في القطاع، كما ساهمت في تشغيل عدد من مصانع الباطون والطوب.