خبر خلال ندوةٍ نظمتها الحركة..الشيخ البطش يحذِّر من مذبحة سياسية يجري الإعداد لها

الساعة 10:02 ص|09 أغسطس 2010

الشيخ البطش يحذِّر من مذبحة سياسية يجري الإعداد لها

أحمد يوسف: أبو مازن ضعيف ومأزوم والوضع في غزة كذلك

فيصل أبو شهلا: أعداؤنا يريدون تعطيل المصالحة والتعجيل في الذهاب للمفاوضات

فلسطين اليوم –غزة

حذَّر الشيخ خالد البطش عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من مذبحة سياسية يُعد لها للملف الفلسطيني، كمقدمة لحربٍ عدوانية ربما تطال قطاع غزة أو لبنان أو إيران.

جاءت تصريحات البطش تلك خلال ندوةٍ نظمتها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بنادي شباب دير البلح وسط قطاع غزة مساء أمس، حيث بيَّن أن إصرار "الاحتلال" على الشروع في مفاوضات مباشرة مع السلطة الفلسطينية يعدُّ المسرح لمذبحة سياسية للملف الفلسطيني.

وانتقد القيادي في الجهاد الإسلامي موقف لجنة المتابعة العربية الأخير والذي جاء داعماً لانطلاق جولات مفاوضات مباشرة من جديد، معتبراً دور اللجنة الأسوأ في تاريخ الصراع مع كيان الاحتلال.

وقال بهذا الصدد:" لجنة المتابعة العربية بدل أن تُغرق هذا المحتل، وتمد غزة بالكهرباء سيما وأن البترول العربي يضيء جميع عواصم العالم إلا القطاع، إذا بها تشدد على أهمية رفع العزلة عن "إسرائيل""، موضحاً أن موقفها المتراخي جاء بضغطٍ مباشر من الإدارة الأمريكية.

ولفت البطش إلى أن "تل أبيب" تعاني عزلةً وحصاراً، مشيراً إلى أن الوصفة الذهبية لإنهاء أزمتها تلك هو أن يتم التقاط الصور لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) سوياً.

وفي موضوع المصالحة الوطنية، قال البطش:" إن أخطر ما نجم عن الانقسام الحالي هو أنه أعطى فرصةً لأصحاب الأجندة الأمريكية في المنطقة لقيادة المجتمع الفلسطيني لتغيير الأولويات الوطنية وقيادة الشعب لحلولٍ مجتزأة".

وشدد عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على أن "تل أبيب" وواشنطن تعيقان بقوة إنهاء الانقسام الفلسطيني القائم، لأن هذا الوضع إيجابي بالنسبة لهم، حيث أنه يسهم في استنزاف المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وجدد البطش تأكيد حركته على أن المصالحة الفلسطينية هي مصلحةٌ وضرورةٌ شرعيةٌ ووطنيةٌ للخروج من الأزمة الراهنة، مشيراً إلى أن الانقسام والتشظي القائم يهدف إلى تدمير المشروع الوطني الإسلامي في فلسطين.

ودعا إلى محاصرة المستفيدين من حالة الانقسام الفلسطيني – والذين أشار إلى أن في مقدمتهم كيان الاحتلال – كي لا نضيع في التفاصيل والهوامش ونترك حجر الرحى بسبب هذا الوضع.

وصنَّف القيادي البطش مواقف الأطراف الفلسطينية والعربية بشأن الانقسام، فأوضح أن هنالك أطرافاً تسعى لتكريسه وشطر الوطن في غزة والضفة دون القدس ثم نبدأ في التطاحن على شرعية الكيانين، وبالتالي ننشغل عن نضالنا وقضيتنا الوطنية.

كما وأوضح أن هنالك أطرافاً أخرى تنادي بثقافة التعايش مع الانقسام كأمرٍ واقع، بحيث تكون حكومة فلسطينية في الضفة وأخرى في قطاع غزة. 

ولفت البطش إلى أن هنالك مستوىً آخر أصبح يستمرء الانقسام ويرى فيه مصلحةً خاصةً له ولذويه وقبيلته وحزبه، مبيِّناً أن هؤلاء يلتقون مع العدو الذي يتخذ من الوضع الفلسطيني القائم مظلةً لتهويد ونهب الأرض والمقدسات.

من جانبه، قال د. أحمد يوسف وكيل وزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية بغزة، :" إن المصالحة قضية إجماعٍ وطني"، مؤكداً أن الكل يريد أن تنتهي الخلافات وتعود الحالة الفلسطينية للصورة المشرفة والمضيئة التي كانت عليها.

واستعرض د. يوسف الخلافات التي وقعت عقب فوز حركة "حماس" في الانتخابات عام 2006م، مُقراً بفشل بناء شراكة سياسية فلسطينية على أسس سلمية.

وأوضح أن التدخلات الخارجية هي التي فتحت باب الصراع على مصراعيه ليسيل الدم ويدب الخلاف وتتشظى الحالة الوطنية.

وتحدَّث د. يوسف – المستشار السياسي السابق لرئيس الحكومة الفلسطينية في غزة – عقب ذلك عن المفاوضات، قائلاً:" فيما يتعلق بتجربتنا مع المفاوضات، تاريخياً لم تعطنا وتنجز لنا شيئاً، وسياسياً كانت عملية تضليل لإدارة الصراع وليس لإيجاد حل حقيقي ينتهي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وشدد على أن المفاوضات تشكل غطاءً يعطي شرعيةً للمضي في نهب الأرض والتوسع الاستيطاني، مضيفاً " أنها تعطي إشارات خاطئة للمجتمع الدولي".

وعرج د. يوسف على أهمية المفاوضات للعدو من الناحية الأمنية، حيث أشار إلى أن أجواءها تُستغل جيداً في إقامة دورات ولقاءات لغسيل أدمغة قادة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية والتأكيد لهم بأن حركتي "الجهاد الإسلامي" و "حماس" يسعون لتعطيل مشروع بناء الدولة الفلسطينية.

أما على الصعيد الاستراتيجي، فبيَّن د. يوسف أن المفاوضات تسعى لتفكيك الموقف العربي، تهميش العمق الإسلامي، وضرب قوى المقاومة.

وأشار إلى أن واقع الحال في ظل اختلال موازين القوى الإقليمية، يتطلب تعطيل المصالحة الفلسطينية وتعجيل الذهاب للمفاوضات، قائلاً:" نواجه عقبات كبيرة فأكثر من طرف داخل على خط التعطيل، وأبو مازن ضعيف ومأزوم، كما أن الوضع في غزة هو الآخر ضعيفٌ ومأزوم"، منبهاً في الوقت ذاته إلى أننا كلنا مسيرون ولسنا بمخيرين.

كما ونبَّه وكيل وزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية بغزة إلى أن المنطقة باتت على مفترق طرقٍ خطير، موضحاً أن الحديث كله يشير إلى ضربة عسكرية يحضر لها وبالتالي يجب تهدئة أحد المحاور.

من ناحيته، شكر د. فيصل أبو شهلا النائب عن حركة "فتح" في المجلس التشريعي وعضو مجلسها الثوري، حركة الجهاد الإسلامي على مبادرتها لعقد هذه الندوة، مشيراً إلى أنه يكن لها كل تقدير واحترام.

ووجَّه د. أبو شهلا تحيةً لروح الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد القائد فتحي إبراهيم الشقاقي، والذي استشهد بمقولةٍ له – قالها في مطلع حديثه- :" لقد نهضنا من أجل مقاتلة اليهود، وما دون ذلك هوامش".

وشدد القيادي البارز في "فتح" على أن المستفيد الوحيد من وضع الانقسام القائم هي "إسرائيل" التي حققت ما تريد بحيث استطاعت أن تؤثر على عمل المقاومة.

وأقرَّ د. أبو شهلا في مستهل حديثه عن المفاوضات التي لم تحقق شيئاً للشعب الفلسطيني، مبيِّناً أن تبنيهم لها كمشروع أو كأداة سياسية يحميهم من أن يكونوا في عزلةٍ عن العالم.

واتفق مع من سبقه في القول إن أعداءنا يريدون تعطيل المصالحة، والتعجيل في الذهاب للمفاوضات المباشرة، ورأى أن المطلوب منا هو إعادة الاعتبار للمشروع الوطني وبناء شراكة قائمة على الاحترام وسيادة القانون والديمقراطية الحقه. 

وشدد د. أبو شهلا بالقول:" نحن في حركة "فتح" مصممون وأخذنا القرار بأننا لن نذهب للمفاوضات المباشرة مجدداً إلا بمرجعية واضحة لنتائج جولاتها".