خبر تغيير شخصي: هل لا زالت اشعر صهيونيا.. اسرائيل اليوم

الساعة 01:01 م|10 أغسطس 2010

بقلم: عوزي برعام

شيء ما يمر علي وأنا ملزم بالحساب امام نفسي وربما امام قرائي. تربيت في بيت يهودي وصهيوني. أبي كان من قادة مباي ولكنه منع نفسه عن اكل الطعام غير الحلال. الصلوات كانت مغروسة في قلبه. على الصهيونية لم يكن هناك أي جدال. كل القبيلة العائلية، الحركية والمقدسية كانت مفعمة بعدالة الصهيونية. في السنوات الاخيرة أشعر بعدم ارتياح في انتمائي التلقائي للصهيونية مثلما هي اليوم.

عندما أقرأ عن مجموعة اتخذت لنفسها هدف "تعزيز وتقوية الصوت الصهيوني – الوطني في الاكاديمية" فاني اشعر بان الصهيونية التي يحاولون ترسيخها هي شرعية ولكنها ليست صهيونيتي. انا لست معهم. التضخم المتواصل في استخدام لقب "يهودي"، ليس كقيمة بل لابراز تفوق اليهودي على من ليس يهوديا – غريب عن كل تجربتي النفسية.

كما أن عبارة "تجسيد الصهيونية" يبدو في نظري متقادما ومتزلفا جدا اليوم. فالصهيونية هي حركة تحرر شعب عاش التمييز والاضطهاد. بنيامين زئيف تيودور هرتسل حاول تحقيق الصهيونية السياسية في ضوء المعاناة التي كانت من نصيب شعبه في اوروبا. كان هذا مبررا. اما اليوم فاني اشعر بان جماعات غير قليلة من اليهود تستخدم الصهيونية كي تحرم الاخرين من الحقوق. هكذا بالنسبة لاطفال العمال الاجانب، وهكذا في كل ما يتعلق بموقف الشك الذي يضرب التمييز بحق عرب اسرائيل.

عظماء مفكري كل تيارات الصهيونية - هرتسل، جابوتنسكي وارلوزوروف – رأوا في قيمة المساواة جزءا من وجود التجربة الصهيونية. ثلاثتهم لم يسجدوا لاي مؤسسة، دينية كانت أم حاخامية. وقد رأوا في الصهيونية حركة تحرر وطني ذات لون علماني.

لا اريد أن اعفي نفسي من "ذنب" الابتعاد عن الوان معينة من الصهيونية في ايامنا. اقدر بان قيم دولة اسرائيل، كما تجد تعبيرها لدى افيغدور ليبرمان، مثلا، تتعارض وكل نظرتي لليهودية والصهيونية. لعل هذا يتعلق بي أنا، لعله على مدى السنين طرأ علي تأكل بطيء في كل ما يتعلق بتعريفات معينة على مدى السنين رأيت فيها تتلاءم مع طريقي.

غير مرة التقي مع احد ما من قادة المستوطنين، شخص اقيم معه علاقات منذ سنين. مؤخرا يحاول "فتح " عيني والشرح بانه اليوم هو الذي يجسد الصهيونية. اما أنا فقد تعبت حتى من الصهيونية القديمة. انظر على عينيه واعرف بان سلم قيمه وسلم اولوياته لم يعودا سلمي. فاذا كان هو "صهيوني راديكالي" فأنا بدت "صهيونيا ضحلا". انا اؤيد عدالة الفكرة الصهيونية ولكني اثور ضد الاستخدام الانتهازي الذي يجري لها. وبالنسبة لتعابير مثل "يهودي وطني" او "يهودي فخور" فقد طرأ علي تغيير. اليوم اعتقد ان قول "يهودي فخور" هو في واقع الامر القول ان الاخر هو جهة أقل قيمة بالقياس الى ابناء الشعب اليهودي.

بالذات كمن كان نشيطا في مواضيع الهجرة والاستيعاب، بل وحصلت على جائزة من الاتحادات اليهودية في الولايات المتحدة على عملي في هجرة سجناء صهيون عندما كنت رئيسا للجنة الهجرة والاستيعاب في الكنيست – وسجلي الصهيوني لم يكن ابدا موضع شك، فاني اخشى فقان شعور الانتماء الذي كان يلفني دوما، احساس التكافل المتبادل الذي تربيت عليه وربيت الاخرين عليه. أخشى ولكن علي أن اكون صادقا مع نفسي، مع اصدقائي ومع قرائي. النهج التلقائي الذي ميزني – في الوقوف الى جانب كل موضوع "يهودي – وطني – صهيوني " – حل محله عندي نهج فاحص، منتقد وحديث.