خبر تبديلات بذهن نقي.. يديعوت

الساعة 11:47 ص|03 أغسطس 2010

بقلم: اريئيلا رينغل هوفمان

اذا اعتمدنا على تقارير في الاعلام فان سنة 2011 قد تكون متحدية  على نحو خاص. فبازاء سلسلة من التهديدات تتكاثر مثل جراثيم فوق طبق، ستحل في هذا العام في مكاتب المسؤولين الكبار قيادة أمنية جديدة تماما. فرئيس أركان جديد، ورئيس موساد جديد، ورئيش شاباك جديد، واذا لم يكن هذا كافيا فسيأتينا آخر: لأن القائد العام للشرطة قد يبدل في النصف الاول من السنة القادمة ايضا.

سمعت أحد المحللين يبين أنه لا يبدلون جميع الرؤساء في الوقت نفسه في دولة سليمة. إن دولة اسرائيل ليست سليمة حقا في بعض فروعها، وهي سليمة على نحو متوسط في غيرها وسليمة جدا في عدد من الأماكن – بيد ان هذه التبديلات لا تقع حقا في ملعبها الأهوج. ففي الولايات المتحدة مثلا، وهي دولة سليمة نسبيا فيما يتعلق بالحياة المكتبية، يأتي الرئيس الجديد معه بعاصفة تايفون، تقيم آلاف الاشخاص عن مقاعدهم وترسل جزءهم الاكبر الى الخارج وفيهم مسؤولين كبار جدا. يكرر هذا إن لم يكن كل أربع سنين ففي كل ثماني سنين. ويجتاز الجهاز التغيرات على نحو غير سيء. يسمون هذا هناك "دما جديدا"، وهو تعبير مخفف عما عرفوه عندنا بأنه "أناس سلامتنا".

إن اللواء (احتياط) غيورا آيلند، الذي تولى قبل ست سنين رئاسة مجلس الامن القومي وصحب رئيس الحكومة اريئيل شارون بفضل عمله الى عشاء مع الرئيس الامريكي جورج بوش سمعه يقول إن المنظمة الجيدة – والدولة في هذا الشأن هي نوع منظمة ايضا – هي منظمة اقوى من الشخص الذي يرأسها. من الصحيح اذن أنه يفضل تقسيم التبديلات على زمن طويل فهذا افضل دائما، غير أنه ليس من الصحيح زعم العكس وقول إن التبديلات المتقاربة تعرض أمن الدولة للخطر. وفي صياغة اخرى: ليس التوقيت ولا الربط بل الاختيار الذي سيتم أي من سيأتون به والى أين.

كل واحد من التنظيمات التي يتحدث عنها منطقة في حد ذاتها حتى لو كانت له علاقات صداقة بالأخر. إن تبديل رئيس الاركان لا يؤثر في صورة عمل الشاباك، كما أن تبديل القائد العام للشرطة لا يؤثر في خطط عمل الجيش الاسرائيلي والعكس. إن الوضع الذي يبدل فيه في الآن نفسه رئيس حكومة ووزير دفاع ورئيس أركان، كما حدث عشية حرب لبنان الثانية، أخطر، ولا يوجد مثل نتائج هذه الحرب لاثبات هذا الزعم.

وفي أكثر الحالات الى ذلك (قلت أكثرها ولم أقل كلها) اختيار رؤساء الاذرع الامنية هو اختيار موضوعي عقلاني بريء (على نحو عام، ألم أقل هذا؟) من تقديرات سياسية. ومن النادر (نسبيا بطبيعة الامر) أن نتبين في هذه التنظيمات أمثلة على اختيارات هاذية مثل ايهود باراك مع انتخابه لرئاسة الحكومة في 1999، عندما قرر ان يتولى شلومو بن عامي وزارة الامن الداخلي، ولا يقل عن ذلك خطرا موافقة رئيس الحكومة ايهود باراك على تعيين عامير بيرتس وزيرا للدفاع.

بعبارة أخرى، إن واقع حياتنا للاسف الشديد قد تنتج عنه سلسلة طويلة اخرى من التهديدات في العقد القريب ايضا. تقتضي هذه التهديدات ردا ملائما – يشتمل على الشجاعة والاستقامة في عرض أبدال من حلول القوة – والرد الملائم يمكن ان يقدمه فقط أناس مناسبون. والناس المناسبون يقعون في موقعهم المناسب اذا كان الاختيار بريئا من الميول السياسية والحيل الدعائية والنزوات الشخصية فقط. واذا حدث هذا، فسيصبح توقيت التبديل وحقيقة أنه يحدث في الآن نفسه ثانويا. في جميع هذه التنظيمات يوجد أناس جيدون وموهوبون يمكن تقديمهم ويجب ذلك.

وبالمناسبة، اذا أفضى اختيار رئيس أركان او قائد عام للشرطة أو رئيس شاباك او رئيس موساد كما يبين الاستعراض الاعلامي الى سلسلة استقالات ايضا فلا ينبغي ان نقلق. فالتجربة تدلنا على ان ليس الحديث في أكثر الحالات عن كوارث حقيقية، حتى من غير أن نحتاج الى الكليشيه المعروف الذي يقول إن المقابر مليئة بأناس لم يكن منهم بديل.