خبر رام الله: نجاح أول عملية زراعة كلى في الضفة الغربية

الساعة 03:07 م|07 أغسطس 2010

رام الله: نجاح أول عملية زراعة كلى في الضفة الغربية

رام الله: فلسطين اليوم

فرحتنا لا توصف بعد نجاح أول عملية زراعة كلى أجريت لأخي بكر القدومي، وتحول خوفنا الشديد إلى فرحة عارمة، شاركنا فيها كل أبناء الشعب الفلسطيني".

 

بهذه الكلمات بدأ طه القدومي المتواجد إلى جانب أخويه في قسم الجراجات المختصة بمجمع فلسطين الطبي، الحديث عن نجاح العملية الطبية التي أجرت لشقيقه بكر الذي يعاني من فشل كلوي منذ سنوات، بعد أن تبرع له شقيقه الأخر راغب (30 عاما) بإحدى كليتيه.

 

ويقول طه:"جلست وعائلتي في ترقب شديد لمدة ساعتين ونصف، ترافقنا عائلة المريض بكر الشريف، في ترقب نتيجة العمليتين الجراحيتين اللتين تجريان في فلسطين لأول مرة، وكنا نتضرع إلى الله من أجل نجاحهما وبالفعل تحقق ذلك، لنثبت للجميع أننا كفلسطينيين قادرون على النجاح دائما".

 

وبعد محاولات حثيثة سمح لنا بالدخول إلى قسم الجراحات حيث يرقد المرضى بصحة تبدو جيدة، ولم تظهر عليهم أي علامات تعب أو إرهاق، في حين أنهما يرقدان في غرف معزولة عن الآخرين بالكامل، في الطابق الثاني من قسم الجراحات المختصة يرقد بكر الشريف وبكر قدومي، فيما يرقد أخوتهما الذان تبرعا لهما في الطابق الأول من ذات القسم.

                                    خطيب: نجاح كبير

وأكد الطبيب عبد الله الخطيب من مجمع فلسطين الطبي المختص في الكلى والمشارك في التحضير للعملية، أن العملة نجحت نجاحا تاما، ولم يكن هناك أي خطورة على حياة المرضى أو المتبرعين، لأن التحضيرات تمت بالشكل المطلوب، وبالفعل نجحنا في تسجيل أول عملية زراعة للكلى في المشافي الحكومية في الوطن.

وأضاف "أصبح بمقدور "البكرين" بكر القدومي وبكر الشريف القادمين من مدينة نابلس العودة إلى بيتهما بعد عدة أيام دون الحاجة للحضور إلى المستشفى مجددا من أجل إجراء غسيل للكلى ثلاث مرات أسبوعيا كما سائر المرضى".

 

وأكد الخطيب أن طاقما طبيا حضر من الأردن خصيصا من أجل إجراء العملية بمشاركة أطباء محليين، وسيجري التعاقد معه من اجل إجراء عمليات أخرى في المشافي الحكومية في حال توفر متبرعين بالكلى، وفقا للقانون الدولي الذي يحدد سبل نقل الأعضاء ويحرم تجارتها".

وطالب الخطيب أهالي مرضى الكلى بالتبرع لمرضاهم من اجل إنقاذ حياتهم، مؤكدا انه لا توجد أي خطورة على المتبرع وبإمكانه أن يعيش حياة طبيعية، وهذا الشيء مثبت علميا في أكبر الدول العالمية المتطورة في المجال الطبي.

 

وأشار الخطيب أن الطاقم المتمرس والمكان الذي أجريت فيه العملية ساهما بشكل كبير في نجاح العملية، وأن الأقسام الجديدة التي افتتحت في مجمع فلسطين الطبي يمكن أن تسهم في تحقيق مزيد من النجاحات الطبية لفلسطين.

                            تكلفة العملية 3 آلاف دولار

وقال فتحي أبو مغلي وزير الصحة، إن كلفة عملية زراعة الكلى كالتي تمت وكانت تجرى خارج فلسطين تصل إلى 20 ألف دولار، أما اليوم فالكلفة التي تتحملها وزارة الصحة لا تصل لأكثر من 3 الآف دولار، حيث تقدم العمليات بشكل مجاني للمريض، ما يتيح له البقاء داخل وطنه ومع أهله، إضافة إلى إعفائه من مشقة السفر والمصاريف التي ترافق ذلك له وللمرافقين .

 

وأكد أبو مغلي أن نجاح هذه العملية يأتي ضمن خطة وزارة الصحة التي تمضي بها بكل ثبات لتوطين الخدمات الصحية مهما كانت، ووقف التحويلات الطبية ضمن سقف زمني محدد، بعدما تمكنت الوزارة من إجراء عمليات زراعة المفاصل والقواقع السمعية لمرضى الصم إضافة إلى عمليات القلب المفتوح والتي أصبحت تجرى على مستوى راق ونتائج باهرة للغاية كل ذلك في المستشفيات الحكومية في المراكز الطبية المتخصصة في محافظات الوطن".

 

                                  زراعة الكلى في أرقام

وتشير الدراسات الواردة عن وزارة الصحة أنه يوجد قرابة 600 مريض يعانون من الفشل الكلوي في الضفة الغربية، ويزدادون بمعدل سنوي يتراوح بين 10-15%، فيما يوجد في وزارة الصحة فقط طبيبين مختصين بالكلى إضافة إلى مشرفين متدربين على التعامل مع مرض الفشل الكلوي في كل المحافظات.

 

وتعتبر محافظة الخليل أكثر المحافظات من حيث الإصابة بالفشل الكلوي ويبلغ عدد المرضى فيها قرابة 140 مريضا، في حين يبلغ عددهم 70 مريضا في جنين و120 في نابلس ومثلهم في رام الله.

 

ويوجد في مجمع فلسطين الطبي حاليا 11 جهازا لغسيل الكلى تعمل على مدار الساعة، في حين تسعى وزارة الصحة لزيادتها لتصل إلى 29 جهازا تعمل على مدار الساعة في الأشهر القليلة المقبلة.