خبر النزول عن الشجرة- يديعوت

الساعة 08:53 ص|04 أغسطس 2010

 

النزول عن  الشجرة- يديعوت

بقلم: يوعاز هاندل

ستختار اسرائيل في أيلول – كما يزعمون في حملة "سلام الان" الجديدة – بين السلام والمستوطنات. لأن مدة التجميد ستنتهي قريبا ولا يحل اضاعة الانجازات الكبيرة.

نقدم اذن لاولئك الذين لم يكونوا هنا، او لمن كانوا واختاروا انشاء واقع بديل بمساعدة حملة دعائية، تذكيرا قصيرا.

نشأت فكرة التجميد عن جهل سياسي عند رئيس جديد ذي تصميم، تلقى جميع النصائح غير الصحيحة كيف يغير وجه  التاريخ. تحققت هذه الفكرة بمساعدة حكومة اسرائيلية ذعرت جدا لقوة الاحلام، حتى إنها صمتت عندما جال الملك عريان تماما وتحدث بسخافات. ومنذ ذلك الحين ولمدة ثمانية أشهر لم يستطع مواطنون يهود (وبعضهم بغير قطرة من الوعي السياسي) اغلاق الشرف، وفي واشنطن يشغلون أنفسهم بارتفاع أسس عائلة فريدمان من كدوميم بدل أسئلة جوهرية عن الواقع في المنطقة.

        هل قدم هذا التجميد شيئا ما فكرة الدولتين التي ترفرف فوق أعلام حملة "سلام الان"؟ والجواب لا. مثل جميع تلك "اللحظات العظيمة"، و "الساعات المصيرية" و "الفرص التي تحل اضاعتها" في تاريخ هذا الصراع، لم يقدم الاستعداد الاسرائيلي لخفض الهامة أمام تعجل السلام، لم تقدم شيئا.

        إن هذا التجميد كان عند معسكر الصقور في اسرائيل (ولا سيما المستوطنون) في الحاصل العام قلقا غير لذيذ يمكن نسيانه – فثمة حياة مؤقة على سواقل مجمدة، في الوقت الذي يسخن فيه محافظ بنك اسرائيل فائدة القروض السكنية.

        كان الحديث عند أناس "سلام الان" خاصة، اولئك الذين يؤيدون وقف البناء في المستوطنات حتى أيام المسيح (أو حتى يتوب اليمين السياسي) عن ضرر مفرط. إن حقيقة أن حكومة اسرائيل وافقت على أن تقرن البؤر الاستيطانية غير القانونية بكيبوتسات البحر الميت للاستيطان العامل، واحياء في القدس (بالفعل)  بأحياء في تلال يتسهار – أفضت على نحو مفارق الى تجميد المسيرة السياسية خاصة.

        وكما كانت الحال في الماضي، ينهي الطرفان هذه المرة هذه المحاولة الامريكية بعيدين كثيرا عن النقطة التي بدأت منها. كان شعور شراكة مصالح تفضي الى هدوء، ويوجد الان عند الاسرائيلي من الاوساط شعور بأن أبا مازن لا يستطيع تقديم السلعة. عاد الفلسطينيون الى الحديث عن حدود 1967 وعن المستوطنات في راموت وجيلو وكوخاف يئير، ويصعب الان على اوباما، الوسيط المجد، الذي صعب عليه ان يقرأ الخريطة آنذاك، يصعب عليه الان أكثر أن يفهم الحدود السياسية الصحيحة للطرفين.

        اعتيد الحديث عندنا عن عصي في عجلات السلام فاليكم عصا ضخمة: وهي أناس الحملة الدعائية الذين يحثون على تجارب سياسية ليس لها أي احتمال نجاح. يعرضون حل أسود أو أبيض. وكأن الواقع لعبة حاصلها الصفر ولا يمكن أن يحسن الطرفان حياتهما. فالاسرائيليون يبنون شرفة والفلسطينيون يخسرون هواء التنفس؛ والفلسطينيون يبنون مدينة جديدة ويجمد بناء الاسرائيليين.

        من المؤلم التفكير في هذا لكنه لا يوجد حل سريع، لا يوجد "سلام عاجل الان" (ولا حتى غدا)، تنشئه أمواج برد أمريكية ولا حتى ضغط خارجي او ارغام الطرفين على الايمان بدين "السلام الان".

        إن الخبراء الأكبرين بهذا الصراع هم لمزيد العجب اولئك الذين يسكنون هناك، في قلب الصراعات. بغير حلول كبيرة، وبغير أمواج تجميد حادة، بل بادارة الصراع فقط – والحفاظ على الهدوء والحياة اليومية. ما زال لم يمنح أحد في العالم جائزة نوبل عن حقيقة أن الارهاب اختفى وان حياة مئات آلاف الاسرائيليين والفلسطينيين أصبحت أفضل، لكن الهدوء هنا أفضل من اتفاق سلام وآداب تكريم فوق الشجرة الجامدة في النرويج.