خبر مصطفى الصواف يكتب..فياض لك حق وعليهم واجب

الساعة 08:26 ص|06 أغسطس 2010

مصطفى الصواف يكتب..فياض لك حق وعليهم واجب

جميل ما أقدم عليه قائد الشرطة في الحكومة الفلسطينية من لقاء الزميل الصحفي أحمد فياض والاعتذار منه بسبب سوء تصرف عدد من أفراد الشرطة الفلسطينية عليه خلال قيامه بمهامه الصحفية في مدينة خان يونس، عمل لا تقره قيادة الشرطة ووصفته بأنه تجاوز فردي، وأكد قائد الشرطة أبو عبيدة الجراح ، وكذلك نائبه العميد تيسير البطش أن لجنة تحقيق ستقوم بمهامها للبحث عن الحقيقة ومعاقبة المعتدين.

 

ولكن أيها السادة في وزارة الداخلية الأجمل من الاعتذار أن تتوقف الاعتداءات على الصحفيين وأن لا نلجأ إلى الاعتذار كعلاج للاعتداء، فالمسألة لم تعد مقبولة مهما كانت مبررات عناصر الشرطة ومهما كان ضغط العمل الذي قد يؤدي إلى مثل هذه التصرفات وهو أمر غير مبرر.

 

الزميل أحمد فياض أعرفه عن قرب، فهو شاب خلوق وحيي، ومؤدب إلى درجة ربما تزيد عن الحد، ولو حكّم رجل الشرطة الذي اعتدى عليه عقله لما احتاج إلى أكثر من ابتسامة جميلة مصحوبة بكلمات قليلة حتى يفصح له الزميل عن نفسه وعمله ويأخذ منه ما يريد بطيب خاطر وبأسلوب حضاري مقبول على الجميع، ولن يدل ذلك على ضعف في هذا الشرطي، بل على العكس سيقدر له عمله ويمنح نوط تقدير شعبي قبل أن يكون حكومياً.

 

الضرب والاعتداء وسيلة الضعفاء، ولا أعتقد أن الحكومة ووزارة الداخلية ضعيفة وتريد أن تفرض نفسها على الجمهور، هي قوية ويعلم ذلك الجمهور، ولكن لا تمنح القوة لها الاعتداء على المواطنين صحفيين كانوا أو غير صحفيين، ولكن القوي من يسلب الناس رضاهم عن قناعة وبمحض الإرادة، ما يترك أثراً طيباً على النفس وعلى المجتمع، هذا ما نريده من وزارة الداخلية، وهذا ما نتمنى أن نرى عليه رجال شرطتنا.

 

ما ندعو إليه مدير الشرطة ونائبه أن تكون لجنة التحقيق المراد تشكيلها لجنة حقيقية وقانونية، وهذا عهدنا بهم، فالشرطي ليس منزهاً وكذلك الصحفي أو المواطن، والجميع بشر والخطأ في التصرف وارد، والاعتراف بالخطأ فضيلة، والإعلان عن نتائج التحقيق أمر محبب للنفس فإن دل يدل على الشفافية والنزاهة وعدم الخوف من قول الحقيقة، طالما أن القانون والأعراف السائدة في الشرطة تسمح بذلك، وإذا تعذر الأمر في نشر التحقيق عبر وسائل الإعلام فأقل الشيء أن يطلع الشخص المعتدى عليه على نتائجه.

 

وهنا نود أن نؤكد أن استخدام القوة لا يعني امتلاك الشجاعة، نحن نعلم أن الشرطة وقيادتها لديها من القوة الكافية، ولكن هذا لا يعني أن تستخدم هذه القوة على خلق الله هكذا لكون مستخدمها وقع تحت تأثير ضغط العمل أو غيرها من المبررات، ولكن لو حكم مستخدم هذه القوة المنطق، وتوجه دون عصبية أو ضغط إلى الشخص المستهدف وبابتسامة وكلمة طيبة لحصل على كل ما يريد ولوجد تجاوباً من فياض مثلاً ودون تردد، ولكان ذلك مردوده على النفس عظيم وأظهر أن هذا الشرطي بهذه الطريقة يكون أقوى من استخدام القوة.

 

جميل ما سمعته على لسان أبو عبيدة من نيته بالتوجه إلى بيت فياض وتطييب خاطره، فهذا هو التصرف الواجب والذي يمليه عليه خلقه ودينه، وجميل أكثر أن يبادر الأخ أحمد فياض أن بقبول اعتذار قائد الشرطة، وأن يبدي حسن التصرف، وأعتقد أن الأخ فياض حكيم بما يوجب عليه حسن التصرف، وسيبدي كرماً عربياً أصيلاً في التسامح، ولكن يجب على قيادة الشرطة الاستمرار في التحقيق للوقوف على مكان الخلل ليس بهدف التجريم أو الهروب من المسئولية؛ ولكن بهدف التقويم والمعالجة الهادفة إلى حسن المعاملة وإكرام المواطن عبر احترام حقه في التعبير عن رأيه وحقه في أن يلقى حسن المعاملة من شرطته.

-عن فلسطين المحلية