خبر غينتس أم غلانت؟..هآرتس

الساعة 09:02 ص|12 أغسطس 2010

بقلم: جدعون ليفي

أبيني غينتس ام يوآف غلانت، او ربما غادي أيزنكوت؟ إن التنافس في ولاية رئاسة الاركان المقبلة يعرض وجها موحدا في المرآة. انظروا الى الضباط الثلاثة هؤلاء، واستمعوا كلامهم، وتأملوا سيرتهم الذاتية – فلن تقفوا على فروق حتى بالمجهر. فهم من مواليد السنة نفسها، ومن خريجي الطراز نفسه، ولهم نفس اسلوب الكلام ونفس الكليشيهات. فهذا نشأ في الوحدة الممتازة، ورفيقه في المظليين وخله في غولاني، فما الفرق.

        قضوا كل سنيهم بطبيعة الامر في الجيش الاسرائيلي وهو المنظمة التي لا يأتونها أبدا برئيس من الخارج، فعشرات سنوات الثكنات والطاعة العمياء أنشأت النموذج الأعلى نفسه. أقال احد منهم ذات مرة شيئا مهما؟ جملة واحدة تنقش في الذاكرة القومية، أو اقتراحا أصيلا؟ او خطبة لم تشتمل على مستودع الكليشيهات من هيئة القيادة العامة الغث فقط؟ أو معركة مجيدة؟ فامضوا الان واختاروا الأفضل. صحيح أن أحدهم (غلانت) أشد تأثرا من رفيقيه بداء "الرصاص المصبوب"، وهو شيء كان يجب أن يبعده عن الولاية، لكن أيزنكوت ايضا اقتبس من كلامه هذا الاسبوع أنه قال إن الجيش الاسرائيلي لم يقتل عددا كافيا في الحادثة الاخيرة في لبنان. والاستنتاج أنه يجب انهاء جميع مقابلات قبول وزير الدفاع، لأنه يكفي اجراء قرعة بينهم. فمن الثلاثة يخرج واحد. وسيكون مشابها بالضبط لسلفه الذي سيشابه بالضبط من يعين بعده.

        انظروا الى الوراء. هل يرى أحد الفروق هناك؟ هل يعلم أحد أن يقول أكان موشيه ليفي أم موشيه يعلون رئيسي اركان جيدين ام سيئين؟ أو أكان كذلك دان شمرون أو امنون ليبكين – شاحر؟ ولو كان عين متان فلنائي بدل شاؤول موفاز لكان الجيش الاسرائيلي يكون مختلفا؟ ومن الذي كان فيه رئيس الاركان الحالي غابي اشكنازي جيدا كثيرا كما اصبحت العادة الان تتويجه بالتيجان على رأسه؟ أصمته؟ "آلرصاص المصبوب"؟ آلقافلة البحرية التركية؟ أ "اعادة بناء الجيش الاسرائيلي"، التي لا يعلم أحد علما صحيحا كيف نقيسها؟ اذا استثنينا الحروب، الناجحة والفاشلة التي لم يأت أكثرها إن لم نقل كلها اسرائيل بأي فائدة، يصعب أن نحكم على رؤساء الاركان على اختلاف أجيالهم. لماذا؟ لانهم جميعا من القرية نفسها وهذه القرية متجانسة تجانسا مخيفا.

        هذا التجانس لا يقتضيه الواقع. فلا يجب على منظمة عسكرية ايضا، قائمة على السلطات والطاعة القوية أن تخرج من تحت يديها قادة متجانسين جدا ومكررين جدا فقط. ولا يجب على منظمة كبيرة محافظة مركبة غير مهندمة كالجيش الاسرائيلي ايضا ان تسلك على نحو آلي بهذه الدرجة. ولا يجب التفكير في رئيس أركان دساس كي نؤمل رئيس أركان يفكر خارج الصندوق، ويقترح على المستوى السياسي طريقة سلوك مختلفة من أجل التغيير.

        والتوسط والرمادية ايضا لا يقتضيهما الواقع. متى كان ها هنا رئيس أركان لامع أصيل؟ وجريء حقا؟ في كل مرة يخلع فيها رئيس الاركان او جنرال او رئيس الشاباك او رئيس الموساد بزاتهم العسكرية، تنكشف الحقيقة العارية وهي لا تطريهم على نحو عام. تبين أن أكثر رؤساء الاركان والجنرالات، لا كلهم، في حياتهم المدنية عندما تنزع حلل فخامة الجيش عنهم، تبين أنهم شخصيات متوسطة بغير مبالغة. يصعب أن نصدق أن مناصب القوة المهمة في الدولة يتولاها شخصيات رمادية منذ سنين.

        صحيح، لا يجب أن نشتاق الى أيام المجد التي اعتبر فيها الجنرالات أبناء للالهة الى أن أتت حرب يوم الغفران وحطمت هالتهم المزيفة، لكن أمن المفرط أن نشتاق الى رئيس أركان وجنرالات يكونون متفوقين شيئا ما؟ وأن يرأس الجيش شخصية رائعة؟ رئيس أركان يفكر لا يردد فحسب، ويهز الجيش لا يعززه فقط؟ وهل يوجد شك عند أحد في أن الجيش الاسرائيلي سبب في السنين الاخيرة لاسرائيل ضررا غير قليل؟ وأن عدد لجان التحقيق التي نشأت على أثر عملياته يدل على شيء فاسد في أساسه؟ ألا يكفي هذا من أجل السعي الى رئيس أركان من أجل التغيير؟

        بعد قليل ستنسى قضية الوثيقة، التي تتناول كالعادة الغث لا السمين، وسيتولى غلانت او غينتس او ايزنكوت رتبة الفريق. يمكن الاعتماد عليهم بعيون مغمضة: فلا أحد منهم يبشر بأي تغيير. فما كان هو ما سيكون – فهنا نجاح عملياتي مجيد، وهناك اخفاق لجنة تحقيق، وسيظل جيش الشعب ومن يرأسونه على حالهم، في آلية خطرة تثير الكآبة.