خبر شركة المياه الإسرائيلية تطالب كنائس القدس بدفع ثمن المياه التي استهلكتها منذ العام 1967

الساعة 12:59 م|06 أغسطس 2010

شركة المياه الإسرائيلية تطالب كنائس القدس بدفع ثمن المياه التي استهلكتها منذ العام 1967

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

قالت أسبوعية "زمان يروشاليم" العبرية اليوم ان شركة المياه الإسرائيلية "جيحون" تهدد بقطع المياه عن الكنائس المسيحية في البلدة القديمة في القدس.

 

وكانت الشركة أرسلت مؤخرا إلى جميع الكنائس ممثلين عنها طالبوا بتغطية حسابات صرفها للمياه بأثر رجعي منذ حرب حزيران العام 1967. وشمل هذا القرار اهم الكنائس ومنها كنيسة القيامة والكنيسة الارمنية والكنيسة اليونانية.

 

وقد طالبت الكنائس بإلغاء هذا القرار وذلك بتوجهها إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والى قداسة البابا.

 

ويتضح من بحث أجرته أسبوعية "زمان يروشاليم" ان جميع الحكومات الإسرائيلية السابقة وفرت المياه مجانا الى جميع الكنائس منذ مد شبكة المياه في المدينة، وتبنى البريطانيون فكرة تقديم المياه مجانا الى الكنائس من العام 1917 وحتى العام 1948.

 

ووفقا للترتيبات التي تبلورت في حينه تقدم البلدية المياه للكنائس مجانا، وبعد فرض السيطرة الأردنية على القدس العام 1948 استمرت السلطات الأردنية بإتباع نفس هذا الأسلوب.

 

واستمر الوضع أيضا بعد الاحتلال الإسرائيلي للمدينة.

 

وكانت كل واحدة من الكنائس في البلدة القديمة قد تلقت مؤخرا حسابات مفصلة حول تكلفة المياه وفوجئ رجالها عندما اكتشفوا بأنهم مطالبين بدفع حسابات مع اثر رجعي منذ العام 1967، أي منذ الاحتلال الإسرائيلي للمدينة، وتصل هذه المبالغ إلى ملايين الشواكل الأمر الذي قد يزعزع الأوضاع الاقتصادية لهذه الكنائس التي تعاني بعضها من ضائقات مالية.

 

وبدأ رؤساء الكنائس بشن حملة حادة ضد قرار شركة "جيحون" الذي يرون به انعطافا حادا وتغيرا فظا في سياسة البلدية، تفسره الكنائس بمحاولة للمس بالأماكن المقدسة الكاثوليكية وغير الكاثولكية.

 

ووفقا لأوساط في الكنائس فقط أعطت شركة "جيحون" مهلة للكنائس اذا لم تدفع خلالها فستعمل على قطع المياه عنها. ورغم مرور تاريخ الإنذار لم تقم الشركة بقطع المياه، ووفقا لتقديرات الكنائس فان الشركة وبلدية القدس تدركان حجم الأضرار الكبيرة المترتبة على مثل هذه الخطوة، التي قد تمس وبصورة كبيرة بعدد السياح الذين سيصلون إلى المدينة وبالصورة الدولية لإسرائيل.

 

واحتج الدكتور بيتر مدروس من البطريركية اللاتينية على هذا القرار وقال: "اشعر بالذهول، لم يطالب احد الكنائس حتى الان بتغطية حسابات المياه، لا الأتراك ولا السلطات البريطانية ولا الأردنية، ان هذا يخلف انطباعات سلبية وسيئة جدا، ان إسرائيل التي تتطلع دائما الى انطباع بأنها دولة حديثة، دولة تسامح، تعمل الان على هدم كل المجهودات التي بذلتها. يجب على السلطات الإدراك بأنه وفقا للقانون الدولي القدس الشرقية ليست إسرائيل، بل منطقة احتلت منذ العام 1967، لقد كان ذلك بادرة حسن نوايا وتقدير للكنائس، أننا لا ندعو للعنف، الأمر الذي يحدث أحيانا في المساجد والكنائس ولا يوجد لإسرائيل الحق بجباية ذلك، اننا لا نطالب بأي شيء لأننا ضعفاء نسبيا، ولهذا فإننا نطالب إسرائيل بالحفاظ على هذا التقليد الجميل".

 

وأكد مدروس وجود اتصالات بهذا الشأن بين الكنائس وبين الحكومة وأخرى بين الفاتيكان وإسرائيل، وقال: "نطالب الحكومة الإسرائيلية الوجه الجميل ليهودية الأراضي المقدسة، وليس الوجه البشع لأخذ كل شيء وعدم إعطاء الآخرين اي حقوق".

 

وعلم من شركة "جيحون" انه "بناء على سياسة الحكومة وشركة جيحون فان أسعار المياه للمؤسسات الدينية في البلدة القديمة، بما في ذلك الكنائس والمساجد والكنس موحدة، وهي 12.5 شيكل للمتر المكعب وتؤكد بأن هذا سعر موحد للجميع ولم تقم شركة جيحون بقطع المياه حتى اليوم عن أي مؤسسة دينية في المدينة".

 

وعلم من بلدية القدس ان شركة "جيحون" هي شركة مستغلة غير مرتبطة بالبلدية، وفي هذا الإطار فان إدارة سياسة المياه والمسؤولية عن تزويد الجميع في المدينة بالمياه هي من مسؤوليتها وتأمل توصل الطرفين لاتفاق.

 

وطالبوا في مكتب رئيس الحكومة انه يجب التوجه بهذا الشأن إلى البلدية وان "مكتب رئيس الحكومة لم يتلق بعد أي طلب بهذا الخصوص، وعندما يصل سنعمل على دراسته والتعامل معه بصورة مناسبة".