خبر الاحتلال شرّع التعذيب و لم يفرق فيه بين امرأة و رجل

الساعة 04:50 م|07 أغسطس 2010

الاحتلال شرع التعذيب و لم يفرق فيه بين امرأة و رجل

فلسطين اليوم: رام الله

في السادس و العشرين من حزيران/ يونيو من كل عام يحيا العالم كله اليوم العالمي المخصص لمناهضة التعذيب و العنف من خلال التأكيد على تطبيق اتفاقية مناهضة العنف و التي وقعت في هذا التاريخ.

 

و أن كان هذا اليوم يخصص في العادة لمساندة الضحايا التعذيب في كل أنحاء العالم، يكون لفلسطين نصيب الأسد منه، و خاصة الأسرى في سجون الاحتلال و الذين يمارس عليهم التعذيب بشكل ممنهج مقنن، فإسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تمارس التعذيب و تقننه حسب قوانين تسن في الكنيست و بشكل علني، و التي كان أخرها قانون شاليط ضد الأسرى.

 

وتعرف الاتفاقية الدولية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناهضة التعذيب بأنه "أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد جسدياً كان أو عقلياً يلحق عمدا بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص أو شخص ثالث على معلومات أو اعتراف على عمل ارتكبه أو يشتبه أنه ارتكبه هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو إرغامه هو أو شخص ثالث".

                                      جميع أشكال التعذيب..

يقول الباحث في شؤون الأسرى و الأسير المحرر راسم عبيدات أن إسرائيل بدأت بعد الاحتلال مباشرة بممارسة واستخدام التعذيب بأشكاله المختلفة ( جسدياً ونفسياً) بحق الأسرى الفلسطينيين. ولم يكن التعذيب في أي يوم من الأيام في السجون الإسرائيلية حالة نادرة أو شاذة أو استثنائية.

 

وحسب المعطيات فإنه من مجموع ما دخل سجون الاحتلال وزنازينه ومراكز تحقيقه من أسرى فلسطينيين بعد الاحتلال وحتى اللحظة الراهنة (750,000 ) أسير فلسطيني فإن 98% تعرضوا إلى التعذيب بأشكاله المختلفة، و88% منهم تعرضوا للتعذيب بطريقة الشبح و 68% تعرضوا للتعذيب بوضع المعتقل في ثلاجة، بوضع فيه الأسير وهو مكبل اليدين والقدمين ويتم ضخ هواء بارد جداً من فتحة أعلى هذا المكان بحيث تكون درجة الحرارة في الداخل منخفضة جدا وتقترب من الصفر.

 

ومن أساليب التحقيق الأخرى الهز العنيف، والذي ينتج عنه أحيانا وفاة المعتقل أو إصابته بذبحة صدرية، وكذلك العزل في الزنازين لفترات طويلة لضرب الحالة المعنية والنفسية عند الأسير، والصعق بالكهرباء والحرمان من قضاء الحاجة وتغير الملابس الداخلية .

 

هذا التعذيب بحسب راسم عبيدات لم يتوقف أدى حسب اخر المعطيات الى استشهاد 202 أسيراً فلسطينيا في سجون الاحتلال.

 

                                   رجال و نساء ...لا فرق

و هذه الإجراءات لم تفرق بين أسير و أسيرة كما يقول رئيس مركز مساعدة ضحايا العنف و التعذيب د. محمود سحويل، بل طالت النساء بمختلف أعمارهن و الأطفال ايضا.

 

و يشير سحويل الى أن معظم الأسيرات تعرضن للتعذيب خلال فترة اعتقالهن و التحقيق معهن دون مراعاة لجنسهن و حالتهم الصحية.

 

تقول احترام الغزاونة الباحثة من مؤسسة الضمير لرعاية الأسرى ان الاحتلال يمارس على الأسيرات العديد من أساليب التعذيب الجسدي و النفسي لاستدراجهن للاعتراف.

 

و تشير الغزاونة الى أن وسائل التعذيب عديدة بما في ذلك استخدام وضعيات مؤلمة ، والحرمان من النوم، ولغة الشتائم والتهديدات، حيث تستخدم التكبيل و منع من الحمام و النوم و الاحتجاز في غرف العزل الضيقة و المظلمة، و التهديد باعتقال عائلاتهن.

 

و لم تتوقف أساليب التعذيب خلال الاستجواب و التحقيق فقط، بل تمتد لجميع فترة الاعتقال و خاصة منع الأسيرات من العلاج و عدم تقديم الوجبات اللائقة لهن و حرمانهن من الزيارات، بالإضافة الى حالات الاعتقال الإداري، كما تقول الباحثة احترام.

 

النساء يتأثرن أكثر ...

يعلق سحويل على ذلك بأن 'إسرائيل هي الكيان الوحيد في هذا العالم الذي يشرع التعذيب في قوانينه، خاصة في ظل هذه الهجمة الشرسة والخطيرة من قتل واعتقال وتهويد، والتطهير العرقي.

 

ونوه سحويل إلى ضرورة احترام القانون، وحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية، مشيرا إلى حدوث تجاوزت في هذا المجال، و هو ما تم رصده من خلال الحالات التي يقوم المركز بالتعامل معها و تقديم المساعدة الازمة لها بعد الافراج عنهن.

 

يقول سحويل:" ان النساء اكثر تأثرا بحالات التعذيب من الرجال لخصوصية المرأة وقدتها على التحمل و خاصة المعتقلات المتزوجات و الامهات، و اللواتي يكون التعذيب النفسي له في فترة الاعتقال و حرمانهن من عائلاتهن الاثر الكبير.