خبر 5 على الخروج من غزة- يديعوت

الساعة 09:21 ص|02 أغسطس 2010

5 على الخروج من غزة- يديعوت

فك الارتباط التالي

بقلم: أمنون ابرموبتش

محلل أخبار القناة 2

هذا الشهر ستكتمل خمس سنوات على فك الارتباط عن قطاع غزة. منذئذ وحتى اليوم، في كل يوم أحد، في بداية كل جلسة حكومة، يوجد وزير يطرح مشكلة المخلين من غوش قطيف. الملاحظة تسمع، لا تسجل، والجلسة تستمر وتلتصق بجدول الاعمال المخطط له.

أكثر من 9 مليار شيكل أنفقت الدولة على المخلين، ونهاية الحساب لا يبدو في الافق. وحسب تقرير مراقب الدولة، صحيح للعام 2007، فان كل راشد حصل على أكثر من 650 الف شيكل وكل طفل اكثر من 400 الف. حبذا لو كانت الدولة تغدق بعضا من هذه المنح على سكان يروحام ومتسبيه رمون، كريات شمونا وحتسور الجليلية.

صعب هو النزوح من البيت، بلا ريب، وصعب باضعاف الاستعادة في مكان آخر من البلاد او على وجه الكرة الارضية نمط الحياة السيادي الذي احتفل به في غزة. 8 الاف يهودي عاشوا في القطاع، بين ظهراني مليون ونصف فلسطيني. وسيطروا على ربع المساحة. ونهلوا ثلث المياه. تحت تصرف خسة طبيعية واحدة كان مياها أكثر مما تحت تصرف طفل عربي. مقابل 60 شيكل في اليوم كان بوسعك أن تشغل هناك عاملا من الصباح حتى المساء. وبحسابات خاصة، انانية، للكلفة – المنفعة، كانت هذه جنة عدن.

لنا، لسكان الدولة، كلفنا هذا اكثر بقليل. كتيبة واحدة سيطرت على القطاع بعد احتلاله. 11 كتيبة كانت تلزم لحماية المستوطنين هناك في السنوات الاخيرة قبل الاخلاء. خلافا لما يروى اليوم، فان حماس وذراعها العسكري ولدا في زمن الاحتلال، وليس بعد الاخلاء. بالضبط مثلما جاء الى هواء العالم حزب الله والمنظومة العسكرية والصاروخية له في لبنان في اثناء المكوث الاسرائيلي في لبنان. بلدات النقب الشمالي، الذي تغير اسمها الى بلدات غلاف غزة، تلقت صليات من القسام قبل فك الارتباط. الفتاة الا ابوقسيس – حي الراحلة من سديروت والشابة دانا غلغوفتس الراحلة من نتيف هعسرا قتلتا قبل فك الارتباط. هكذا قتل واصيب كثيرون. في آب 2003، قبل سنتين من فك الارتباط، اطلق نحو عسقلان الصاروخ الاول.

الاحتفال البرتقالي، معارضة الاخلاء استوجبا حملة مركبة، باهظة الثمن، تجنيد عشرات الاف الجنود والشرطة. ومع الايام سينجح اللوبي السياسي للمستوطنين في تشكيل لجنة التحقيق برئاسة قاضي العليا الياهو مصا. وقضت لجنة مصا بان الحكومات فشلت في المفهوم المغلوط، في الفكر، في الترميم المجتمعي. ولكن المخلين اخطأوا بمطالباتهم المبالغ فيها، برفض التعاون مع السلطات، ولعبوا عن قصد دور الرأس الصغير والمتبطل.

تم فك الارتباط بتأخير عديد السنين، في صيغة مخلولة وفي تسويق اقليمي وعالمي عليل. ولكن منطقه، المنطق الاخلاقي والسياسي، المنفعة الامنية والاقتصادية التي في اساسه، كانت ولا تزال قائمة وصلبة.

مسألتان محتملتان بالمصائر تقف امامهما اسرائيل: الاحتلال والسلام. الحمائم، اليساريون، يعتقدون بانه توجد صلة مباشرة بين الاحتلال والسلام. اما الصقور، اليمينيون، فمقتنعون بانه لا يوجد احتلال وانه لا يوجد فرصة للسلام. معطيات ما لا بد وانها غير موضع خلاف: الاحتلال يمكن انهاؤه من طرف واحد. اما السلام فيحتاج الى شريك.

اسرائيل يمكنها أن تعيش خمسين سنة اخرى بدون سلام. ولكنها ستجد صعوبة في أن تعيش عقد آخر واحد مع الاحتلال، تعيش كدولة قومية للشعب اليهودي، ديمقراطية وشرعية.

ابو مازن  وصائب عريقات سيتجهان عارجين رغم انفيهما الى مفاوضات مباشرة ولكن ليس الى الغاية. بنيامين نتنياهو وايهود باراك يرغبان في الوصول الى مفاوضات مباشرة ويتمنيان الا يصلا الى الغاية. هكذا تصرف سلف ابو مازن، هكذا تمنى اسلاف نتنياهو. وعليه، فان فك ارتباط اضافي ليس فقط مسألة وقت بل حاجة وجودية.

فك الارتباط التالي يجب أن يكون اكثر عقلانية، امانا، تسويقا وبعلاقات عامة مغايرة في المنطقة وفي العالم – ولكنه محتم.