خبر عن إرهاب « دولة المستوطنين » في الضفة...! .. نواف الزرو

الساعة 07:17 م|08 أغسطس 2010

عن إرهاب "دولة المستوطنين" في الضفة...! .. نواف الزرو

حينما نددت وزيرة التربية والتعليم الاسرائيلية ورئيسة حزب ميرتس سابقا  شولاميت ألوني بممارساتهم وقيامهم باقتلاع أشجار الزيتون الفلسطينية قائلة: إن الاقتلاع عمل لا أخلاقي وهو انتهاك حتى للشريعة التي قالت : ((لا تقتلعوا الأشجار المثمرة ))، ووصفتهم بالشعب الشرير:" نعم نحن شريرون، ما نفعله في الضفة هو قمة الشر وهو يفوق ما صنعه الآخرون باليهود- يديعوت احرونوت- 30/11/2009"، فقد اصابت كبد الحقيقة.

انهم قطعان المستوطنين اليهود المنتشرين في انحاء جسم القدس و الضفة الغربية ويتكاثرون كالسرطان، ويعربدون على نحو منفلت يستحضرون خلاله عصر الكاوبوي الامريكي الجامح..!

فهم يصعدون من اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين يوميا بل من ساعة لساعة عبر سلسلة من الممارسات الارهابية المجرمة التي لو كنا في زمن آخر فيه من العدل الدولي ما ينصف، لحكم على كل مستوطن منهم بالاعدام، فنحن عمليا امام دولة من المستوطنين يصل عدد افرادها الى نحو 600-700 الف مستوطن يستحق كل منهم حكم الاعدام.

فهم شريرون وارهابيون ومجرمون ...!

وشرهم وارهابهم واجرامهم شامل واسع النطاق والمساحة ولا يقف عند حد او خط ..وهم محميون تماما من جيش الاحتلال ..وشرهم لا يقف عند اقتلاع اشجار الزيتون او حرق بستان وا الاعتداء على  رجل او امرأة او طفل مثلا، بل يتعداه الى الاعتداء على المساجد والاماكن المقدسة، ولهم في ذلك سجل طافح ومفتوح على المزيد حسب المؤشرات.

والهجمات التي يشنها المستوطنون اليهود في الآونة الاخيرة ضد المساجد والمقابر والاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية على اختلافها في انحاء الضفة الغربية ليست عفوية، وانما هي هجمات وحملات منسقة مبرمجة مبيتة مع سبق الاصرار والترصد، وتستند الى خلفيات ايديولوجية ومقدمات نظرية تمهد لها.

ان الارهاب المنفلت الذي يشنه المستعمرون اليهود ضد الفلسطينيين في انحاء القدس والضفة، والذي يصل الى ذروته بهذه الحملات الاجرامية اليومية المتصلة ضد المزارعين الفلسطينيين في انحاء الضفة،  ليس عفويا او ردة فعل على فعل فلسطيني مثلا، وانما هو ارهاب مبرمج مخطط مبيت مع سبق الترصد، وهو ارهاب منفلت بلا رادع وبلا عقاب، فلو كان هناك من يردع دولة الاحتلال بالاصل لما شهدنا مثل الارهاب الاستيطاني المنفلت...!

والاهم والاخطر ان هذا الارهاب الاستيطاني انما هو جزء عضوي تفرخه ما اصبحت تسمى"دولة المستوطنين" في الضفة.

وعندما نتحدث عن دولة أو جمهورية المستوطنين اليهود الإرهابية القائمة في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام ، فإننا لا نبالغ في ذلك أبداً ، ذلك أن المستوطنات اليهودية المنتشرة في أنحاء الضفة والقطاع-كما اشرنا في مقالات ودراسات سابقة- عبارة عن ترسانات مسلحة أولاً ، وعبارة عن مستنبتات او دفيئات لتفريخ الفكر السياسي والأيديولوجي الإرهابي اليهودي ثانياً ، ودفيئات أيضاً لتشكيل وانطلاق التنظيمات والحركات الإرهابية السرية في نشاطاتها وممارساتها الإرهابية ثالثا ، فضلاً عن كونها قوة ضغط هائلة على قرارات الحكومة الإسرائيلية ونهجها الاستيطاني والتنكيلي ضد الفلسطينيين رابعاً ، وذلك رغم الحقيقة الساطعة المتمثلة بالتعاون والتكامل القائم بين الجانبين، فلا تعارض ولا تناقض قطعاً ما بين الدولة الإسرائيلية الرسمية بمؤسساتها وأجهزتها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإدارية والمالية ، وسياساتها الاستيطانية ، وما بين دولة المستوطنين اليهود المنفلتة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ".

وعنـدما نتحدث عن دولة أو جمهورية المستوطنين اليهود في أنحاء الأراضي المحتلة ، فإننا إنما نتوقف عند حقيقة الصفات والخصائص الأساسية ومنها العنصرية والفوقية والإرهابية التي ميزت ودمغت الحركة الصهيونية والتنظيمات الصهيونية والتاريخية ، فـمشروع الاستيطان اليهودي ترجمة صارخة للاستراتيجية الصهيونية على الأرض الفلسطينية ، ودولة المستوطنين هي نتاج عملي لتلك الترجمة .

وعندما نتحدث عن دولة المستوطنين اليهود ، فإننا نتحدث عن … ، ونتوقف أمام ، مسلسل لا حصر له ، من الانتهاكات والممارسات الإرهابية الدموية التنكيلية والتدميرية الجامحة المنطلقة من صميم المستوطنات اليهودية، وكلها تجري بصورة سافرة تحت سمع وبصر وحماية الحكومة والجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية .

 

ولذلك كله ، فإن المستوطنات اليهودية تشكل " قنابل موقوتة في أتون الضفة، والمستوطنون فيها يصبون الزيت على النار … ".

" فهم يعيثون فسادا بلا توقف ، وقضيتهم ستبقى قضية متفجرة … ".

وعززت صحيفة معاريف الإسرائيلية الحقائق أعلاه عن المستوطنين بكشفها النقاب قائلة :

" حسب معطيات الشرطة الإسرائيلية فإن أشد المشاغبين من المستوطنين، هم أولئك الذين يعتبرون التنكيل بالفلسطينيين مهمة دينية ".

إذن - في ضوء هذه المعطيات وغيرها الكثير  الكثير المتعلقة بواقع المستوطنين اليهود ، ودويلتهم الإرهابية الممتدة على مساحات واسعة من اراضي الضفة ، فإننا يمكن إن نثبت بالعناوين والخطوط الأساسية ما يلي :

* على صعيد الاستيلاء على الأراضي العربية ، فإنهم – أي المستوطنون - يواصلون حملات الاستيلاء على المزيد والمزيد من الأراضي الممتدة من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ، وهم لا يقفون عند حد أبداً ، إذ لا يمر يوم تقريباً دون أن نسمع أن المستوطنين قاموا بالاستيلاء أو بالتوسع .. الخ ، " فهم يواصلون اعتداءاتهم على الأراضي الفلسطينية " .

* وعلى صعيد الاستيطان – فإنهم يواصلون أيضاً حملات الاستيطان والتهويد .

* وعلى مستوى الاستيلاء على العقارات والمنازل _ فقد ترجمت هذه الممارسات في قلب القدس والخليل بشكل خاص ، حيث أقيمت الأحياء اليهودية ، علاوة على ان هناك مخططات جاهزة للاستيلاء على مئات المنازل العربية الأخرى في المدينتين بهدف تعزيز الوجود اليهودي فيهما ، ويشار هنا إلى أن السلطات الإسرائيلية تسمح للمستوطنين وتساندهم بالاستيلاء على المنازل الفلسطينية في البلدتين القديمتين في القدس والخليل.

* أما عن إرهاب المستوطنين اليهود واعتداءاتهم وممارساتهم التنكيلية والإجرامية ضد المواطنين الفلسطينيين ، فحدث ولا حرج، حيث ليس هناك لا سقف ولا حدود ولا كوابح ولا قوانين تحد من إرهاب المستوطنين وممارساتهم الإجرامية ، التي تحظى بغطاء السلطات الرسمية الإسرائيلية.

ولعل المذبحة في الحرم الإبراهيمي الشريف في 25/2/1994 ، تشكل ذروة جرائم المستوطنين .

وتحظى حرب العصابات الاستيطانية بدعم وحماية قوات جيش و مخابرات وحرس حدود الاحتلال.

فتلك الدولة الاستيطانية في الضفة الغربية تقف وراءها كافة الحكومات والقوى السياسية الإسرائيلية من أقصى يسارها إلى أقصى يمينها ، وتتكامل فيها ممارساتها الإرهابية ، مع سياسة الاجتياحات و الاغتيالات والانتهاكات والاعتداءات والعقوبات الجماعية التي تنفذها أذرع الدولة الاحتلالية ضد الشعب الفلسطيني.

وكل ذلك في ظل صمت غياب وتغيب عربي كارثي عن المشهد الفلسطيني بكل ما يجري فيه