دولة يهودية واحدة وعدة كيانات فلسطينية ..عبد السلام الرقيعي
إن الكيان الصهيونى يدير صراعه مع القلسطينيين على ثلاث ركائز ، الأولى غزة ، الثانية الضفة والقدس ، والثالثة عرب 48 والمستوطنات .
غزة التى طالما تمنى " يتسحاق رابين " أن يصحو ذات صباح ، ويجد أن البحر قد ابتلعها .
غير أن الموت ابتلع " رابين " ، فيما ظل البحر يغازل شواطىء غزة .
غزة التى منذ بدء تنفيذ أضغاث أحلام الصهاينة فى فلسطين ، كانت شوكة عصية على التخضيد ، غزة التي
حاول الصهاينة التخلص منها بشتى السبل ، ليس أولها معاهدة " اوسلو " سيئة الذكر ، والتى جاءت بمقولة
" غزة اريحا أولا " ، و لن يكون آخرها مشروع " تخلى الكيان الصهيوني عن احتلال كيان غزة " ، الذى دعا إليه الصهيوني " ليبرمان " وزير خارجية الكيان الصهيوني .
قبل " ليبرمان " كان " شارون " الميت سريريا منذ عدة أعوام ، و الذى ترفضه الحياة ، ولا يقبله الموت ، وهو الآن ليس حيا ولاميتا . قرر ذات يوم و من جانب واحد الانسحاب من قطاع غزة ، وكان يهدف من وراء ذلك إلى ما يلي : ـ
- إبراز ما يقدمه الكيان الصهيوني من تنازلات من أجل السلام ، وكان التركيز الإعلامي على أولئك المستوطنون الصهاينة ، وهم يتباكون لهجرهم بيوتهم ، في محاولة إعلامية مبتذلة لكسب تعاطف عالمي مع الكيان الصهيوني .
- التخلص من الثقل الديمغرافي ، الذي يمثله سكان غزة الذين يبلغ تعدادهم حوالي مليوني نسمة .
- الإعداد للمشروع الصهيونى القديم ، الذى يهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء .
- فصل الأراضي الفلسطينية عن بعضها البعض ، وذلك بشقها إلى نصفين غير متصلين جغرافيا .
- الإبقاء على غزة كمختبر ، لتجارب أسلحة الآلة العسكرية الصهيونية ، وإظهار شراسة وعنف هذه الآلة العسكرية ، لإرهاب الآخرين في المنطقة . وكذلك الاحتفاظ بها كمختبر لتطبيق البرامج السياسية التي يود الكيان الصهيوني أن يطرحها كحلول سلمية ، أو تلك الحلول التي قد يضغط على الكيان الصهيوني لقبولها .
مهما يكن من أمر ، فقد انسحب الكيان الصهيوني من غزة ، وتقدمت "حماس " لملء الفراغ ،
بل نجحت عبر انتخابات ، أحدا لم يشكك في نزاهتها ، بما في ذلك الكيان الصهيوني ذاته ، وتحصلت على أغلبية تمكنها من تشكيل حكومة على مستوى " دولة فلسطين " ، وليس على مستوى قطاع غزة فحسب ،
وذلك وفقا لقواعد اللعبة الديمقراطية النيابية .
لكن من يرضى لحماس أن تحكم " الكيان الفلسطيني " المصنوع في " اوسلو " . لا الرئاسة في " رام الله " ،
ولا الكيان الصهيوني ، ولا دول الغرب الديمقراطية ! ، بل حتى عدد من الدول العربية ، وبطبيعة الحال تأتى على رأس قائمة الرافضين الولايات المتحدة .
الرئاسة فى " رام الله " فى تظاهر باحترام قواعد اللعبة ، كلفت حماس بتشكيل الحكومة من جهة ، فيما شرعت من جهة أخرى في وضع العصي في الدواليب ، لعرقلتها سعيا لانتكاسها وانهيارها ، وفى نهاية المطاف أماطت الرئاسة اللثام ، وأقالت حكومة حماس ، وشكلت حكومة في " رام الله " دون شرعية برلمانية . رفضت حماس إقالة حكومتها ، واعتبرت حكومتها هى الحكومة الشرعية ، وهى الحكومة المسؤولة دستوريا ، وإن لم تتمكن
من بسط سيطرتها على كل أراضى " دولة فلسطين " ، فإنها بأي حال من الأحوال ستستمر في إدارة قطاع غزة
وهكذا صار " لدولة فلسطين " إقليمان وحكومتان إحداهما في " رام الله " والأخرى فى " غزة " !!! .
أمر أثار السعادة والحبور لدى الصهاينة ، الذين سارعوا إلى الإعتراف بحكومة " رام الله " ، وفعلت مثلهم دول الغرب وعدد من الدول العربية ، ودول عربية أخرى وجدت نفسها فى حَيرة من أمرها .
وهكذا بدأ الشرخ الفلسطيني يتوسع ، وطفق الكيان الصهيوني يغذى هذا التشظي ، وأمعن في اتهام " حماس " بالإرهاب ، ودعا دول العالم إلى مقاطعة حكومتها المقالة وعدم التعامل معها .
فيما أستمر الكيان الصهيوني في ممارسة هواية محادثات السلام الوهمي مع حكومة " رام الله " ، وقد وكان الطرفان يلقيان باللائمة على " حماس " ، و يعتبرانها حجر عثرة في سبيل الوصول إلى سلام في المنطقة ، شأنها في ذلك شأن كل من " حزب الله " ، وإيران .
لذلك خطط الكيان الصهيونى لتصعيد المواجهة مع غزة ، ليظهر الأمر من جهة وكأن الصراع قاصر على غزة ، ولكي يتأتى له تغيير الحقائق على الأرض في القدس ، والاستمرار في التوسع في بناء المستوطنات في الضفة الغربية ، من جهة أخرى .
إذا آن الأوان للذهاب إلى المختبر إلى غزة ، وهكذا ما إن اختطفت حركة حماس الجندي الصهيونى " جلعاد شاليط " ، وفشلت مفاوضات تبادله بآلاف الأسرى الفلسطينيين ، حتى شرع الكيان الصهيونى في عملية اجتياح كامل لقطاع غزة ، عرفت بعملية " الرصاص المصبوب " ، وكان جدير أن تسمى العملية " الحمم المصبوبة " ، لأن الكيان الصهيونى في هذه الحرب غير المتكافئة ، استعمل جميع أنواع الأسلحة بما فيها تلك المحظورة دوليا ، ضد شعب أعزل إلا من بقايا بنادق وأسلحة صيد ومسدسات وسكاكين وسيوف وأظافر النساء وأسنان
الأطفال . ورغم كل ذلك صمدت غزة صمودا غير مسبوق سيذكره التاريخ طويلا ، وستنهج مثله الشعوب التي تعانى الضيم والقهر .
أكثر من شهر والسماء تنهمر نار ، والأرض تفور حمما ، والبحر يقذف لهبا ، سحق الكيان الصهيونى البشروالشجر والحجر ، دمر البنية التحتية بالكامل ، هدم المنازل على رؤوس ساكنيها ، دكت محطات الكهرباء ومحطات المياه .
ولما لم تركع غزة ولم تستسلم حماس ، بل زاد الالتحام الشعبي ، لجاء الكيان الصهيونى إلى تجربة أخرى
في نفس المختبر . الحصار إغلاق المعابر منع وصول الوقود والغذاء والدواء ومواد البناء ، وهكذا ظل الغزاويون منذ ثلاث سنوات وحتى يومنا هذا ، رهنا لهذا الحصار معدوم النظير .
عجيبة هذه الغزة ، وعجيب أيضا أمرها , لا البحر ابتلعها ، ولا جهنم التي سكبت على رأسها دفعت أهلها للجلاء عنها .
حصار تجويع ، تعطيش ، عراء في برد قارس ، و حر يذكر بحسيس جهنم ، لادواء ، ولا مواد للبناء . والناس
في غزة يهزؤون بالموت إلى الحد الذي يغبطهم عليه الصناديد ، وترتعد منه فرائص الجبناء .
انه لعجيب حقا ، غير أن الأمر العجاب هو أن العالم المتمدين ، دأب على مشاهدة ما يجرى ببرود متناهي ، حتى أن صاحبة المقام الرفيع " الأمم المتحدة " وكأنها تنادى من مكان بعيد ، رغم أن مقرها ومنشآتها في غزة لم
يوفرها الصهاينة ، بل دكوها دكا ، شكلت بعد تلكؤ مخز ، لجنة عرفت باسم لجنة " قولدستون " أصدرت
تقريرا هزيلا ، أهتم بما أصاب منشآت الأمم المتحدة في غزة أكثر مما أصاب البشر والحيوان والشجر والمباني الأخرى في غزة .
وقد رد الكيان الصهيونى على التقرير ، بأنه سيعوض أو سيعيد بناء منشآت الأمم المتحدة التي تعرضت
للقصف . ألام يدعو هذا ؟ هل من مجيب ؟ .
من جانب آخر أكثر إشراقا . بدأ الخيرون يتحركون فرادى وزرافات ، منظمات خيرية ، مؤسسات
إنسانية ، في تقديم الغوث لأهل غزة ، وليس غريبا أن تكون مؤسسة القذافى للجمعيات الخيرية من أوائل السباقين إلى تجهيز قوافل الإغاثة البرية والبحرية تترا .
ولما كان ذلك ، وكان الكيان الصهيونى قد شعر بأن حصاره لغزة يكاد أن ينهار . وقد كان تقديره للموقف تقديرا صحيحا ، غير انه قفز قفزة في الهواء ، كان يريد من وراءها إيقاف هذا السيل من قوافل الإغاثة البرية والبحرية ، غير أنه اختار حلا أحمقا ، لمواجهة " قافلة الحربة " التي كانت مكونة من عدة سفن ، حيث قام بمهاجمتها في عرض البحر ، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين الأتراك . لقد كان الكيان الصهيونى يهدف بذلك إلى إخافة وإرهاب من يجرؤ على التفكير في تجهيز أي قافلة إغاثة مجددا .
قرأت مؤسسة القذافي للجمعيات الخيرية الحدث قراءة صحيحة ، لذا سارعت على الفور في الشروع في تجهيز سفينة " الآمل " ، التي امتطاها شباب شجعان ، وقادها ربان كوبي ، ورفعت علم سلوفيتيا وتوجهت صوب غزة.
سقط بأيدي الصهاينة ، وطفقوا يتساءلون ، ما هذا ؟ ماذا يحاول الليبيون أن يفعلوا ؟ .
وأمام الورطة التي وجدوا أنفسهم فيها ، بادروا بالاتصال باليونان للحؤول دون إبحار السفينة في اتجاه غزة ، وعندما ثنى اليونانيون عطفهم ، حاول الصهاينة الاتصال بسلوفينيا , وجمهورية مصر العربية ، ووسطوا إيطاليا ، ناهيك عن محاولة البحرية الصهيونية غير المجدية لإرهاب " سفينه الآمل " .
وعندما تأكد الليبيون من أنهم حققوا المستهدف ، وهو تحطيم حاجز الخوف الذي حاول الصهاينة اصطناعه لإخافة وإرهاب من سيحاول تجهيز سفينة إغاثة ، كما أنهم نجحوا أيضا في التأكد من إيصال حمولة السفينة برمتها ، لاسيما مواد البناء والمساكن سريعة التجهيز ، بالإضافة إلى مبلغ 50مليون دولار .
هنالك قيلوا الوساطة ، ورست " سفينة الآمل " في ميناء العريش ، وما كادت تصل مواد الإغاثة إلى أهالي غزة ، حتى شرع الليبيون في تجهيز قافلة برية ستنطلق من طرابلس .
"سيف الإسلام القذافى" علق على نجاح " سفينة الأمل " في تحقيق هدفها ، موضحا إنه لا يعتقد أن أحدا كان يتصور أن هدف " سفينة الآمل " هو الدخول في اشتباك قتالي مع البحرية الصهيونية ، حيث قال : " إن حملة الحرية و " سفينة الآمل " قد زادت في شرخ الحصار " ، وأضاف : " لقد جنى الليبيون العنب وإن لم يقتلوا الناطور "
إنها دبلوماسية شعبية ليبية ، لم تحسن قراءة الحدث وتحليله فحسب ، بل إنها استطاعت أن تقلب المعادلة الصهيونية رأسا على عقب . غير أنه يجب التنويه إلى أن الكيان الصهيونى دأب على إعداد الخطط البديلة .
لذلك بعدما أدرك الصهاينة بما لا يدع مجالا للتخمين ، أنه بعد قافلة الحرية وتداعياتها ، و " سفينة الآمل " التي حطمت المستهدف من مهاجمة قافلة الحرية ، وما سببه ذلك من تهاوى سمعة الكيان الصهيونى ، فهاهو المحلل الصهيونى " زلمان شوفال " ،
كتب في صحيفة " إسرائيل اليوم " في عددها بتاريخ 2172010 :- " تبنى البرلمان الألماني ( البوندستاغ )
قرارا يندد بإسرائيل بسبب عمليتها ضد فافلة الحرية ، كما ندد القرار بالحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع ، وقد أتخذ القرار بالإجماع وبموافقة جميع الأحزاب .
وفى إعقاب اتخاذ القرار صرح " فولفقانغ غيهركى " المتحدث باسم حزب اليسار المعارض ، قائلا :-
" إن تصويت ( البوندستاغ ) هذا ، يعد مؤشرا على تغير أساسي في علاقة ألمانيا بإسرائيل " .
أما " ديفيد كاميرون " رئيس وزراء بريطانبا فقد صرح اثناء زيارته لتركيا مؤخرا ، قائلا :- " إن حصار
اسرائيل لقطاع غزة أشبه مايكون بمعسكرات الإعتقال ، او السجن الكبير " .
لذلك عاد الصهاينة إلى المختبر كالعادة ، عادوا إلى غزة وأطلقوا بالون اختبار من النوع الخطير ، في
محاولة مكشوفة لاستباق الأحداث بخطة بديلة ، حيث أعلن وزير خارجية الكيان الصهيونى ، أنه سيوجه كتاب
إلى الأمم المتحدة ، وآخر إلى خبراء في القانون الدولي ، بشأن رغبة الكيان الصهيونى في التخلي من جانب واحد عن احتلال كيان غزة .
ولكي يبلع الغزاويون الطعم وعدهم بما يلي :-
- سيعاد بناء ميناء غزة البحري ، وتستطيع أن ترسو فيه السفن ، بعد أن يتم تفتيشها في قبرص أو اليونان .
- سيتم بناء محطات لتوليد الكهرباء .
- سيتم بناء محطة لتحلية مياه البحر ، وأخرى لمعالجة مياه الصرف الصحي .
- ستقام مشاريع إسكان ضخمة ، كما سيعاد بناء البنية التحتية .
- أما الأمر الأكثر إغراء هو أنه لا ضرورة لاعتراف كيان غزة بالكيان الصهيونى ! .
أما المستهدف من هذا المخطط الصهيونى الذي عكف على دراسته خبراء السياسة الصهاينة ، فإنه يهدف
إلى ما يلي :-
- تلميع صورة الكيان الصهيونى دوليا ، بعد أن تشوهت فى أعقاب الهجوم على قافلة الحرية .
- إن انهيار الحصار يشكل دون ريب هزيمة لا تقل مرارة عن هزيمة منظمة الجيش الصهيونى في لبنان صيف2006 .
- تكريس الانقسام الفلسطيني باعتراف دولي .
- التخلص من الثقل الديمغرافي الفلسطيني في غزة .
- العمل على خلق كيانات فلسطينية متعددة ، فإذا ما استطاع الكيان الصهيونى الحصول على اعتراف دولي بانتهاء احتلاله لغزة ، فإنه سيعيد الكرة في الضفة الغربية وتصبح هي الأخرى كيانا مستقلا ، بل ربما سيلعب اللعبة ذاتها مع عرب 48 ، ويقايضهم بالمستوطنات في الضفة الغربية ، ويمسى عرب 48 وأرضهم كيانا فلسطينيا ثالثا . لاسيما وأن " ليبرمان " وزير خارجية الكيان الصهيونى يعتبر
عرب 48 أخطر ما يواجه الكيان الصهيونى ، وهم الذين يسمونهم الصهاينة بالقنبلة البشرية الفلسطينية .
- إغلاق الحدود بين غزة والكيان الصهيونى ، وتكون الحدود تحت حراسة قوات دولية
ردود الفعل الأولية من حكومة حماس أو من حكومة رام الله أو من مصر أو من الاتحاد الأوربي ، كانت كلها رافضة للخطة جملة وتفصيلا ، غير أنني لا أخفيك القول أنني اعتقد أن الكيان الصهيونى
لكي يحقق يهودية كيانه ، بالتخلص من عرب 48 ، وللإبقاء على المستوطنات في الضفة ، ولكي يتخلص من غزة وأهلها إلى الآبد . قد يسعى عاجلا أو آجلا إلى أن تكون هناك دولة يهودية واحدة ، وثلاثة كيانات فلسطينية
منفصلة ، هذا إذا لم يكن أكثر من ثلاثة كيانات .
أما القدس التي يقول عنها الصهاينة باللغة العبرية " يورشلايم هاعير زهاف " أي القدس مدينة
الذهب ، فلا يتوهمن أحد بأن يتنازل الصهاينة عن ذرة منها ، من ذا الذي يتنازل عن جزء من مدينة من صفيح ؟
فكيف نتوقع أن يتنازل الصهاينة عن حتى جزء يسير من مدينة الذهب ؟
إن خبراء القانون الدولي ، لاسيما اليهود منهم سوف لن يعييهم البحث عن أسانيد من القانون الدولي ، القائم على الفرضيات ، والمستعد لتقبل أية اجتهادات أو نظريات ، حتى وإن كانت في هامش اللامعقول . لشرعنه تخلى الكيان الصهيونى عن احتلاله لغزة .
أما الأمم المتحدة فحدث ولا حرج ، ويكفى التذكير بأنه لم ينفذ الكيان الصهيونى حتى قرارا واحدا من القرارات التي اتخذتها المنظمة الدولية ضده .
إن كان لي أن أتمنى ، فإنني أود أن يعي العرب لاسيما الفلسطيني ، أن مسؤولية تحرير فلسطين ليست بالضرورة هي مهمة هذا الجيل أو الجيل الذي بعده ، وليس بالضرورة أن يتم تحريرها خلال هذا العقد ، أو العقود التي تليه ، بل ربما لن يتم تحرير فلسطين في هذا القرن ولا في القرن الذي يلبه .
أنظروا إليهم انتظروا في الشتات ألاف السنين ، لم ييأسوا ، لم ينسوا لغتهم ، حافظوا على تراثهم ،
وفى نهاية المطاف عادوا ، ولنكن فقط على ثقة بأننا كما عادوا سنعود آجلا أو عاجلا .
إن ما يقع على عاتقنا هو أن لا نستسلم فقط ، الأمر ليس صعبا لكنه ليس هينا أيضا .
كاتب ليبي