خبر كهرباء غزة تشغل مولدها ولا ضمانات للإستمرار

الساعة 05:48 ص|09 أغسطس 2010

كهرباء غزة تشغل مولدها ولا ضمانات للاستمرار

فلسطين اليوم-غزة

استأنفت محطة كهرباء غزة تشغيل أحد مولداتها، مساء أمس، بعد أن تم ضخ مائتي ألف لتر من السولار الصناعي تكفي لتشغيل الـمولد الـمذكور ليوم واحد، ما لـم يتم اليوم تزويد الـمحطة بكمية مماثلة.

وفي أحاديث منفصلة مع ذوي العلاقة بقطاع الكهرباء لـم يؤكد أحد من هؤلاء توفر أي ضمانات تكفل استمرارية تزويد الـمحطة بالوقود، الأمر الذي يعني أن أزمة انقطاع الكهرباء وإمكانية العودة إلى وقف تشغيل الـمحطة يعد أمراً متوقع الحدوث من يوم لآخر.

من جهته، أكد سهيل سكيك، مدير عام شركة توزيع كهرباء محافظات غزة أن كمية السولار الصناعي التي تم ضخها، أمس، إلى محطة كهرباء غزة تفي بتشغيل مولد واحد ليوم فقط، موضحاً أن تشغيل الـمولد يتطلب توفير ما يتراوح بين 155 ألف لتر و160 ألف لتر يومياً.

واعتبر أنه ما لـم يتم توريد السولار بشكل منتظم بكميات مناسبة يومياً فلن يكون هناك حل دائم يكفل استمرارية تشغيل الـمحطة، لافتاً إلى أن إغلاق معبر كرم أبو سالـم يومي الجمعة والسبت يتطلب مضاعفة الكمية الـمذكورة لـمدة يومين متواصلين كي تواصل الـمحطة تشغيل مولد واحد كحد أدنى.

وجدد سكيك تأكيده التزام الشركة بتوريد نحو أربعة ملايين دولار شهرياً لحساب وزارة الـمالية في رام الله كي تقوم الأخيرة من جانبها بتغطية تكاليف شراء الوقود اللازم لتشغيل الـمحطة.

وفيما رفض رئيس سلطة الطاقة والـموارد الطبيعية الدكتور عمر كتانة التعقيب على هذه الأزمة مفضلاً التريث لحين صدور بيان من مسؤول مكتب الإعلام الحكومي الدكتور غسان الخطيب بحسب مصدر مسؤول في سلطة الطاقة، أكد الـمصدر نفسه أن سلطة الطاقة تبذل بالتعاون مع وزارة الـمالية جهوداً حثيثة لإنهاء أزمة انقطاع الكهرباء والعمل على تزويد الـمحطة بالوقود اللازم لتشغيلها.

وبيّن أنه سيتم استئناف تزويد الـمحطة بكميات مناسبة من الوقود اليوم، وذلك شريطة أن تلتزم شركة توزيع الكهرباء بدفع الـمستحقات الـمالية الـمترتبة عليها، الأمر الذي يتناقض وقدرة الشركة على دفع ما يزيد على مبلغ أربعة ملايين دولار شهرياً، حيث يشكل هذا الـمبلغ 80% من إجمالي ما تقوم الشركة بجبايته، فيما توجه النسبة الـمتبقية 02% لتغطية النفقات التشغيلية ورواتب الـموظفين لديها.

بدوره، شدد وليد سلـمان الرئيس التنفيذي للشركة الفلسطينية للكهرباء على ضرورة توفير كمية مناسبة من السولار الصناعي تكفي كحد أدنى لتشغيل الـمحطة لـمدة يومين متتاليين، مؤكداً أنه من الناحيتين التقنية والفنية يصعب استئناف تشغيل الـمحطة في ظل توفر مائتي كوب فقط من السولار الصناعي "200 ألف لتر".

وقال سلـمان: إنه سيكون من الصعب استئناف تشغيل الـمحطة دون توفر ضمانات بتزويدها بكمية مناسبة من السولار الصناعي.

إلى ذلك، أكد كنعان عبيد رئيس سلطة الطاقة لدى حكومة غزة أنه ليس لدى هذه السلطة أي تأكيدات حول تزويد الـمحطة بالوقود اليوم كي تواصل تشغيل مولد واحد.

وجدد كنعان موقفه بتحميل وزارة الـمالية في رام الله الـمسؤولية عن عدم تمويل كلفة شراء الوقود اللازم للـمحطة، مشدداً على التزام شركة التوزيع وسلطة الطاقة في غزة بتوريد مبلغ 4 ملايين دولار شهرياً لحساب الوزارة في رام الله.

وفي سياق متصل بأزمة انقطاع الكهرباء، طالبت جمعية رجال الأعمال في غزة بتجنيب خدمة توصيل التيار الكهربائي للـمواطنين آثار التجاذبات والخلافات السياسية، داعية شركة التوزيع إلى تفعيل جهدها لجباية الـمستحقات الـمترتبة على الـمشتركين.

إلى ذلك، حذّرت أطراف مختلفة من خطورة تداعيات أزمة انقطاع الكهرباء، إذ طالب مركز الـميزان لحقوق الإنسان الحكومة في رام الله والحكومة بغزة بتغليب الـمصلحة الوطنية وتجنيب الـمواطنين مصادر جديدة للـمعاناة وتحييد كل ما يتعلق بالخدمات عن الصراع السياسي الدائر بينهما.

واستهجن الـمركز استمرار تدهور خدمة الكهرباء حيث تستمر عمليات التغذية بالتيار الكهربائي في أحسن أحوالها ثماني ساعات، واعتبر أنه بموجب ما تنص عليه الاتفاقية الـموقعة بين شركة توزيع الكهرباء ومحطة توليد الطاقة بأن قيمة الفاتورة الـمسددة لـمحطة التوليد هي عينها بصرف النظر عن كمية الاستهلاك الفعلي فإن العمل على زيادة كميات السولار الـمورد من شأنه أن يرفع من عائدات الكهرباء دون أن تتكلف الشركة عبئاً إضافياً.

وفي السياق نفسه، حذرت الجبهتان الشعبية والديمقراطية من خطورة استمرار مشكلة الانقطاع الـمستمر للتيار الكهربائي، وطالبت الديمقراطية بتطبيق مبادرة نيسان التي تقدمت بها شبكة الـمنظمات الأهلية الفلسطينية لعلاج الأزمة، فيما أعلنت الشعبية اعتزامها تنظيم فعالية احتجاجية على استمرار أزمة الكهرباء يوم الثلاثاء الـمقبل، مشيرة إلى أنها ستعقد مؤتمراً صحافياً تكشف خلاله عن الـمتسببين في الـمشكلة الـمتجددة وتوضح رؤيتها للحل.