خبر « عراقيب » النقب الفلسطينية تتعرض للإبادة و الهدم من جديد

الساعة 03:22 م|07 أغسطس 2010

"عراقيب" النقب الفلسطينية تتعرض للإبادة و الهدم من جديد

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

بعد اقل من أسبوع على هدمها للمرة الأولى، عادت جرافات الاحتلال من جديد لهدم قرية العراقيب البدوية في النقب الفلسطيني و " كنسها" بالكامل و أبعاد كل أثار من كان يسكنها، في خطوة لها ما بعدها...

 

و قرية العراقيب، و الذي يسكنها 300 فلسطيني، واحدة من 45 قرية بدوية لا تعترف بها دولة الاحتلال و تسعى للسيطرة على أرضها و نقل سكانها إلى تجمعات سكنية أعدت لهذا الغرض.

 

و"العراقيب" البدوية، تقع على بعد حوالي 110 كلم جنوب القدس، قرب مدينة رهط في بئر السبع، و تحتوي على مقبرة قديمة وآثار تاريخية كثيرة، تؤكد أنها كانت مسكونة عبر مئات السنين، و قبل وجود الاحتلال الذي لا يعترف بوجودها حاليا.

 

و بحسب ادعاءات الاحتلال فإن هذه القرى غير قانونية كون سكانها لا يملكون الأرض المقامة عليها، الأمر الذي جعلهم على مدار أكثر من 62 عاما من احتلال فلسطين التاريخية في عراك مستمر مع سلطات الاحتلال.

 

و وفقا للإحصاءات يملك البدو في النقب، و البالغ عددهم 175 ألفا،  12 مليونا و750 ألف دونم قبل احتلال فلسطين التاريخية، و لكن الآن لم يبق لهم سوى 850 ألف دونم أي ما نسبته 2% من أراضيهم الأصلية.

 

الهدف...مصادرة الأرض

الخبير في تخطيط المدن راسم خمايسة، يرى أن ما جرى لقرية "العراقيب" هو استمرار للسياسات المجحفة بحق المواطنين العرب، لا هم لها سوى المصادرة والنهب.

 

و اعتبر خمايسة:"أن عمليات الهدم التي لم تتوقف يوما منذ 1948، مرفوضة ويجب التصدي لها عبر إيقاف عملية المصادرة و إنكار حق العرب في أرضهم ووجودهم التاريخي في النقب".

 

يضيف خمايسة: "إسرائيل تستخدم سياسة وقوة الدولة من أجل حصر الوجود العربي في النقب ومنع تطوره فهم بالنسبة لها قنبلة ديمغرافية".

 

ويرى خمايسة أن ما جرى في العراقيب سيتكرر في قرى أخرى، هو جزء من عملية تهويد للأرض وعمليات عدم توفير المساحة للتنمية في المناطق العربية ومنع تطوير السكان الذين يعيشون على أرضهم.

 

و كان أهالي النقب قد توجهوا إلى ما يسمى ب" محكمة الاحتلال العليا" لاستصدار قرار بمنع هدم القرى و ملاحقتها، إلا أنها و استنادا لقانون عنصري كان قد سن بقيام الدولة الصهيونية، رفضت الدعوى و أقرت بهدم هذه القرى بحجة عد الاعتراف بها.

 

يعلق خمايسة على ذلك:"  دولة الاحتلال تستخدم القوانين العنصرية من أجل تهويد الأرض، فهذه عملية مستمرة بالنقب كله وتعتمد على اعتبار العرب رعايا لا مواطنين ولا بصفتهم أصحاب حق".

 

انتفاضة ثالثة...

هذه الهجمة و التي بدأت رحاها قبل أسبوع تقريبا، اعتبرها النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، "طلب الصانع"و هو احد أبناء النقب،  شرارة لاندلاع انتفاضة ثالثة من جنوب فلسطين هذه المرة.

 

و قال الصانع في بيان له، أن إزالة قرية العراقيب بأنها "إرهاب دولة ضد مواطنيها العزل وتهجير قسري برعاية القانون"، محذرا من خطوات أخرى قد تقوم بها سلطات الاحتلال لمحو القرى العربية بالكامل من المنطقة.

 

واتهم الصانع حكومة الاحتلال بإتباع "سياسة القوة والعنجهية الوحشية والتعامل مع المواطنين العرب الأصليين بصفتهم أعداء وهذا يعكس العقلية الصهيونية الحاقدة" على حد وصفه.

 

وحذر الصانع من نتائج هذه السياسية و التي قد تؤدي إلى اندلاع انتفاضة جديدة في أوساط فلسطيني الـ48 الذين لن يسكتوا لتطاول سلطات الاحتلال على أرضهم و بيوتهم، مشددا على "ضرورة التحرك السريع لمواجهة هذه الجرائم، مطالبا الأسرة الدولية و الأمين العام للأمم المتحدة التدخل العاجل لوقف هذه الجرائم.