خبر هل غزة على أعتاب حرب قادمة ؟

الساعة 01:55 م|31 يوليو 2010

هل غزة على أعتاب حرب قادمة ؟

الفصائل: العدوان الصهيوني هدية للعرب لمنحهم "عباس" الشروع في مفاوضات معه

فلسطين اليوم -خاص

أجمعت فصائل المقاومة الفلسطينية أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة ما هو إلا ترجمة واضحة لقرار لجنة المتابعة العربية لإعطاء السلطة الفلسطينية الضوء الأخضر للبدء بالدخول في مفاوضات مباشرة مع العدو الصهيوني.

وأكد متحدثون عن الفصائل الفلسطينية في تصريحات منفصلة لـ"فلسطين اليوم" أن مواجهة العدوان الإسرائيلي لا يكون إلا بالوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام ووقف المفاوضات المباشرة والغير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي". 

ومن ناحيته حذر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ خالد البطش "من تصعيد إسرائيلي ستشهده المنطقة خلال الأيام القادمة، سواء كان جواً أو من خلال الاجتياحات البرية في مناطق قطاع غزة، أو بتنفيذ المزيد من مخططات التهويد ضد الأراضي الفلسطينية في القدس المحتلة و النقب وغيرها من الأراضي المحتلة".

واعتبر التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة "هو تفسير صهيوني حقيقي للتفويض العربي باستئناف المفاوضات المباشرة مع الاحتلال", مشيراً "إلي أن العدوان الإسرائيلي لم يتوقف وإنما يأخذ أشكالاً مختلفة، تارة في وتيرة مرتفعة و تارة في وتيرة منخفضة، فما حصل اليوم يفسر الفهم الحقيقي لنتنياهو و ليبرمان للقرار العربي الأخير القاضي باستئناف المفاوضات المباشرة".

وأوضح القيادي في الجهاد "أن لجنة المتابعة العربية أعطت الاحتلال كامل الصلاحية لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني، مشيراً "إلي أن الاحتلال لا يفهم العودة إلى المفاوضات المباشرة إلا بالعودة إلى عمليات القتل، و استمرار ضرب الأهداف المدنية و غير المدنية الفلسطينية".

وفي السياق ذاته قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس على لسان القيادي فيها فوزي برهوم لـ"فلسطين اليوم" " إن قرار لجنة المتابعة العربية لإعطاء غطاء للسلطة الفلسطينية بإجراء مفاوضات مباشرة مع الاحتلال لهو تصعيد واضح وتجرأ على الدم الفلسطيني والاستمرار في سياسة التهويد وبناء المستوطنات, والعدوان على قطاع غزة".

وأوضح القيادي في حماس "أن العدوان يأتي استجابة للمطلب الأمريكي بعيداُ عن مصالح الشعب الفلسطيني", مشيراً "إلي أن مصلحة أمريكا أولوية عند حركة فتح والدول العربية من الشعب الفلسطيني وأن التصعيد جاء بغطاء عربي".

وأضاف "يجب إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني أمام الغطرسة الإسرائيلية", لافتاً "إلي أنه يجب التواصل مع المؤسسات الدولية لفضح الممارسات الصهيونية", مطالباً "اتخاذ قرار من حركة فتح بدعم من الدول العربية بقطع التطبيع وكافة العلاقات مع الاحتلال الصهيوني".

وتابع قائلاً "أن أبو مازن وحركة فتح يلهثون وراء المفاوضات المباشرة مع الاحتلال على الرغم من تأكده بأن هذا الطريق فاشل وليس أمامه سوء مربع المقاومة", وأضاف "أن الشعب الفلسطيني لم يخول رئيس السلطة محمود عباس "أبو مازن" ولا الدول العربية بالحديث عنه".

بدوره حذر الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي من أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدا إسرائيليا كبيرا وإنفاذا للكثير من المخططات الصهيونية بحق الأرض والمقدسات الفلسطينية بعد فتح باب المفاوضات المباشرة قبل تأكيد حكومة نتنياهو وليبرمان النازية التزامها بوقف الاستيطان ووقف الاعتداءات وتصعيد  اجراءات التهويد المتصاعدة.

وأشار الدكتور بحر في بيان صحفي إلى ان الغارات الوحشية المتواصلة بطائرات "أف 16" التي استهدفت القطاع وما نجم عنها من سقوط شهيد حتى الآن وإصابة آخرين بجروح مختلفة ووقوع دمار واسع وإصابة مراكز الشرطة يعتبر الرد الإسرائيلي المباشر على  فتح باب الانتقال للمفاوضات المباشرة  مع تصعيد التهديد للقطاع واعتبار العدوان الواسع على القطاع  2008- 2009  نزهة أمام الاعتداءات القادمة.

وفي نفس السياق قال النائب عن حركة فتح فيصل أبو شهلا لفلسطين اليوم "أن دولة الكيان الصهيوني تريد من خلال اعتدائها على قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية التهرب من استحقاقاتها في عملية إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وأشار إلي أن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة تتخذ سياسة عدوانية مستمر متمثلة في حصار غزة والاجتياحات المتواصلة في الضفة الغربية وملاحقة كافة أبناء الشعب الفلسطيني".

وأكد أبو شهلا "أن كافة الفصائل الفلسطينية ليس أمامها سوى العودة للوحدة الوطنية", مشيراً "إلي الدور اللبناني بالأمس في أعادة الوحدة السياسية والجماهيرية للشعب اللبناني", موضحاً "بأن على فتح وحماس أن يبادروا في التوقيع على الورقة المصرية وأن يكون هناك شراكة حقيقية للفصائل الفلسطينية في الأمور الوطنية".

وجدد أبو شهلا "رفض حركته اجراء المفاوضات المباشرة دون وجود مرجعية واضحة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وخلاف لذلك الأمر لا يمكن الدخول للمفاوضات المباشرة".

عسكرياً أكد الناطق الرسمي باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أبو أحمد "أن مقاتلي السرايا على أهبة الاستعداد للتصدي لأي عدوان جديد على القطاع", مؤكداً "أن فصائل المقاومة الفلسطينية موحدة وجاهزة للرد على جرائم الاحتلال".

وأوضح أبو أحمد الناطق باسم السرايا في تصريح له :"أن سرايا القدس تقوم منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة بدورات تدريبية جديدة لتطوير قدرات مجاهديها وكفاءاتهم القتالية والعسكرية في مواجهة جنود الاحتلال".

هذا وتوعدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، "الاحتلال الإسرائيلي بالثأر لاستشهاد القيادي في القسام عيسى البطران، والذي استشهد فجر اليوم في غارة جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة".

وقالت الكتائب في بيان صحفي, وصل فلسطين اليوم نسخة عنه: "أن هذه الحماقة الجديدة لن تمر مرور الكرام، وإننا نسأل الله تعالى أن يتقبل شهيدنا وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، ونعاهده وكل الشهداء أن نثأر لدمائهم الطاهرة وأن نبقى على طريق ذات الشوكة حتى يتحقق لنا النصر المؤزر بإذن الله".

وفي سياق متصل اعتبرت لجان المقاومة الشعبية وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين انه استمرارا للتراجع العربي وإمعانا في الهروب من الواجب العربي و الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية فقد دعت جامعة الدول العربية الفلسطينيين للدخول في المفاوضات المباشرة مع العدو . و إمعانا في التكبر و الظلم و العدوان فقد قابل العدو الصهيوني ذلك بسلسلة من الغارات على قطاع غزة الأمر الذي أدى لسقوط شهداء و جرحى و تدمير بعض المنشآت والبيوت.

وقالت الألوية في بيان لها وصل فلسطين اليوم نسخة عنه، إن هذا العدوان المستمر والذي يرافقه تجاوزات و اعتداءات على الشعب الفلسطيني على طول مساحة الوطن المغتصب في النقب والقدس والضفة .. هو تعبير عن السخرية و الاستهزاء بالموقف العربي الذي يفتقر لأدنى مقومات المروءة و الشرف و عليه فإننا في لجان المقاومة و ذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين في فلسطين.

وأكدت الألوية ان العدو الصهيوني يهيئ المنطقة لعدوان جديد على غزة. و عليه أن يعلم أن المقاومة سترد على العدوان بكل قوة. و سيكون عنوان الرد " إننا نحرص على الشهادة أكثر مما تحرصون على الحياة".

واعتبرت المفاوضات - سواء المباشر منها أو الغير مباشر - لا جدوى منها و هي جزء من الأدوات تنفيذ المشروع الصهيوني وهي غطاء لجرائم العدو المتواصلة وهروب من الواجب المقدس تجاه فلسطين ومن التضحيات التي تتطلبها المقاومة.

وأكدت على أن فكر المقاومة ونهجها هو الضمانة الوحيدة لمواجهة العدو الصهيوني وإحباط كافة مخططاته.

ودعت إلى توحيد الصف الفلسطيني والقفز على حالة الانقسام والتي منحت العدو الصهيوني الفرصة للتمادي في إجرامه و في رفع سقف أطماعه و مخططاته.

وأمام التصعيد الصهيوني والتوعد الفلسطيني يبقى السؤال المهم الذي ستجيب عليه الأيام القادمة، هل قطاع غزة سيشهد تصعيداً صهيونياً كبيراً، في الوقت الذي أنهى فيه جيش الاحتلال تدريباته العسكرية لاحتمال شن عدوان على القطاع و ذلك بعد مضي نحو تسعة عشر شهراً على الحرب الأخيرة، التي أوقعت أكثر من ألف وأربعمائة شهيد ونحو ستة آلاف جريح، إضافة إلى تدمير البنى التحتية للقطاع.

 

فقد أشارت النسخة الإلكترونية لصحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، اليوم السبت (31/7): إن الجيش الصهيوني أنهى استعداداته وتدريباته لشن حملة عسكرية أخرى على قطاع غزة، في حال حصول تصعيد في الجنوب.

هذا ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية في الجيش، قولها "إنه على الرغم من الهدوء النسبي، فإن مسألة الحملة العسكرية لا تزال في مركز مباحثات كتيبة غزة وقيادة الجنوب العسكرية"، التي أشارت في تقريرها النصف السنوي إلى انخفاض في عدد الصواريخ الفلسطينية التي تمّ إطلاقها خلال الستة أشهر الماضية باتجاه أهداف صهيونية داخل الأراضي المحتلة سنة 1948، مقارنة بالفترة ذاتها من الأعوام الماضية.

وزعمت /يديعوت أحرونوت/ إلى أن الجيش الصهيوني "يمتلك أدوات كثيرة يمكن ملاءمتها وتفعيلها بحسب الضرورة"، وفق ما اوردته على موقعها الإلكتروني.