خبر اذا ما اشتعل لبنان مرة اخرى -هآرتس

الساعة 09:17 ص|02 أغسطس 2010

 

اذا ما اشتعل لبنان مرة اخرى -هآرتس

بقلم: أمير ارون

 (المضمون: مرة كل خمس سنوات، في المتوسط، يوجد في جبهة اسرائيل – لبنان مسرحية كبيرة. من صيف 2006 مرت اربع سنوات. من مذكرة كيرتسر يفهم بأن هناك من يحاول احتساب خطوتين مسبقا. لشدة الأسف، احد منهم لا يجلس في مفترقات الحسم لدى حكومة بنيامين نتنياهو وايهود باراك - المصدر).

        الصواريخ التي اصابت عسقلان وشاعر هنيغف والعمليات المضادة التي قام الجيش الاسرائيلي بها في غزة، في نهاية الاسبوع جسدت مرة اخرى بان الهدوء على الحدود مضلل وهش. من شأن هذا ان يحصل في لبنان ايضا، هذه المرة بسبب العلاقات الحساسة في مثلث سوريا – لبنان – حزب الله، مع توثق الطوق حول الشبهات باغتيال رفيق الحريري، والد رئيس الوزراء الحالي.

        في الشهر الماضي، نشر مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك مذكرة تخطيط طوارىء بقلم دانييل كيرتسر، السفير السابق في مصر وفي اسرائيل. تقرير كيرتسر، الذي يستشرف المستقبل اتخذ عنوان "حرب لبنان الثالثة". هذا خطأ شائع. في صيف 2006 لم تقع سوى معركة واحدة بين معارك كثيرة، ربما الثامنة، في حرب لبنان المتواصلة منذ أربعين سنة: من الحملة المدرعة "كلاحت" في فتح لاند، عبر حملة "الليطاني"، "أورانيم"/"سلامة الجليل"، اقامة منطقة الحزام الأمني وجيش لبنان الجنوبي، "الحساب"، "عناقيد الغضب" وسحب الجيش الاسرائيلي الى الحدود الدولية.

        حرب أم مجرد معركة، يسعى كيرتسر الى الاستعداد للعرض القادم، الذي برأيه كفيل بأن ينشأ (باحتمالية متدنية) بمبادرة حزب الله أو (معقول أكثر) حسب قرار اسرائيل، الذي سيتخذ في السياق الايراني. وستكمن اسرائيل لفرصة عملياتية للعمل في لبنان، او ضد مواقع التدريب والتخزين لصواريخ ارض - ارض بعيدة المدى، او صواريخ ارض – جو مخصصة لحزب الله ولكن توجد في سوريا. الحملة ستؤدي الى تآكل القدرة الصاروخية لحزب الله، وذلك لمنع ايران من قدرة الضربة الثانية ضد اسرائيل، او تستخدم "كمحفز وغطاء" لهجوم على المنشآت النووية في ايران.

        كيرتسر يشكك في قدرة ادارة اوباما على أن تمنع اسرائيل أو حزب الله، المنظمة الارهابية التي تشارك في حكومة لبنان – من الهجوم. ليس لدى واشنطن قناة حوار مع حزب الله، ولا يوجد مضمون ناجع يمكن نقله في مثل هذه القناة. اسرائيل قد يكون ممكنا اغراؤها بالمعدات العسكرية او بأي حافز آخر، ولكن الضغط السياسي عليها، بما في ذلك التهديد بالانضمام الى قرارات مضادة في مجلس الأمن، سيلقى معارضة سياسية ولن يجدي نفعا.

        حسب كيرتسر، لن يكون لدى الامريكيين انذار مبكر وكاف عن استعدادات الجيش الاسرائيلي للعمل. بين البدائل التي يقترح كيرتسر التفكير فيها: استئناف آلية الرقابة على "تفاهمات عناقيد الغضب"، والتي تضمنت لقاءات ضباط من اسرائيل، لبنان واليونيفيل (عمليا تعمل اليوم آلية مشابهة، تعقد لقاءات لضباط من هيئة الاركان في الجيش الاسرائيلي وقيادة المنطقة الشمالية مع مسؤولين كبار في الجيش اللبناني واليونيفيل). بل إنه لا يخشى من تشجيع أمريكي على حملة احباط مسبقة ومحدودة يقوم بها الجيش الاسرائيلي ضد أهداف عسكرية، خلافا لاهداف البنية التحتية والحكم وكبديل عن حملة كبيرة. اذا ما تم اختيار مثل هذا البديل، فان على الادارة ان توضح جيدا لاسرائيل حدود الحملة وقيودها، وذلك لان اسرائيل تميل الى تفسير الغموض الامريكي كدعم لآرائها.

        صحيح انه حتى في حملة محدودة للجيش الاسرائيلي في لبنان، او ضد اهداف لحزب الله في سوريا، تكمن مخاطر برأي كيرتسر: فهي من شأنه ان تجمد الاستعداد الفلسطيني للحوار مع اسرائيل وتشجع سوريا على مساعدة محافل مناهضة لامريكا في العراق. ولكن يكمن فيها احتمال باضعاف حزب الله وتحطيم الجمود في القناة السورية او الفلسطينية من خلال مبادرة امريكية.

        انجاز كبير وسريع جدا يزيد الشهية الاسرائيلية لتوسيع العملية الى ما وراء اهدافها الاصلية. المراوحة الفاشلة في المكان يشجع على المواصلة حتى عكس الوضع. في الحالتين قد يصاب مواطنون كثيرون. وعليه فان الحكمة، حسب كيرتسر، هي انتاج وقف للنار في ظل سياق سياسي مثمر، حيث يكون نجاح الجيش الاسرائيلي بجودة عالية وان لم تكن قصوى. الاهم، كما يناشد كيرتسر، هو التخويل المسبق للسفراء الامريكيين في تل ابيب، في بيروت وفي دمشق بالتوجه دون ابطاء الى القيادات الاعلى في الدول المضيفة لهم، لكبح جماحهم، وذلك لان الساعات والايام الاولى في المعركة هي الاكثر مصيرية (وبسبب الفارق في التوقيت، فان واشنطن تنام عندما تقرر تل ابيب الهجوم).

        مرة كل خمس سنوات، في المتوسط، يوجد في جبهة اسرائيل – لبنان مسرحية كبيرة. من صيف 2006 مرت اربع سنوات. من مذكرة كيرتسر يفهم بأن هناك من يحاول احتساب خطوتين مسبقا. لشدة الأسف، احد منهم لا يجلس في مفترقات الحسم لدى حكومة بنيامين نتنياهو وايهود باراك.