خبر سلة فلسطين الغذائية...الأغوار الشمالية في مواجهة التهجير و السيطرة الاحتلالية

الساعة 03:31 م|31 يوليو 2010

سلة فلسطين الغذائية...الأغوار الشمالية في مواجهة التهجير و السيطرة الاحتلالية

فلسطين اليوم: رام الله

يعيش الحاج "عبد الله سعيد أبو موسى" حربه مع المستوطنين منذ العام 1967، كل فترة يسلمونه أخطار بهدم بحجة جديدة و لا احد يعلم متى سيكون الموعد الذي سيشرد و عائلته من منزله لهدمه ليعود في اليوم الذي يليه لبنائه " أنها حرب وجود أما بقاءنا او بقائهم" قال.

 

و الفلسطيني عبد الله، من منطقة الفارسية المهددة بالهدم الكامل في منطقة الأغوار الشمالية بالضفة الغربية، يتابع حربا بدأها والده ووالدته منذ احتلال الأرض بعد نكسة حزيران:" كان عمري سنوات حين الاحتلال، في البداية بنوا مستعمرة قريبة، ومنذ ذلك اليوم و نحن في كر و فر، صادروا معظم الأرض و سرقوا المياه لإجبارنا على الرحيل". قال.

 

و يتذكر ابو عبد الله مشهدا لن ينساه، في العام 1969 حينما هاجم منزله و هو في العاشرة من عمره جرافات الاحتلال و قامت بهدمه بالكامل و سحب والده ووالدته فوق منزلهم بعيدا عن الأرض.

 

الفارسية...قرية مهددة بالهدم

و الفارسية قرية في منطقة الأغوار المهددة بالكامل بالهدم و المصادرة بعد مصادرة أكثر من 75% من مساحتها حتى الآن لصالح مستعمرات زراعية و معسكرات تدريب لجيش الاحتلال.

 

و قد صعدت سلطات الاحتلال في الفترة الأخيرة من حربها ضد المواطنين في الأغوار و قامت بسلسلة من الهدم طال في منطقة الفارسية فقط 25 منزلا و يهدد 10 منازل و أكثر من 15 مزرعة بالهدم خلال أيام قليلة، ومنها منزل الحاج عبد الله.

 

والفارسية كما باقي مناطق الأغوار الشمالية و بالتحديد منطقة المالح، لا يوجد فيها أي بنية تحتية من مياه ولا كهرباء ولا خدمات صحية ولا تعليمية، و يعيش السكان في خيم ، حيث تمنع سلطات الاحتلال البناء بالكامل حتى بيوت الشعر "البدوية" و الحظائر.

 

يقول رئيس مجلس قرى المالح البدوية، رافع دراغمة:" في منطقة الفارسية يوجد ثماني معسكرات تغلق المنطقة بالكامل، بصفتها منطقة عسكرية بالكامل و يمنع الدخول و الخروج منها الا لمن يثبت بهويته الشخصية انه من سكانها".

 

و بحسب دراغمة، فقد هدمت قوات الاحتلال منذ بداية العام 65 منشأة و شردت 120 فلسطينيا يسكنونها و تركتهم بالعراء بلا مأوى، و هي حالة تتكرر كل يوم في مناطق الأغوار الشمالية.

 

سلة فلسطين الغذائية...

و تبلغ مساحة الأغوار الشمالية حوالي 303 كيلومتر، حيث يسيطر المستوطنين و الاحتلال على 75% من الأراضي، حيث تمتد المنطقة على مساحة 120 كيلومتر بعرض يصل الى 15 كيلومتر ينتهي عند ضفاف نهر الأردن.

 

و تعتبر الأغوار الشمالية سلة الضفة فلسطين و تعتبر من أخصب الأراضي الزراعية و خاصة لزراعة القمح، ويقال تاريخيا ان القمح أول ما زرع كان بالأغوار.

 

يقول محافظ طوباس و الأغوار الشمالية مروان الطوباسي:" سلطات الاحتلال خلال السنوات الأخيرة صعدت من إجراءاتها من اجل السيطرة على الأرض و تهجير المواطنين في المنطقة، مستخدمة كافة الوسائل الممكنة لتنفيذ هذا المخطط ومن أهمها سرقة المياه و إغلاق المنطقة و التضييق على المواطنين".

 

 

280 إخطار هدم ...

و يشير الطوباسي إلى وجود أكثر من 280 أخطار هدم في مناطق مختلفة من الأغوار و بالتحديد في منطقة الرأس الأحمر، و الفارسية، و الحديدية، ومنطقة عين الحلوة و المالح، و بردلا.

 

إلى جانب قرارات مصادرة لأكثر من 75% من الأراضي و إغلاقها بالكامل و منع المواطنين من الدخول اليها و زراعتها و الاستفادة منها.

 

و لا تقف الأمور عند هذا الحد من المعاناة في تلك المنطقة من فلسطين المحتلة، فكانت الحواجز و التي تسيطر على حياة المواطنين بالكامل، وحولت حياتهم لجحيم و أهمها حاجز تياسير و هو حاجز دائم، و حاجز الحمرا.

 

و يشير الطوباسي أيضا الى مشكلة كبيرة في المنطقة، و هي قضية المياه، حيث مارست سلطات الاحتلال و منذ احتلالها للمنطقة سياسية ممنهجة في السيطرة على المياه الفلسطينية من خلال وضع يدها على حصة فلسطين في نهر الأردن، إغلاق الآبار الارتوازية.

 

يقول الطوباسي:" في منطقة الأغوار 10 آلاف مستوطن موزعين على 12 مستوطنة يستهلكون خمسة إضعاف ما يستهلكه الفلسطينيين، حيث قامت بتجفيف معظم الينابيع و الآبار الارتوازية من خلال سحب مياهها الى المستوطنات و اجبار المواطنين على الاعتماد على شراء المياه من شركة إسرائيلية، تقوم بسحب مياههم و بيعها لهم من جديد، و بكميات محددة جدا لا تكفي لزراعتهم و معيشتهم.