خبر جواد صيام... اول ضحايا تحقيقات "الكابتن جورج

الساعة 03:15 م|31 يوليو 2010

جواد صيام... اول ضحايا تحقيقات "الكابتن جورج

فلسطين اليوم: وكالات

الكابتن "جورج" عيّن حديثًا كمسؤول عن القسم العربي في شرطة الاحتلال بمدينة القدس، وهو وحسب ما اوردته صحيفة هآرتس في تحقيق سابق، شخص ذي ملف سيء ومفصول من الخدمة من وحدة الإستخبارات في الجيش الإسرائيلي بعد أن قدّم بحقه الإسير اللبناني السابق في السجون الإسرائيلية مصطفى الديراني (عام 2004) شكوى مدعيًا أنه وخلال التحقيق قام "جورج" بتعذيبه، واليوم هذا الشرطي ومن موقعه كمسؤول يحقق مع عدد كبير من المواطنين المقدسيين، ومنهم الناشط في سلوان جواد صيام.

في بداية العام الجاري تم استدعاء صيام للتحقيق في مخفر شرطة صلاح الدين للتحقيق بعد اتصال هاتفي من محقق الذي (ذكر اسمه الحقيقي) لصيام، وبسبب التهديد الذي مورس عليه قام صيام بتقديم شكوى للشرطة من خلال جمعية حقوق المواطن في حينه.. وبعد شهور كشفت صحيفة هارتس الاسرائيلية أن المحقق هو ذاته الكابتن "جورج" الذي قام بتعذيب الاسير اللبناني مصطفى ديراني.

ولم تختلف طريقة التحقيق عن تلك التي جرت معه بالعادة في غرف 4 بالمسكوبية غرب القدس، لكن أسلوب المحقق بتهديده بهدم منزله وصراخه المستمر في وجهه كان اشبه بتحقيق جهاز الشباك الاسرائيلي-حسب ما قال صيام-.

وتم التحقيق مع جواد صيام حول نشاطه في بلدة سلوان ومركز معلومات وادي حلوة الذي يديره، حيث حاول المحقق بشكل أو بآخر بان يجبر جواد صيام على القول بأن المركز يمول من قبل السلطة الفلسطينية، وبذلك فهو مخالف للقوانين وتواجده غير قانوني بالمنطقة، كما هدده المحقق بهدم بيته في حال لم يتنازل عن القضية التي رفعها في حينه عندما جاء امر بهدم المركز حيث طالب بازالة كافة الغرف الخشبية للمستوطنين في سلوان اذا تم هدم المركز.

وفي حديث خاص لموقع "بكرا" قال صيام ان المحقق هدده بقوله : في غرفة 4 لا يعرفون التحقيق وانت اليوم مع شخص "لا يرحم"، ومشيرا صيام ان المحقق حاول الضغط على أصحاب الملك –المؤجرين للمركز- لاخلائه.

وذكر ان المحقق قال له ان المركز تابع للسلطة فاليافطة التي كانت على بوابته يوم الافتتاح تؤكد ذلك، وحينما سأل صيام عن الصورة التي لديه قال المحقق :"ان قلبي طيب وقمت برمي الصور".!!!

وأضاف: سألني عن اقارب وأصدقائي الذين يعملون بالسلطة وعلاقاتي بهم، كما طلب مني بعمل جولة له كتلك التي ينظمها المركز للسياح فأجابته بأن لديه اصحاب قادرين على تنظيم ما يحلو له من الجولات.

وفي نهاية التحقيق الذي استمر لمدة ساعة ونصف سلمه المحقق رقم هاتفه واخبره انه سيواصل الاتصال به وعليه هو بالاجابة وقال له :اريد ان اعرف كل ما يجري في سلوان وأن تهدي الاوضاع وعدم اثارة المشاكل واعمال الشغب –في اشارة واضحة انه المسؤول عن الاحتجاجات التي تحدث بالبلدة.

وبالفعل قام المحقق "الكابتن جورج" بالاتصال معه عقب مسيرة مارزل وباروخ لسلوان، اضافة الى اتصال تلقاه منه بعد افتتاح بقالة في الحي حيث قال له حينها: انت تقوم بالبناء في المنطقة ولا تزال تفتعل المشاكل، وحينها رد صيام عليه بقوله: على من يرسل لك الاخبار التأكد من صحتها.

وتطرق المحقق لصيام الى اصابة عضو لجنة وادي حلوة احمد قراعين في ايلول الماضي برصاص احد المستوطنين، حيث وصف المحقق اعضاء اللجنة "بشلة الزعران واصحاب المشاكل".

وقد توجه صيام الى الشرطة لتقديم شكوى رسمية من خلال الجمعية لانه يرفض استدعاء الاشخاص "الناشطين والعاملين" بحجة النشاط الجماهيري، وأضاف :بعد التحقيق تأكدت أن المركز يلعب دورا حيويا وهاما في نقل الحقيقة للسكان والسياح، حيث يدحض الرواية الاسرائيلية في سلوان.

وأكد صيام انه سيواصل العمل في المركز حتى لو تم اغلاقه او هدمه، وعن مصادر دخله قال :"لو هدم المركز سأقوم بفتحه في سيارتي الخاصة.."، مؤكدا ان المركز لا يتبع لاي جهة سياسية أو حزبية وتمويله من قبل سكان الحي.

وأكدت المحامية نسرين عليان من جمعية وادي حلوة ان الشكوى قدمت في شهر شباط الماضي، على طريقة التحقيق مع صيام وتهديده بسبب نشاطه الجماهيري، حيث ردت الشرطة في حينه بان هذه اللقاءات والتحقيقات "روتينية" تجريها الشرطة مع الناشطين الجماهيرين والقياديين.

وأشارت عليان ان هناك عدد من الشكاوى تصل الى الجمعية حول تحقيق الشرطة مع قياديين والناشطين الجماهيرين، حيث لا تقتصر الظاهرة على سكان القدس فقط انما هناك شكاوى مماثلة من مدن الداخل، وأضافت ان الجمعية تتابع الموضوع بشكل دقيق.

يشار الى أن اساليب التعذيب التي انتهجها "جورج"بحق الديراني ، الأسير اللبناني السابق والذي تم إطلاق سراحه في عملية إستبدال اسرى مع الإسير الإسرائيلي طنينباوم، قد كشفت عام 2004 وذلك اثناء المحكمة حيث قال الديراني أن جورج أمر الجنود بإدخال عصا الى مؤخرته حيث لم يستطع الديراني النوم بعد ذلك لعد أشهر مضيفًا أن جورج أمر الجنود ايضًا بالشد على أعضائه التناسلية وضربه وتقييده وابقائه طوال الوقت بحفاظ للأطفال دون الملابس.