خبر واجب البرهان..هآرتس

الساعة 08:20 ص|01 أغسطس 2010

بقلم: أسرة التحرير

قرار الجامعة العربية يوم الخميس تأييد المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل كان خطوة هامة في الطريق لاستئناف المحادثات على اقامة دولة فلسطينية. رئيس السلطة، محمود عباس، يجب أن يقرر الان اذا كان سيستجيب للضغط الامريكي وان يقبل دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للشروع في محادثات مباشرة على مستوى عال. على عباس ان يرد بالايجاب: لا يمكن ان تنشأ أي منفعة للمسيرة السياسية، او للفلسطينيين، من تأخيرات اضافية ستخلد فقط الوضع الذي لا يطاق في المناطق. دعم الرئيس الامريكي، براك اوباما، للمحادثات المباشرة تشطب عن جدول الاعمال امكانية ان تفرض الادارة على نتنياهو "حل الدولتين" قبل أن تجرى مفاوضات بين الطرفين. في مثل هذا الوضع، على عباس أن يفحص تصريحات نتنياهو في رغبته في السلام.

        ادار نتنياهو حملة دبلوماسية كي يجلب الفلسطينيين الى المحادثات، ونجح في اقناع الولايات المتحدة، الاوربيين، مصر والاردن في أن يمنحوه فرصة واسنادا. ولكن الهدف ليس المحادثات، بل التسوية. نتنياهو سيكون مطالبا بان يثبت بان خطاباته السلمية ودعواته للمفاوضات السريعة لم تكن مجرد ذر للرماد في العيون يرمي الى كسب الوقت في ظل عرض الفلسطينيين كرافضين. لهذا الغرض عليه أن يواصل تجميد الاستيطان ويوافق على تقسيم البلاد، خلافا للايديولوجيا التي تربى عليها والبرنامج السياسي للائتلاف اليميني برئاسته.

        رئيس الوزراء الذي منذ عودته الى منصبه تملص من القرارات الحاسمة ومن المواجهات سيضطر الى مواجهة معسكره السياسي اذا ما عمل بجدية على تقدم "حل الدولتين".

        اقوال نتنياهو لوزير الخارجية الاسباني، في أن استمرار التجميد بعد 26 ايلول "متعذر من ناحية سياسية" وسيؤدي الى تفكيك الائتلاف، لا تبشر بالخير. اذا كان نتنياهو يخاف المستوطنين ومؤيديهم، او شريكيه الائتلافيين ايلي يشاي وافيغدور ليبرمان، فكيف يمكنه أن يقبل الحلول الوسط والتنازلات الضرورية مع الفلسطينيين؟

        نتنياهو درج على القول انه لم يعد الى الحكم فقط كي يجلس على الكرسي، بل كي يتخذ قرارات مصيرية، بينها تقدم التسوية مع الفلسطينيين. واجب البرهان عليه. قرار الجامعة العربية تأييد المحادثات المباشرة موجه الى رئيس السلطة الفلسطينية ولكنه يقرب ايضا لحظة الحقيقة رئيس الوزراء.