خبر أخذ المسؤولية- يديعوت

الساعة 08:34 ص|11 أغسطس 2010

أخذ المسؤولية- يديعوت

يمكن أيضا بدون استقالة

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: القول "انا آخذ المسؤولية" ليس قولا فارغا لدى الزعيم. معناه، من هذه الناحية، هو أنه يمكن بل وينبغي المحاسبة مع الزعيم في يوم الامر – في يوم الانتخابات. بتعبير آخر: المسؤولية مسجلة على اسمي في "الطابو"، حتى يوم التسديد، في الانتخابات -  المصدر).

ذات مرة، قبل سنوات عديدة، جرت بعيدا في قلب بلاد معادية ما، عمليات الاستخبارات الاكثر تعقيدا والاكثر خطرا لدولة اسرائيل. كانت هذه، كما يقال، عملية معقدة ومذهلة. أدارها رئيس أحد اذرع الاستخبارات عندنا، والتي في كل دولة اخرى كانوا سيضعون الاكاليل على رأسه، ينشدون له اناشيد المجد، يكتبون عنه الكتب، ويصنعون عنه الافلام. لدى عودته ذات صباح من العملية الناجحة وجد على طاولته صحيفة يوم الجمعة، التي تضمنت تقريرا وصفه الى هذا الحد أو ذاك غبيا وطالبه "بالمسؤولية" عن القصور الذي بات الجميع قد نسيه.

        لم تكن هذه حتى نكتة ناجحة. "المسؤولية" هتفوا في حينه، في زوايا الشارع، "المسؤولية". ودوما يضاف الى هذا القول الاتواق لخارج البلاد: هناك، يقولون، يأخذون المسؤولية. في اليابان، مثلا (اليابان هي دوما مثال على اخذ المسؤولية)، فان حتى من يدهس حشرة في وسط الطريق يدق سكينا في بطنه. هذا هو اخذ المسؤولية.

        هراء. لو أنه في دولة اسرائيل ابنة الـ 62 كان يتعين علينا أن نأخذ المسؤولية وان نتخلص من كل من أخذ المسؤولية، لكنا وصلنا الى اسفل الدرك: كم زعيما من آخذي المسؤولية كان وسيكون لنا؟ كم؟

        في الليلة التي قتل فيها الجندي المخطوف نحشون فاكسمان، وقف رئيس الوزراء ووزير الدفاع، اسحق رابين، امام الصحفيين وبالبث الحي والمباشر في الراديو والتلفزيون. احدى الجمل الاولى، ان لم تكن أول ما نطق به: "انا آخذ المسؤولية". لرابين، بشكل عام، كان ميل لاخذ المسؤولية بعد كل فعل او قصور. وماذا يعني أخذ المسؤولية؟ هل معنى الامر الاستقالة الفورية؟

        ولا بأي حال من الاحوال. اخذ المسؤولية لدى الزعيم معناه انه هو، هو وليس غيره، العنوان لكل لائمة، وعليه، فقط عليه، يجب بصق نار الانتقاد واللائمة.  من جهة اخرى معنى الامر ان الزعيم يسند حتى النهاية من يقومون بالمهمة، بمن فيهم المتلفظين بالهراء.

        القول "انا آخذ المسؤولية" ليس قولا فارغا لدى الزعيم. معناه، من هذه الناحية، هو أنه يمكن بل وينبغي المحاسبة مع الزعيم في يوم الامر – في يوم الانتخابات. بتعبير آخر: المسؤولية مسجلة على اسمي في "الطابو"، حتى يوم التسديد، في الانتخابات.

        صورة الامور مختلفة تماما حين يدور الحديث عن أخذ المسؤولية عن الاحداث التاريخية، المحملة بالمصائر، كتلك التي تحسم بين الحياة والموت. مثلا، حرب يوم الغفران. مثلا، حرب لبنان الاولى، وبقدر معين الثانية ايضا. في مثل هذه الحالات اخذ المسؤولية هو جزء من العلاج الجماهيري الوطني لحالات الصدمة. اعتزال غولدا ودايان بعد الحرب اياها والاطاحة باريك شارون بعد حرب لبنان الاولى كانا جزءا هاما من عملية الاشفاء الوطني (فقط من كان في حينه معنا يمكنه أن يفهم). عندنا، ولا سيما في الزمن الاخير، بعد كل فعل وقصور، يريدون أن يروا اخذا للمسؤولية، يريدون دما، وكأن لنا جملة واسعة من الزعماء على الرف.

        وعليه، برأيي، لم يكن هناك مكان هذا الاسبوع للمطالبة بالمسؤولية واستخلاص الاستنتاجات الشخصية من بيبي نتنياهو ولا من ايهود باراك ايضا. صحيح ان المعالجة العسكرية والاتصالاتية في موضوع الاسطول التركي كانت فاشلة، على حد اقل تعبير، ولكن ما الذي حصل بالاجمال؟ قواتنا عادت مع قتلانا على الحمالات؟ الهدف كان منع الدخول الى غزة. فهل منعنا؟ (لا حاجة لتذكيرنا بالحمالات والموتى من تركيا، فنحن نتذكر).

        المطالبة الصاخبة باخذ المسؤولية في كل حالة تخلق تخفيضا لقيمة الموضوع بأسره. ست مرات في اليوم نسمع في الراديو مطالبات النواب والجمعيات على انواعها، التي تنسى ولا يعود احد يتذكرها الى أن تأتي المطالبة التالية. ماذا يقول لك الصوت التالي!؟ "مسؤولية!" "مسؤولية!".