خبر أبومرزوق: المفاوضات المباشرة مثل خيال المآتة

الساعة 10:55 ص|07 أغسطس 2010

أبومرزوق: المفاوضات المباشرة مثل خيال المآتة

فلسطين اليوم: الشروق

«حلم الوصول إلى إقامة دولة فلسطينية يتبخر من بين أيدينا» بهذه العبارة استهل نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق حواره مع الشروق الذي قال فيه إن المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس ودولة الكيان الصهيوني ما هي «إلا خيال مقاتة» لا تخدم إلا المصالح الأمريكية الصهيونية.

وموسى أبو مرزوق هو أحد قادة حركة حماس الفلسطينية، ولد في العام 1951 في مخيم رفح الفلسطيني بمدينة غزة، ويشغل حاليا منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أي أنه نائب رئيس الحركة المسيطرة على قطاع غزة.

كانت الأيام الأخيرة قد شهدت جدلا قويا بعد إعلان وزارة الداخلية في حكومة حركة حماس المقالة بقطاع غزة فتح باب التطوع أمام شباب القطاع، لكن أبو مرزوق يقول إنه لا يوجد قرار في وزارة الداخلية يتعلق بالتجنيد وكذلك لا يوجد أيضا في حركة حماس أي نوع من التجنيد سواء كان اختياريا أو إجباريا فالتطوع مفتوح اختياريا للانضمام لصفوف المقاومة وفى المنظمات التابعة لها أما إعلان التجنيد في القطاع غير حقيقي.

ولم يتغير حديث نائب رئيس حركة حماس عن المفاوضات مع دولة الكيان الصهيوني عن موقف الحركة المعلن منذ سنوات حيث قال إن المفاوضات غير المباشرة هي خطوة للمفاوضات المباشرة لتنفيذ مخطط إسرائيلي للقضاء على الوجود الفلسطيني في القدس مضيفا:«نعتبر المفاوضات حاجة أمريكية وإسرائيلية ولكنها ليست حاجة فلسطينية بمعنى أن هناك أهدافا سيحققها العدو من خلال هذه المفاوضات أما الأهداف الفلسطينية لن يتحقق منها شيئ في المطلق في حين يتصور العالم أن عملية السلام جارية ولكن على الجانب الآخر يتم طرد السكان من منازلهم وأراضيهم».

ولا سبيل للتقدم نحو السلام من وجهة نظر القيادي الحمساوي إلا من خلال ضغط عالمي، خصوصا أن هناك إطرافا في الداخل الإسرائيلي تريد الوصول إلى سلام ويجب دعم موقفها من خلال تشديد الضغط على دولة الكيان حتى لا يتمدد المعسكر المناوئ للسلام بين الإسرائيليين.

وأعرب أبو مرزوق عن خوفه من تبخر الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة في الضفة الغربية وقطاع غزة على حدود عام 76 وعاصمتها القدس وأن يصبح الهدف هو وجود مفاوضات بلا نهاية والتي نعتبرها مثل «خيال المقاتة».

 

ويبرر أبو مرزوق موقفه الرافض للمفاوضات في الوقت الراهن بالقول إن الرئيس عباس يذهب للتفاوض وليس لديه أي أوراق ليضع شروطا فميزانية سلطته تأتى من أمريكا وقوات أمنه يديرها جنرال أمريكي والمقاومة مجمدة والضغوط عليه مستمرة من الإسرائيليين والأمريكيين، أما الشروط المتعلقة بتجميد الاستيطان وإرسال ضمانات أمريكية فكلها ستسقط بمجرد أن يجلس المفاوض الفلسطيني على مائدة التفاوض، وعباس لن يأخذ من الإدارة الأمريكية غير الكلام المعسول الذي لا معنى له، لذلك على الجانب الفلسطيني أن يعتمد على نفسه وشعبه ويبحث عن أوراق ضغط حقيقية قبل أن «نفقد أوراقنا وقوتنا وأرضنا ونصحو في المستقبل وأراضى الضفة تبخرت ونفقد أكثر من 48٪ منها أو تفرض علينا حلول بأن نأخذ الضفة ونديرها إدارة محلية» على حد قول أبو مرزوق.

ولا يمكن أن يتجاهل الحوار مع الرجل الثاني في حركة حماس قضية المصالحة المعطلة بين الحركة وحركة فتح وخصوصا ما تردد عن المبادرة التي حملها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى خلال زيارته لقطاع غزة قبل أسابيع.

يقول أبو مرزوق إن عمرو موسى استمع لإسماعيل هنية رئيس حكومة حماس وسجل كل ما قاله هنية ثم خاطب موسى بعد مغادرة القطاع بمخاطبة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة وأثنى مشعل على الكلام وبناء على ذلك بعث برسائل إلى وزراء الخارجية العرب مضمونها عقد لقاء فلسطيني في القاهرة يكون مضمونه الاتفاق على الملاحظات ثم الذهاب إلى التوقيع وتكون الورقة المصرية قاعدة تطبيق المصالحة إلى جانب التفاهمات ووجد قبولا من أبو مازن والجانب المصري ثم فجأة وبعد مقابلة المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشيل تراجع الجميع عن المبادرة.

كان الرئيس الفلسطينى محمود عباس قد أصدر مرسوما بإرسال وفد يضم مستقلين ومن مركزية فتح إلى غزة للبدء في الحديث بشأن التفاهمات ثم سحب مرسومه بصورة مفاجئة على حد قول أبو مرزوق لتعود جهود المصالحة إلى دائرة الجمود مرة أخرى.

«الإخوة في مصر يعتبرون ملف المصالحة ملف مصر التي بذلت فيه الجهد الأكبر وتريد أن تستمر في هذا الجهد إلى أن تنتهي بالمصالحة. وعلى الرغم من الترحيب المصري المعلن بأي جهود عربية للمصالحة فإن القاهرة ترى أي تحرك حقيقي على الأرض يجب أن يعود إليها ولا يجب أن يشاركها أحد فيه حسبما ترى أما في الترحيب العلني بأي جهود فهو مجرد كلام» بنص كلام نائب رئيس المكتب السياسي لحماس.

وعما إذا كانت حماس تبحث عن دور تركي لإنجاز المصالحة مع فتح قال أبو مرزوق إن لقاء خالد مشعل مع وزير الخارجية التركي داود أوغلو مؤخرا في دمشق سبقه لقاء قمة جمع الرئيس مبارك مع الرئيس عبد الله جول تركز جزء منه على المصالحة ودور تركيا فيها وهو دور مرحب به ونعتبره إضافة ويهدف إلى مصلحة فلسطينية.

وقبل أن ينتهي الحوار مع الرجل الثاني في حركة حماس وصل الحديث إلى إستراتيجية الحركة في مواجهة دولة الكيان الصهيوني حيث قال: «نحن لا نعيش مرحلة هدنة مع العدو وندير برامجنا على قاعدة أن العمود الفقري لبرنامجنا هو المقاومة وترتيب أوراقنا في غزة والضفة الغربية على أساس هذه القاعدة».

وأشار أبو مرزوق إلى أن التعامل مع «العدو الإسرائيلى» قبل الحرب على غزة في يناير 2009 لم يختلف عنه بعدها حيث تواصل الحركة تعبئة الناس وتأهيلهم وتجهيزهم للمقاومة في القطاع وفى الضفة الغربية، مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية شنت حملة عنيفة ضد المقاومة لدى مختلف الفصائل الفلسطينية وشملت البنية التحتية للمؤسسات الحاضنة والداعمة والمساعدة للمقاومة سواء على مستوى الجماعة أو الفرد وتمت ملاحقة المقاومين مما أثر على المقاومة و«دفعنا إلى التفكير في إعادة بناء ما تم استهدافه بطريقة جديدة وأؤكد أن قرار استئناف المقاومة لا يزال مطروحا على الطاولة وهو عنوان أساسي للتعامل مع العدو لأنه السبيل الوحيد لنزع المستوطنات في الضفة الغربية».