خبر المصري:المؤسسات القيادية والأمنية الخلاف الحقيقي بين فتح وحماس

الساعة 05:36 ص|03 أغسطس 2010

المصري:المؤسسات القيادية والأمنية الخلاف الحقيقي بين فتح وحماس

فلسطين اليوم-وكالات

قال عضو وفد المصالحة الفلسطيني، هاني المصري، لـ«الشرق الأوسط» أن لا نتائج مشجعة ظهرت بعد جولة وفد المصالحة التي تمت الشهر الماضي، وشملت رام الله والقاهرة وسورية وغزة.

وأكد المصري أن تحقيق المصالحة يبدو بعيد المنال إذ لم تنضج الأطراف الفلسطينية ومعها العربية والدولية لعقد مثل هذه المصالحة. لكن المصري قال إنه لا بد من إبقاء المسألة على الطاولة بدل أن تجمد.

واعتبر المصري أن المشكلة الأساس التي تقف عثرة أمام تحقيق المصالحة هو عدم استعداد الطرفين لشراكة حقيقية.

وتختلف الحركتان حول 3 نقاط أساسية، وهي: شكل الإطار القيادي الأعلى الذي سيشكل لحين إجراء انتخابات منظمة التحرير، وما إذا كانت قراراته نافذة أو لا وهل يتبع منظمة التحرير أو لا، وما حصة كل طرف فيه، وما إذا كانت اللجنة العليا للانتخابات تشكل بالتوافق أو التشاور مع حماس، وكيف ستعمل اللجنة الأمنية العليا، وهل ستعمل في الضفة فقط، وماذا عن الضفة ودور حماس فيها من الناحية الأمنية؟

وقال المصري: «الخلاف على دور كل منهما في المؤسسات القيادة والأمنية، ومن يحدده وما هو حجمه، هذا هو الخلاف الحقيقي، إنه خلاف على الشراكة بصراحة».

ويرى المصري أن جميع الذين هم على اتصال مباشر مع هذا الملف لديهم شروط تعقّد من إجراء المصالحة، وقال: «فتح وحماس وسورية وإيران ومصر والولايات المتحدة، وحتى إسرائيل، لدى كل منهم شروط متباعدة لتحقيق المصالحة، وهذا يجعلها بعيدة المنال».

ويعمل وفد المصالحة على صياغة وثيقة شاملة تعرض على فتح وحماس تشمل برنامجا سياسيا لحكومة واحدة وأسسا لشراكة دائمة واتفاقا على إعادة تشكيل منظمة التحرير وحلولا للخلافات القائمة، ويريد الوفد الوصول إلى اتفاق مع الطرفين على تبني هذه الوثيقة.

وردا على سؤال، ألا يخشى الوفد من تفسير ذلك على أنه بديل للورقة المصرية، قال المصري: «قد يفسر ذلك لكن الورقة المصرية وحدها لا تكفي، نحن مع توقيع الورقة المصرية من دون أي تعديل كمدخل ضروري لاستئناف الحوار، الورقة المصرية تركز على الإجراءات أكثر».

ويدرس عشرات المستقلين والأكاديميين وبعض قيادي الفصائل الفلسطينية الأخرى، تشكيل تيار شعبي ضاغط على كل من حماس وفتح من أجل تحقيق المصالحة.

وأجل وفد المصالحة جولة أخرى مفترضة هذا الشهر بانتظار الموقف النهائي للسلطة من مسألة المفاوضات المباشرة، وقال المصري: «إن السلطة إذا ما بدأت هذه المفاوضات فإنها ستصعب أكثر من مهمتنا».

ومن غير المعروف كيف يمكن أن تنتهي عليه جهود الوفد الحالي الذي تشكل في محاولة لتذليل العقبات. ورغم أن حركتي فتح وحماس يبديان ترحيبا بجهود الوفد إلا أنهما لا يبديان حماسا تجاه تعاون كبير مع الوفد الذي تكاد الحركتان تحكمان على جهوده بالفشل سلفا.

واقتراح الوفد الحالي إعداد وثيقة شاملة، كان قريبا من الاقتراح ذاته الذي تبناه وفد المصالحة الرئاسي السابق الذي حل نفسه بعدما لم يجد آذانا صاغية عند الحركتين، بالوصول إلى ورقة تفاهمات.

وتكمن المعضلة الأساسية، في أن حركة فتح ترفض نقاش أي ملاحظات قبل توقيع حماس على الورقة المصرية، بينما حماس ترفض التوقيع قبل أخذ ملاحظاتها بعين الاعتبار والصياغة أيضا.

وترى فتح في فكرة التوصل إلى تفاهمات قبل التوقيع على الورقة المصرية تخريبا لجهود مصر، أما حماس فإنها ترى الطلب منها التوقيع على الورقة كما هي طلبا غير مفهوم.

وظلت نظرة كل من الحركتين إلى وفود المصالحة التي تشكلت غير مرة على أنها غير قادرة على إحداث اختراق، وفشلت عمليا حتى الآن كل الجهود الداخلية والخارجية في الوصول إلى مصالحة تنهي الانقسام