خبر ضابط وسياسي .. يديعوت

الساعة 11:48 ص|09 أغسطس 2010

بقلم: يوعاز هندل

صباح السبت، الحر الشديد شل تماما الحركة في الخارج، وفي داخل البيت اصوات المكيفات والاطفال، فيما برز في الخارج صوت المنبه الاعلامي وبعده ذات الصوت مرة اخرى. وكونهم لم يدرجوا على ازعاجي في السبت، توجهت الى الهاتف لاعرف بان الامر لا يتعلق بحالة طوارىء. ربما نشبت حرب، وبقيت انا تحت شدة الحر أذوب في مكاني.

وبالفعل، يتبين ان شلومو بوسيدن، الذي لا أعرفه، الناطق بلسان نحمان شاي، الذي أعرفه من بعيد ومن صافرات الانذار في سن ما قبل الجيش، كان مضطرا لان يطلعني بانه في منتهى السبت يعتزم حضرة النائب (لاحقا رب عمله) التوجه الى المستشار القانوني للحكومة بالدعوة الى التحقيق بكل الوسائل في قضية "وثيقة جلانت". لا مجال للقول ان حارس اسرائيل لن يغفو ولن ينام. بينما اناس مثلي، ينقطعون في السبوت لا يتمكنون من الاطلاع على منشورات القناة 2، فان لنحمان شاي توجد قرارات، اعلانات بل وحلول قابلة للتطبيق. فالعمل البرلماني لا ينتهي الى أن ينشر على الملأ، ونحمان شاي يعمل دون توقف.

ما كنت لاتناول هذه القضية لو لم يكن هناك شيء ممض ومزعج في ردود الفعل السريعة للنائب شاي ومساعده المخلص لكل هبة ريح تثير الاهتمام في الشرق الاوسط. من جلانت وحتى الاساطيل، من بيبي وحتى بوغي يعلون – نحمان شاي دوما هناك مع رسالة مصممة، ترتبط بشكل عام بها كلمتي "تحقيق" و "فوري". وبكل الحزم الاعلامي الذي يثير الشعور غير اللطيف بان هناك حفنة من النواب الذين افواههم (وربما ايدي مساعديهم على لوحة مفاتيح الحاسوب) أسرع من تفكيرهم.

يمكن القول ان هذه قوانين اللعب في الملعب السياسي: كمية الانباء في "غوغل"، عدد لحظات الظهور في التلفزيون والبلاغات التي دخلت صفحات الصحيفة أهم من كل قانون او لجنة في الكنيست. غير أن هذا بالضبط ما ينتج ايضا الازعاج الصغير في القلب مع نشر قضية جلانت.

حتى الان اعتدنا على جدول اعمال السياسي المتوسط، سلم اولوياته وارتباطه بالناطقين، الدعائيين، رجال العلاقات العامة وبرامج الاستضافة. الجيش يعتبر، عن حق او عن غير حق، خارج المجال القذر. الشعب أحب أن يكون لديه معسكرا واحدا طاهرا، حتى وان كانت هنا وهناك شائعات عن شقوق. الان يوجد احساس في أنه حيثما نظرنا فان التافه هو الذي يسود ويلقي بالامر الاساس الى المستويات الدنيا.

كي لا نقع في لجة الحنين الزائف، من المهم ان نذكر بان تعيين رؤساء الاركان كان دوما اجراءا مفعما بالنوازع. صراعات الايغو تترافق وأقوال من يشعرون بالاهانة ويتلفظون بالشكاوى. والى جانب المداولات الهامة عن تسيير الجيش الاسرائيلي نحو مواجهة التحديات التالية (ودوما كانت هناك تحديات وفترات محملة بالمصائر) جرى ايضا النقاش الشخصي – من مريح أكثر للقيادة السياسية. والى جانب الرغبة في عرض مؤهلات القيادة والزعامة، في الماضي ايضا بذلوا جهدا فكريا على الصورة السليمة. رغم ذلك، مع ارتفاعات وهبوطات لم يشارك في الحبكة اعلانيون، سياسيون وهذا القدر جدا من الصحفيين – كلهم معا في ذات الوعاء.

كانت هناك ايام كان فيها سائد انه عندما يراد تحقير رجل عسكري كبير يقال انه "سياسي – ضابط يعرف كيف يدبر نفسه مع القيادة المسؤولة عنه في الجيش واعطاء الانطباع والتأثير على اصحاب القرار. السياسيون يوظفون زمنهم في اعداد صورتهم بدلا من الانخراط في الميدان. ليس هذا هو واقع المشاركين في قضية جلانت. ولكن من يذهب الى النوم مع البراغيث، كما تقول العبارة، لا ينبغي أن يفاجأ في أن يستيقظ ليجد نفسه مع الناطق بلسان نحمان شاي.