خبر لماذا ضجت البلاد -معاريف

الساعة 08:44 ص|04 أغسطس 2010

 

لماذا ضجت البلاد -معاريف

بقلم: ابراهام تيروش

(المضمون: لا يوجد قانون يمنع حاييم رامون من ابداء تقدير سياسي ما سواء أكان صحيحا أم مخطوءا حتى لو كان هذا التقدير مخالفا لما ترى الحكومة الاسرائيلية  - المصدر).

        بعد اسبوع ما زلت لا أنجح في التأثر باللقاء المسجل بين حاييم رامون وصائب عريقات. وسواء ألح عليه رامون بصراحة ألا يمضي الى محادثات مباشرة مع نتنياهو أم بين له فقط أنه لا أمل من محادثات كهذه مع الحكومة اليمينية الحالية، فانه لم يفعل بذلك "أي عمل خياني"، ولم يكن لقوله أي تأثير في الفلسطينيين.

        يحل أولا لرامون أن يفكر هذا التفكير وأن يسمع كل من شاء حتى عريقات رأيه. ويحل له حتى أن يقدر ان مباحثات مباشرة الان ستتفجر وستسبب لاسرائيل ولأبي مازن معا ضررا أكبر في الأمد البعيد. ما زال لا يوجد أي قانون يحظر التعبير عن  تقدير سياسي سواء أكان صحيحا أم داحضا، حتى لو كان معارضا للحكومة أيضا. وثانيا أيعتقد أحد حقا أن الفلسطينيين سيقررون المضي الى محادثات مباشرة أو عدم المضي على حسب ما ينصحهم به رامون، في حين يوجد لهم أوباما وأوروبا والدول العربية فوق رؤوسهم؟ وثالثا إن رامون على حق أيضا على قدر كبير. فنتنياهو نفسه يقدم أفضل برهان على ذلك. اذا كان يقول إنه لا يمكن الاستمرار على تجميد البناء في المستوطنات لاسباب سياسية أي لأن حكومته ستنهار، فكيف يستطيع التقدم الى اتفاق مع الفلسطينيين – وهو مسار أخطر على استمرار وجود حكومة اليمين العزيزة على قلبه؟

عدنا الى الشيء الواضح للجميع وهو أنه كي تتم المحادثات مع الفلسطينيين وتنضج لتصبح اتفاقا، فثمة حاجة الى تغيير تأليف الحكومة أي اخراج اليمين وادخال كاديما. وليس رامون وحده يفكر كذلك. إن خطوة كهذه فقط ستبرهن على أن نتنياهو ينوي بجدية تحقيق زلة لسانه القسرية في بار ايلان حيث قال بدولتين للشعبين. هل رئيس الحكومة قادر على اجراء كهذا؟ هل يريده أصلا؟ أشك في ذلك كثيرا. إنه يرى كون لفني في الحكومة وليبرمان في الخارج خطرا على استمرار حكمه وهو يشفق من أنها ستسقطه من الداخل، وأن ذاك سيرث منه زعامة اليمين من الخارج. فماذا يريدون من رامون؟

بعد اسبوع ما زلت لا أنجح في التأثر أيضا بسلوك رئيس الحكومة وقت حدوث كارثة المروحية في رومانيا. لم يكن ذلك حدثا متصلا، وما كان نتنياهو يستطيع أن يفيد بأكثر من تلقي تقارير، وقد فعل ذلك كما ينبغي من المكتب الذي في بيته، بغير اثارة جلبة كبيرة كان سيصحبها وقف الاحتفال هناك. إن ما يؤثر في النفس قليلا هو حفل يوم الميلاد نفسه الذي نظمه الوالدان ليئير ابن التاسعة عشرة. أي حسن! هنا دحض آخر لجملة تولستوي الشهيرة في بدء روايته "أنا كارينينا": "جميع العائلات السعيدة يشبه بعضها بعضا".

سألت عدة شبان من عائلات سعيدة بيقين كيف كانوا يردون لو قرر آباؤهم أن ينظموا لهم حفل يوم ميلاد لمرور 19 سنة مع أصدقاء الوالدين ومعارفهم. قال أحدهم انه كان يهرب من البيت؛ وقال آخر انه كان يهاجر من البلاد؛ وقال ثالث انه كان يجني جناية في الجيش كي يظل فيه. كان يئير نتنياهو سعيدا. يحق له. ففي البيوت الملكية هذا شيء معتاد.

التعلة الاكثر سخفا التي سمعتها لاقامة هذا الاحتفال كانت أن التاريخين العبري والميلادي يتطبقان مرة كل 19 سنة، ولما كان التاريخ العبري مهما جدا عند عائلة نتنياهو، فقد قررت اجراء الحفل. إن مسألة التطابق صحيحة لكن من يهمه حقا التاريخ العبري، يحتفل كل سنة بيوم ميلاده في هذا التاريخ ولا ينتظر 19 سنة.

بالمناسبة هل وضع الولد على رأسه في هذا الحفل طاقة زهر أيضا؟ هل رفعوه عشرين مرة، واذا كان الأمر كذلك فهل كان مصابون مع الأخذ في الحساب أعمار المدعوين؟ وهل أنشدوا له "أجل ستحظى (بحفل) في السنة المقبلة"، على رغم أنه لن يكون فيها تطابق تواريخ؟