خبر كيف تبيض مادة سوداء .. هآرتس

الساعة 11:42 ص|03 أغسطس 2010

بقلم: نيفا لانير

كيف تبيض "مادة سوداء"؟ يغسلونها ببث في المذياع في "صوت اسرائيل". ألمح بنيامين نتنياهو في لجنة الخارجية والأمن الى أن "عناصر ليست من اليمين" تحاول إحباط تفاوض مباشر بين اسرائيل والفلسطينيين، والبرهان موجود في تحلية "كل ذلك كلام".

ما يزال لنتنياهو جنود مجهولون، يعلمون كيف يأتون الى المائدة الصحيحة مع الجهاز الصحيح والجلوس للبث في منتدى البث الصحيح لتعزيز زعمه. ومع ذلك كله ومما يؤسف نتنياهو وربما يؤسف عناصر ليست من اليمين، وفيهم عضوا الكنيست رونيت تيروش وعتنئيل شنلر لن يثمر لقاء حاييم رامون مع صائب عريقات فضيحة. "مع الاحترام كله"، قال عريقات على أثر محاولات وصف رامون بأنه ذو تأثير سحري في الفلسطينيين، "لأوباما وميركل وساركوزي ومبارك تأثير أكبر في قرارات الفلسطينيين". العيون تستشرف نتنياهو فهو لا رامون من يثبت لامتحان في شأن تجديد المباحثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين ونتائجها.

الاسرائيلية مرصوفة بنزاعات داخلية، وتهم من اليمين واليسار حتى في أيام التفاوض الحساسة. أظهر نتنياهو مواهبه في هذا الشأن في الماضي أيضا. لكن بخلافه هو نفسه وأسلافه، جر هذه المرة الى محاولة مواجهة لا مع رئيس المعارضة بل مع مسؤول كبير سابق.

كان لقضايا الماضي رائحة أذكى: ففي حزيران 1995 أجرى رئيس الاركان أمنون لبكين – شاحك محادثات مع رئيس الاركان السوري، حكمت الشهابي في واشنطن. وبلغ رئيس المعارضة نتنياهو "وثيقة شتاوبر"، وفيها أسس مواقف اسرائيل في التفاوض، على أساس استعداد اسرائيل للانسحاب من الجولان . لوح نتنياهو بالوثيقة في جلسة الكنيست العامة. اتهم رئيس الحكومة آنذاك اسحاق رابين نتنياهو بالكشف عن اسرار دولته. وفي 1/11/1995 حضر رابين قاعة "موكيد" للبث.

شاهدت هذا الاسبوع أجزاء من البرنامج. بدا رابين مهتاجا للتحريض عليه على أثر العمليات الارهابية. سأله مجرو اللقاء معه، ايهود يعاري، وشمعون شيفر ويرون ديكل عن التفاوض الذاوي مع السوريين. وفي معرض جوابه قال رابين إن "نتنياهو نقل الى الاسد رسالة تقول انه افضل له ان يعقد صفقات مع الليكود لا مع رابين". وعندما سئل عن مصدر المعلومات رفض الجواب. لم يبد مجرو اللقاء متفاجئين جدا ولم تكن عن ذلك فضيحة. بعد ذلك بثلاثة أيام قتل رابين.

في كانون الثاني 2004 كشف رئيس الحكومة اريئيل شارون في لجنة الخارجية والامن عن تفصيلات من لقاء رئيس المعارضة شمعون بيرس لرئيس الحكومة الفلسطيني احمد قريع (أبي العلاء). "ليست لي اي شروط مسبقة لقاء أبي علاء"، أجاب شارون في سخرية سؤال لماذا لا يلتقيان. "لا يلتقيني لانه مشغول بلقاء ساسة من اليسار". قال شارون إن الحديث عن لقاءات أجراها بيرس وأبو العلاء في دار السفارة النرويجية وفي بيت السفير الامريكي. "هذه فضيحة وعمل خطير لا مثيل له"، رد بيرس على ذلك، "شارون يستغل مادة سرية للاجهزة الاستخبارية لتعقبي والعيب علي".

"الصبغة العامة" للأيام الاخيرة هي التبشير باستعداد نتنياهو للافراط في التنازل للفلسطينيين. يزعم المحللون أن اوباما ومباركا وعبدالله (وباراك) سمعوا منه كلاما مشجعا لم يسمع في الماضي. المحادثات والاتفاق قادمان. فلماذا اذن، في ذروة محاولة تحريك المحادثات المباشرة، يهب نتنياهو ليجد المذنبين في افشالها قبل أن تبدأ.