خبر مصادر: لقاء سري تحذيري بين حماس والاحتلال بنتانيا والحركة تنفي

الساعة 06:07 ص|07 أغسطس 2010

مصادر: لقاء سري تحذيري بين حماس والاحتلال بنتانيا والحركة تنفي

فلسطين اليوم-وكالات

كشفت مصادر فلسطينية عن لقاء سري تم بين مسؤول في حركة حماس بالضفة الغربية والسلطات الإسرائيلية.

وقالت هذه المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها لـصحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن سيارة إسرائيلية، نقلت المسؤول في حركة حماس الدكتور عمر عبد الرازق وزير المالية في حكومة حماس الأولى عام 2006، يوم الثلاثاء الماضي، من بيت ايبا القربية من مدينة نابلس شمال وسط الضفة الغربية، إلى داخل الأراضي المحتلة، وعلى وجه الخصوص إلى مدينة نتانيا على البحر الأبيض المتوسط. 

وأضافت المصادر أن الدكتور عبد الرازق أعيد إلى الضفة الغربية بسيارة إسرائيلية (تحمل لوحة الأرقام الصفراء) توجهت به مباشرة إلى رام الله وليس إلى نابلس، حيث التقى ناصر الدين الشاعر أحد قيادات حماس وشغل منصب وزير التعليم ثم نائب رئيس الوزراء في حكومة إسماعيل هنية الأولى (2006 - 2007)، وأطلعه على نتائج الاجتماع.

غير أن الدكتور عبد الرازق سخر من هذه المعلومات، وقال مقهقها «لا حول ولا قوة إلا بالله». وأضاف وهو يواصل الضحك عاليا: «هذه معلومات غير صحيحة على الإطلاق ولا أساس لها من الصحة». وتابع القول: «نحن أصلا ممنوعون من التحرك والانتقال إلى مناطق 1948.. وممنوعون من قبل الإسرائيليين، من الحكي في أي موضوع.. ولمعلوماتك، أنا خرجت من السجن قبل نحو عام واحد».

واستطرد الدكتور عبد الرازق: «أستطيع أن أقول إنه لم يحصل أي لقاء أو تفاوض بيننا وبين الإسرائيليين بأي شكل من الأشكال.. وهذا نفي بالمطلق.. يا رجل! نحن نرفض التحدث حتى لصحافييهم.. فما بالك!».

يذكر أن الدكتور عبد الرازق اعتقل وهو يشغل منصب وزير المالية خلال حملة اعتقالات إسرائيلية شملت عددا من الوزراء ونواب حماس، ردا عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 25 يونيو (حزيران) 2006. وبقي في السجن بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي (حماس) حتى 2009.

ولم تتحدث المصادر عن الغرض وراء هذه الزيارة، مؤكدة من جديد دقة المعلومات بشأن نقل عبد الرازق إلى داخل الأراضي المحتلة، لكن مصادر أخرى ربطت بين هذا اللقاء وما نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن دعوات قيادات حماس في دمشق لنشطاء الحركة في الضفة الغربية باختطاف إسرائيليين مستوطنين وغيرهم من أجل إطلاق أسرى فلسطينيين.

 

وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء مع عبد الرازق كان هدفه التحذير من مغبة الإقدام على خطوة كهذه وما قد يترتب عليها بالنسبة إلى قادة حماس في الضفة. 

وكانت «هآرتس» قد قالت إن القائد العسكري الإسرائيلي في الضفة البريغادير نيتسان ألون بعث برسالة تحذيرية إلى رؤساء مجلس المستوطنات يحذرهم فيها من محاولات خطف للمستوطنين. وزعم ألون أن التحذير يرتكز على معلومات استخباراتية لدى الدوائر الأمنية المختصة بهذا الشأن ومحاضر التحقيق مع عدد من فلسطينيين اعتقلوا حسب زعمه، للاشتباه في تورطهم في تنفيذ عمليات الخطف.

وحسب «هآرتس»، فإن قائد الفرقة أكد في رسالته التحذيرية التي بعث بها قبل ثلاثة أسابيع أن التهديد الكامن في تعرض مستوطنين لمحاولات اختطاف هو تهديد جد خطير، وأن المعلومات تؤكد أن قادة حماس في دمشق يمارسون ضغوطا على أتباعهم في الضفة الغربية لاختطاف مدنيين إسرائيليين أو مستوطنين. وجاء في الرسالة أن الجيش مقتنع بأن عمليات اختطاف كهذه ستستخدم من قبل حماس كورقة مقايضة لتحقيق مكاسب على المدى القصير وليس كما هو حاصل في قضية أسر الجندي جلعاد شاليط الذي مر على أسره أكثر من أربعة أعوام. وأكد ألون مجددا أن التحذير خطير ودعا إلى أخذه على محمل الجد، خاصة في أوساط الشباب الذين لا بد من تذكيرهم باتخاذ جميع الاحتياطات وقواعد الحذر والانتباه خلال استيقاف السيارات. وقالت الصحيفة إنه في ضوء هذا الإنذار تم في المستوطنات إجراء محادثات إعلامية مع الشباب، طلب خلالها منهم عدم استيقاف السيارات إلا داخل تخوم المستوطنات وليس على المحاور الرئيسية في الضفة أو في ساعات الليل المتأخرة. 

وقالت الصحيفة إن جهاز المخابرات العامة الإسرائيلية «الشاباك» اعتقل خلال الأشهر الأخيرة عددا من الفلسطينيين بشبهة تدبير وتخطيط لخطف مدنيين إسرائيليين وخاصة مستوطنين. وفي بعض الحالات، كان الحديث يدور ليس عن نوايا فقط، بل عن جمع معلومات استخباراتية من قبل هؤلاء الفلسطينيين ومحاولات لتنفيذ عملية خطف كهذه. 

يذكر أن الضفة الغربية شهدت عمليات اختطاف إسرائيليين من بينهم جنود، أشهرهم ناحشون باسكمان الذي اختطف عام 1992 وأدى فشل تحريره ومقتله إلى نفي المئات من قادة حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان. 

وفي عام 2003، اختطف سائق تاكسي وأخفي في بلدة بيتونيا قرب رام الله وجرى تحريره. واستدرج إسرائيلي من مستوطنة إيتمار إلى رام الله حيث خطف ثم قتل