خبر الجالية الفلسطينية في أميركا تستعدّ لمؤتمرها الشعبي الثاني

الساعة 06:39 ص|06 أغسطس 2010

الجالية الفلسطينية في أميركا تستعدّ لمؤتمرها الشعبي الثاني

 فلسطين اليوم-السفير اللبنانية

خالد بركات*

تستعد الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة لعقد مؤتمرها الشعبي الثاني، حيث دعت اللجنة التنظيمية الراعية للمؤتمر الشعبي، في بيان، للبدء في التسجيل والمشاركة في الإعداد للمؤتمر الذي تستضيفه مدينة شيكاغو في ولاية الينوي في تشرين الأول المقبل. ويلتئم هذا العرس الوطني الفلسطيني للمرة الثانية على التوالي، في شيكاغو، لما لهذه المدينة من «مزايا فلسطينية» حيث التواجد الشعبي الكثيف للعرب والمسلمين الأميركيين.

واستطاع القيّمون على هذا الجهد، بمثابرة وعناد قل نظيرهما، تنظيم مؤتمرهم الشعبي الأول بمشاركة شعبية واسعة تخطت كل التوقعات. ففي آب العام 2008، التقى أكثر من 1200 من الفلسطينيين والعرب الأميركيين وأنصارهم في حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني. واستضاف المؤتمر إلى جانب عشرات الوفود من الولايات والمدن الأميركية شخصيات وطنية وقومية، وتمّ عرض كلمات عبر نظام الفيديو لمطران القدس الأب عطا الله حنا والشيخ المناضل رائد صلاح والمفكر العربي نصير عاروري والباحثة الأكاديمية غادة التلحمي وغيرهم، وبحضور ومشاركة أكاديميين ونشطاء وفرق فلسطينية للدبكة الشعبية والتراث. كما وجهت مناضلات من الأرض المحتلة رسائل إلى المؤتمر، ومنها المناضلة الفلسطينية عبلة سعدات (أم غسان) والمحامية المناضلة فدوى البرغوثي (أم قسام) والمناضلة الفلسطينية ابتسام الدويك.

بعد عقد المؤتمر الشعبي الأول، والنجاح الجماهيري الذي تحقق، استمر هذا الحراك الذي يقوده عشرات الكادرات الطلابية والنقابية، التي باتت تؤدي دوراً متصاعداً في إطار تشييد مؤسسات ولجان الجالية الفلسطينية من جهة وتعزيز حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني من جهة أخرى. وكان لهؤلاء الشباب دور رئيسي في التظاهرات والمسيرات الرافضة للعدوان على غزة، وكذلك في حركة المقاطعة لإسرائيل، ومشاركتهم القيادية في المنتدى الاجتماعي الأميركي الأخير، حيث تولوا «ملف فلسطين» ونظموا أكثر من 20 ورشة عمل وندوة حول القضية الفلسطينية والتحديات الراهنة التي تواجه الشعب الفلسطيني. كما نظموا جولات فنية وإعلامية لفرقة «حنين» الفلسطينية وفرقة «مرج بن عامر للتراث والأغنية الشعبية»، التي طافت في مدن أميركية عديدة.

تتشكل الهيئة القيادية الأولى من مواقع وخلفيات سياسية وفكرية مختلفة، فهناك أعضاء في اللجنة التنظيمية، مثلاً، هم في الواقع نشطاء في حركة المقاطعة والدفاع عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، بعضهم ينشط مع النقابات الأميركية فيما تشارك عناصر طلابية ناشطة في الجامعات والمعاهد الأميركية. فضلاً عن جمعيات ذات طابع خدماتي واجتماعي، كشبكة العمل العربي الأميركي في شيكاغو، ومركز التطوير والتدريب في سان فرانسيسكو والمكتب الفلسطيني في ديترويت وجمعية نابلس وصحيفة «العودة» وغيرها.

انطلقت هذه المبادرة على قاعدة حزمة الأهداف والحقوق الوطنية العامة للشعب الفلسطيني. وتجتهد في ممارسة الديموقراطية، قولاً وعملاً، فهناك آلية واضحة توضح كيفية اتخاذ القرار ولجنة إدارية مسؤولة عن متابعة الشأن اليومي لشبكة الجالية الفلسطينية، ولا يوجد «راع» أو «أب» أو «رمز» لهذه المبادرة، بقدر ما توجد قيادة جماعية من حوالى 23 عضواً، تعبر عن إرادة اللجنة التنسيقية العامة والتي تضم في عضويتها 174 عضواً.

العناصر النسائية المشاركة في هذا الجهد تحتلّ موقعاً قيادياً ومتقدماً في هيئات شبكة الجالية والتي تشرف على عقد المؤتمر الشعبي الفلسطيني، وقد بدا ذلك واضحاً منذ المؤتمر الشعبي الأول في كل النشاطات التي نظمتها هذه الشبكة بين المؤتمرين. إن مشاركة المرأة في الهيئة القيادية الأولى شكلت نحو 55 في المئة، وهذا لن تجده في الكثير من المؤسسات الفلسطينية. هذا الأمر يشكل مصدر فخر واعتزاز للجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة.

ويبدو أن هذا المنبر الفلسطيني بدأ يشكل علامة مضيئة في استعادة دور الحركة الطلابية الفلسطينية، حيث تمّ تأسيس لجنة طلابية من جامعات رئيسية مختلفة عدة في البلاد، تقوم على إعداد البرنامج الطلابي في المؤتمر المقبل. وتشرف هذه اللجنة على تنظيم ورشة عمل خاصة لبحث دور الطلبة الفلسطينيين وبناء اتحادهم النقابي القادر على التصدي لحركة اللوبي الصهيوني وأنصار إسرائيل في الجامعات والمعاهد الأميركية. ويستعد عشرات النشطاء لإطلاق حملة تسجيل الطلاب الفلسطينيين ودعم مشاركتهم في المؤتمر الشعبي الفلسطيني الثاني في تشرين الأول المقبل.

تقول البيانات والأدبيات الصادرة عن شبكة الجالية الفلسطينية إن الدور الرئيسي لهذه الهيئة هو دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة، وتدعو بوضوح لإنهاء احتلال كل فلسطين التاريخية وتحقيق العودة للاجئين الفلسطينيين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وتحقيق العدالة والمساواة. وترى هذه الهيئة الفلسطينية أن دورها حيوي في مواجهة اللوبي الصهيوني وأنها جزء من حركة الشتات ومن الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية المناضلة.

وأصدرت الشبكة الفلسطينية الراعية للمؤتمر عشرات المواقف السياسية ضد محاولات التعرض لحق اللاجئين في العودة، واستمرار عملية المفاوضات العبثية. وطالبت بوقف التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال، ووجهت رسالة إلى الإدارة الأميركية تطالب فيها بسحب الجنرال الأميركي كيث دايتون ووقف الدعم الأميركي للكيان الإسرائيلي العنصري، فضلاً عن دعوات للوحدة الوطنية وإعادة بناء الحركة الوطنية في الوطن والشتات.

ويعقد المؤتمر الشعبي الفلسطيني الثاني في تشرين الأول المقبل تحت شعار «شعب واحد»، قضية واحدة، مصير واحد». كما ترافقه دعوة لبناء وتطوير المؤسسات التي تدافع عن الحقوق السياسية والمدنية للجالية الفلسطينية والعربية. ويتوقع المنظمون للمؤتمر أن تشارك جماهير فلسطينية غفيرة من عشرات المدن والولايات الأميركية، كما تمت دعوة شخصيات فلسطينية للمشاركة، ومنها النائبة والمناضلة الفلسطينية حنين الزعبي والفنان اللبناني مارسيل خليفة والمناضلة عبلة سعدات والأسير المحرر حسام خضر.

ويقول المنظمون إن القضايا ذات الأولوية على أجندة مؤتمرهم هذا العام هو تأسيس نواة صلبة لمؤسسات فلسطينية موحدة وقوية، سياسية وإعلامية وخدماتية، تتعاون للدفاع عن فلسطين والحقوق المدنية والسياسية للجالية في مواجهة الحركة الصهيونية والعنصرية وكل الصور النمطية التي تستهدف تاريخ الفلسطينيين والعرب وثقافتهم.

*خالد بركات  (كاتب فلسطيني في شيكاغو)