خبر العرض الإسرائيلي للمفاوضات المباشرة:إتفاق انتقالي جديد يشمل 90 في المئة من الضفة

الساعة 10:40 م|12 أغسطس 2010

العرض الإسرائيلي للمفاوضات المباشرة:إتفاق انتقالي جديد يشمل 90 في المئة من الضفة

فلسطين اليوم- وكالات

علمت «الحياة» أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أعد مشروعاً لعرضه على الفلسطينيين في المفاوضات المباشرة يقوم على التوصل الى اتفاق «إعلان مبادئ جديد» شبيه باتفاق أوسلو عام 1993، وانسحاب اسرائيل من مساحة واسعة تصل حتى 90 في المئة من الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، وإجلاء اكثر من 50 الف مستوطن من قلب الضفة الى الكتل الاستيطانية.

 

على خط مواز، تتواصل المشاورات العربية - العربية في شأن سبل اطلاق المفاوضات المباشرة، اذ عقد الرئيس حسني مبارك محادثات مع كل من الرئيس محمود عباس والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في القاهرة امس، كما التقى الرئيس الفلسطيني والعاهل الاردني على هامش اللقاء، قبل ان يتوجه عباس الى قطر اليوم. وقالت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» في القاهرة ان «المحادثات تناولت الصيغة الفلسطينية المطلوبة لاطلاق مفاوضات مباشرة»، في اشارة الى مطالبة الفلسطينيين بإعلان للجنة الرباعية الدولية يستند الى البيان الذي أصدرته اللجنة في موسكو في آذار (مارس) الماضي وتناول وقف الاستيطان واقامة دولتين على حدود العام 1967.

 

في الوقت نفسه، كشفت مصادر مصرية لـ «الحياة» ان القاهرة ستستضيف اطلاق المفاوضات المباشرة في حال حضور الرئيس باراك اوباما، في حين رجحت المصادر الفلسطينية ان تكون القاهرة محطة لإطلاق هذه المفاوضات، مشيرة الى ان الأسبوع المقبل سيكون حاسماً في تحديد مكان عقد المفاوضات المباشرة وزمانه، خصوصا ان من المفترض ان يتسلم مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام ديفيد هيل الرد الفلسطيني في هذا الخصوص بعد غد الاحد. وكشفت ان الاميركيين طرحوا على الفلسطينيين اقتراحاً كمخرج مناسب لاطلاق المفاوضات، مكتفية بالقول ان «القيادة الفلسطينية ستستشير الاطراف العربية قبل اعطاء ردها»، مشيرة في هذا الصدد الى لقاءات القاهرة، وزيارة عباس اليوم لقطر بصفتها رئيس المبادرة العربية للسلام، ثم اجتماع للقيادة الفلسطينية قريبا من اجل حسم خيار العودة الى طاولة المفاوضات.

 

في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة لـ «الحياة» في رام الله ان نتانياهو ابلغ مبعوثين غربيين التقاهم اخيرا ان الوضع الحالي غير مناسب للتوصل الى اتفاق سلام نهائي، لذلك فإنه سيقدم الى السلطة خلال المفاوضات المباشرة مشروعاً للتوصل الى اتفاق انتقالي جديد لكنه «واسع ومغر» للفلسطينيين لانه يمنحهم مساحة واسعة من الضفة، مع إخلاء عدد كبير من المستوطنات، من دون ان يلزمهم التوقيع على انهاء الصراع او وقف مطالبتهم بالجزء المتبقي من الضفة والقدس.

 

ويختلف هذا العرض عن عرض سابق قدمه نتانياهو للسلطة عبر وسطاء وينص على اقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة على اكثر من 60 في المئة من مساحة الضفة. اما العرض الجديد فيتحدث عن حل انتقالي يشمل 90 في المئة من الضفة ويبقي المفاوضات قائمة.

 

وتعتقد مصادر غربية في رام الله ان وراء مسعى نتانياهو الى التوصل الى حل انتقالي موقت وطويل هو القلق المتنامي في اوساط اليمين الاسرائيلي من عودة فكرة حل الدولة الواحدة على جدول الاعمال بعد فشل حل الدولتين. وتضيف المصادر ان إحدى الافكار المطروحة في الاوساط المقربة من نتانياهو هي اقامة صيغة ما للعلاقة بين الدولة الفلسطينية الوليدة ذات الحدود الموقتة والاردن.

 

ويثير مشروع نتانياهو قلق المسؤولين الفلسطينيين الذين يخشون ان يتحول الحل الموقت الانتقال الى حل نهائي، وإن لم يستبعد البعض ان تقبل القيادة الفلسطينية العرض الاسرائيلي في حال ارتباطه بالحل النهائي ضمن جدول زمني معين للمفاوضات. ويقول مسؤولون فلسطينيون ان الحكومة الإسرائيلية بدأت بممارسة ضغط سياسي واقتصادي وسكاني على الفلسطينيين لاجبارهم على الدخول في المفاوضات المباشرة، ومن ثم قبولهم العرض الاسرائيلي. في هذا الصدد، اكد مسؤول فلسطيني رفيع ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ابلغ رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في لقائهما الاخير ان جميع المطالب الحياتية للسلطة الفلسطينية ستتحقق فقط بعد استئناف المفاوضات المباشرة.