خبر في غزة.. الطريق إلى رمضان معبدة بأسواق مليئة و جيوب فارغة

الساعة 05:19 م|09 أغسطس 2010

في غزة.. الطريق إلى رمضان معبدة بأسواق مليئة و جيوب فارغة

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، وتبقى آمال المحاصرين في غزة مشتتة بين أمنية و أخرى، ولربما الأمل الوحيد الذي يحذوهم هو أن يكون لرمضان في هذا العام طعماً آخر بعيداً عن معاناة الحصار و الفقر و البطالة التي تزداد بين المواطنين، خصوصاً أولئك الذين لا يجدون مصدر رزق لهم من العمال العاطلين عن العمل بفعل الحصار المفروض على القطاع منذ نحو أربع سنوات.

 

المواطن أبو محمود، و هو احد المواطنين العمال العاطلين عن العمل بسبب الحصار يقول في حديث لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية : " بعد أن كنت أعمل و اشتري كل ما يلزم أسرتي في رمضان و الأعياد و غيرها، و أتصدق على الناس المحتاجين، ها أنا اليوم أجلس في البيت منذ خمسة أعوام ، وأسرتي تعتاش على المساعدات التي تصرفها المؤسسات الخيرية بشكل غير دوري، ولا يوجد لي دخل سوي إلـ 100$ والتي يتم صرفها لنا كل ثلاثة أو أربعة أشهر من معونات حكومية، واستلمها بكل فرحة على الرغم من أنها لا تكفي لسد احتياجاتي المعيشية واحتياجات أسرتي خاصة إذا كان بينهم طلاب في جامعة والمدارس، مشيراً إلي أن الـ100$والتي يحصل عليها بصعوبة بالغة كان يحصل عليها في يوم واحد من أيام عمله داخل الخط الأخضر.

 

و يواصل أبو محمود حديثه بالقول: " على الرغم من أن الشريحة الأكبر من مواطني قطاع غزة هي من فئة العمال، إلا أننا أصبحنا نعاني ظروف معيشية صعبة، وفقر مدقع أثقل كاهلنا ، والسبب الوحيد هو الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن أربع سنوات والذي قضى علي أمالنا وأحلامنا نحن العمال بتوفير لقمة عيش لأبنائنا ليجدوا أنفسهم في وضع اقتصادي يرثى له لا يجدوا فيه حتى أدنى متطلبات حياتهم.

 

حال أبو محمود لا يختلف كثيراً عن حال المواطن الغزي أبو حسن، الذي كان يجوب سوق الزاوية في مدينة غزة متلهف لشراء بعض الاحتياجات الأساسية لشهر رمضان، اخذ يكلم نفسه و يهذي و يقول: "  قرعت معظم أبواب المؤسسات الخيرية والجمعيات وتحولت إلي متسول لتُمن عليٌ تلك المؤسسات ولو بالجزء القليل من بعض احتياجاتي الضرورية".

 

وتشير الإحصاءات الاقتصادية إلى أن ما يقارب 200 ألف عامل فلسطيني في غزة عاطل عن العمل نتيجة إغلاق المعابر التي أثرت على عمل المصانع، حتى شل العمل في معظمها ، نتيجة حرمان القطاع من السولار والبنزين والمواد الخام الأساسية التي تشغل المصانع، مما سبب حرمان هؤلاء العمال من أعمالهم ، ولقد تسبب الحصار بإغلاق 3900 مصنع بنسبة 97 % من عدد المصانع الموجودة في غزة ، في حين أن نسبة إل 3 % تعمل بشكل جزئي في المواد الغذائية في ما تيسر لها من إمكانات وكل شيء تم إغلاقه من مصانع الكرتون والألبسة التي كانت تدر دخلاً على غزة بملايين الدولارات .

 

ومع خصوصية الظرف الذي يعانيه عمال غزة بفعل الوضع الاقتصادي السيئ وتفشي ظاهرة الفقر والبطالة الناجمة عن الحصار، يبقى الأمل في أن تفتح الأبواب الموصدة في وجه فقراء غزة وعمالها علّها توفر الجزء البسيط من احتياجاتهم وتضمن لهذه الشريحة العيش بكرامة.