خبر الإعلام المقاوم ,,,آفاقه وتحدياته .. بقلم :صابر الزعانين

الساعة 07:54 ص|03 أغسطس 2010

الإعلام المقاوم ,,,آفاقه وتحدياته .. بقلم :صابر الزعانين

 

أعطت المواثيق والشرائع الدولية بأسرها و على مر العصور الحق للشعوب المحتلة بالمقاومة ، وإن شعبنا الفلسطيني المكافح يخوض معركة التحرر الوطني للخلاص من الاحتلال الصهيوني منذ 62 عاما ، و أصحبت المقاومة ثقافة الشعب الفلسطيني ، فالمثقفين الفلسطينيون يستخدمون كل الوسائل المشروعة من أجل نصرة  قضيتهم الوطنية العادلة ، حيث أن المثقفين الى جانب الاعلامين يسيرون في مسار واحد,, مسار المقاومة حتى تحقيق الأهداف الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف,, وطنا واحد لشعبا واحد,, .

و لتحقيق الأهداف القومية فلابد من الإلتزام بعوامل النجاح و أهمها إعتناق المبادئ و القيم و الإلتزام بها   ، فالمقاومة الفلسطينية المستمرة كي تنجح وتصل رسالتها الى كل أنحاء المعمورة لابد من تفعيل دور الإعلام المقاوم ، وهنا أسجل فخري واعتزازي كشاب عربي فلسطيني بتجربة المقاومة الإسلامية اللبنانية  ((لحزب الله  )) ، فهنا نستذكر دور الإعلام المقاوم الذي تتبناه و تنقله قناة المنار ، حيث توجه رسائل المقاومة بالغات متعددة منها لغة العدو - اللغة العبرية - ، وليس عبثا الذكر بأن المجتمع الصهيوني يتابع قناة المنار الفضائية عدوان تموز /2006 على لبنان الشقيق كما تابع قناة الأقصى الفضائية خلال العدوان على غزة أواخر ديسمبر/2008،  فقد نقلت وسائل الإعلام العربية و الصهيونية بأن المجتمع الصهيوني تابع مجريات الأحداث على قناة المنار ، حتى وصل الحد في المجتمع الصهيوني لمدح مصداقية سماحة السيد /حسن نصر الله ، عندما ظهر على شاشة المنار وقال للعدو الصهيوني انظروا الى عرض البحر وستشاهدون بارجتكم الحربية تحترق ، حينها كذب الأعلام الصهيوني الخبر وسريعا نقلت فضائية المنار صورة البارجة الحربية الصهيونية تحترق ،,, إذاً الإعلام المقاوم وتعزيز ثقافة المقاومة مطلب وضرورة ملحة للمقاومة الفلسطينية ، و عندما تقرر القوى الفلسطينية وتشكل جبهة المقاومة الموحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة يجب عليها الشروع أولا في تأسيس الإعلام المقاوم بأشكاله ،( مرئي , صوتي و باللغات المتعددة ) ، لاسيما وبالتحديد لغة العدو الصهيوني كي تنجح قوى المقاومة في كبح جماح و غطرسة المجتمع الصهيوني من خلال الرسائل الموجهة ، هنا يجب الذكر والتوضيح بأن الإعلام غالبا إذا كان قوى وناجح يسيطر ويحسم المعارك ، وغالبا تستنفر القوى المعادية وسائل إعلامها في التحريض وتكون عمليات التحريض مقدمة وتهيئة الرأى العام لأي عدوان أو أي عمليات عسكرية حربية قادمة ، فالتجربة العملية كانت دليل على ذلك قبل العدوان الدموي على قطاع غزة أواخر ديسمبر /2008 .

في حينه الكيان الصهيوني استنفر كل إمكانياته في التحريض على غزة ، وشاهدنا تلفاز العدو وهو يبث تقارير مصورة مدبلجة في حقيقتها عن قطاع غزة ، تارة يقولون غزة تحوي تنظيم القاعدة ومتطرفين ، تارة أخرى غزة أصبحت برميل بارود من خلال  مخازن الأسلحة ، والمبررات التي سيقت وحشدت ضد غزة كثيرة .

جاء العدوان الصهيوني على غزة ، وتبين لاحقا لكل العالم حقيقة الكيان الصهيوني المجرم ، عندما وثق الإعلاميين الفلسطينيين المناضلين جرائم الكيان الصهيوني ، وأظهرت التقارير الصحفية المصورة من قبل الجنود المجهولين الصحفيين الفلسطينيون والأجانب أكاذيب وزيف الكيان الصهيوني ، أظهرت التقارير قصف الكيان الصهيوني مخازن تموين اللاجئين الفلسطينيين التابع لوكالة الغوث الانروا، كما أظهرت جرائم القتل والإعدام لمئات العائلات الغزية ،وتدمير بيوت العبادة والساجد ، وتدمير المؤسسات التعليمية والمنشات الحكومية ،  انتصرت إرادة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة ورغم كل جرائم الاحتلال خرج شعب غزة من بين الركام يهتف للمقاومة ويدعوا للتوحد في خندق الصمود والمقاومة ، كل ما ذكر من توضيحات هو بهدف الوصول الى أن الإعلام المقاوم ونجاحه يساهم كثيرا في تحقيق العدالة لشعبنا الفلسطيني و نصرة قضيته العادلة من خلال نقل حقيقي للوقائع والأحداث الفلسطينية للمجتمع الدولي وكل أنحاء العالم , فحقاً إن الإعلام هو خير مقاوم و إن آفاقه واسعة لتحقيق الرؤى و ذلك رغم التحديات التي تواجهه .

حيث أن المؤثرات الصوتية والصورة المعبرة والكلمات المنتقاة  والجرأة والمصداقية تؤثرا إيجابا بالمشاهدين والمستمعين ، فلنسعى سويا من اجل الدفاع عن برنامجنا المقاوم ، والعمل على تحشيد واستقطاب كل أحرار العالم مناصرة لعدالة قضيتنا الفلسطينية ، مناصرة ومساندة عدالة القضية الفلسطينية ودعم صمود الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة مسئولية أخلاقية وإنسانية وقانونية .

 

غاية جيل يمضي وهو يبزغ جيلا قادم ,,, قاومت فقاوم....