خبر بدو الضفة أسوأ حالاً من أوضاع غزة

الساعة 04:50 ص|31 يوليو 2010

بدو الضفة أسوأ حالاً من أوضاع غزة

فلسطين اليوم: غزة

الطريق إلى قرية الحديدية في منطقة طوباس في شمال شرق الضفة الغربية مملوء بالصخور المحفورة عليها علامة تحذير باللغات العبرية والعربية والإنجليزية تقول "خطر- منطقة إطلاق نار".

وضعت الصخور منذ ستة أشهر على مداخل القرى الفلسطينية في إشارة إلى أن أجزاء من وادي الأردن قد أصبحت منطقة عسكرية مغلقة لجيش الاحتلال. هذه الحواجز تشير إلى المزيد من الضغط والتضييق على المجتمعات البدوية هنا.

 

راعي الغنم عبد الرحيم بشارات (59 عاماً) وأسرته عاشوا وعملوا بحرفة الزراعة في القرية منذ الستينات. وقال عبد الرحيم إنه في ذلك الوقت كان هناك 400-500 أسرة في القرية بقي منها 17 أسرة لا يمكنها من الحصول على الكهرباء والماء، وكل منزل في القرية لديه أمر هدم من الاحتلال .

 

في الحادي والعشرين من يونيو/حزيران الماضي أعطى جيش الاحتلال بشارات إخطارا بأن منزله وحظائر الحيوانات يمكن أن تدمر في أي وقت . وعندما تم هدم منزل بشارات عام 2002 تمت أيضاً مصادرة خزان المياه الخاص به . وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية “إيرين” قال بشارات “لو دمروا عقاري مرة أخرى سأعود وأقوم ببنائه مرة أخرى . هذه أرضي” . منزل بشارات عبارة عن خيمة من الأكياس التي تمت خياطتها معا وتقف على الأرض بدعامات.

 

تقع الحديدية في جزء من الضفة تحت سيطرة الاحتلال الكاملة (منطقة ج وفقاً لتصنيفات اتفاق أوسلو) . وطبقا لما ذكره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فإن السكان الفلسطينيين المقدر عددهم 40 ألف نسمة الذين يعيشون هناك ليس لديهم القدرة على بناء أو إصلاح منازلهم أو مدارسهم أو مستشفياتهم أو أنظمة الصرف الصحي في ظل نظام التصاريح “الإسرائيلي” الصارم . وتقول وكالات الإغاثة إنه في منطقة يعمل كل سكانها تقريبا كرعاة غنم وماشية فإن قيود الاحتلال معناها أن الآلاف منهم سيصبحون جوعى .

 

وحذر تقرير نشرته مؤخراً هيئة إنقاذ الطفولة البريطانية بعنوان “الحياة على الحافة” من أن العديد من أجزاء المنطقة “ج” تعاني أزمة إنسانية أكثر حدة من غزة .

 

الحديدية محاطة بثلاث مستوطنات صهيونية متوسعة، وأراضي القرية متاخمة مباشرة لمستوطنة “روي” ويقوم أفراد القرية بجمع أي تدفق زائد من مضخات المياه التي تروي محاصيل المستوطنين في علب يكسوها الصدأ . ولا يوجد مركز صحي ولا تصريح ببناء مركز، وأقرب مستشفى يقع على بعد ساعات عدة في أريحا .

 

حواجز الطرق ونقاط التفتيش "الإسرائيلية" تعني أن الوصول إلى الطبيب يمكن أن يستغرق ساعات .

 

وطبقا لمزاعم الاحتلال فإن المنازل في الحديدية ومناطق كثيرة في الأغوار تهدم لأنها بنيت بصورة “غير قانونية” أو وقوعها في مناطق عسكرية مغلقة، علما أن نحو 18 بالمائة من الضفة تخضع لهذا التصنيف.

 

وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأنروا) وجدت أنه في المجتمعات البدوية مثل الحديدية كانت معدلات إعاقة النمو البدني أكثر من ضعف المعدلات الموجودة في غزة . كما أن نصف الأطفال تقريباً يعانون من الإسهال وهو واحد من أكبر أسباب وفيات الأطفال الأقل من 5 سنوات في العالم، علاوة على أن ثلاثة أرباع الأسر ليس لديها طعام بالقدر الكافي .

 

وقال سلام كنعان المدير القطري لهيئة إنقاذ الطفولة البريطانية "في الأسابيع الأخيرة قام المجتمع الدولي بصورة صحيحة بالتركيز على معاناة الأسر في غزة ولكن محنة الأطفال في المنطقة “ج” يجب أن لا يتم إغفالها . الكثير من الأسر وخاصة في المجتمعات البدوية والرعوية تعاني بصورة كبيرة مستويات مرتفعة من سوء التغذية والفقر".