خبر هآرتس ..هل مرة اخرى سيفوتون الفرصة

الساعة 09:42 م|30 يوليو 2010

هآرتس ..هل مرة اخرى سيفوتون الفرصة

بقلم: يوئيل ماركوس

        "من يخرب بشكل منهاجي الدخول الى المحادثات المباشرة – هم في الجانب الاسرائيلي وفي محافل غير متحمسة في العالم وفي البلاد..."، قال بيبي هذا الاسبوع في لجنة الخارجية والامن في الكنيست. لم يفصل ولم يذكر اسماء. ولكنه كبل نفسه بموعد انذاري حين أعلن عن أن التجميد سينتهي مثلما كان تقرر، في ختام عشرة اشهر، وليس "حتى بعد يوم واحد من ذلك".

        وها هو، الشهر العاشر يقترب والفلسطينيون لا يزالون غير مستعدين للدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل. وذلك، على رغم الضغط الذي يمارسه الرئيس اوباما والاتحاد الاوروبي على قيادة السلطة والساعة المتكتكة في اسرائيل. فماذا يكسبون عندما يضيعون عشرة اشهر من التجميد؟ ينتظرون ان يتجدد الارهاب؟ ام مجرد يحاولون كسب الوقت، ام يدور الحديث عن عدم قدرة من جانب ابو مازن على ادخال قدميه في الباء البارد للسلام، على حد القول المحبب لموشيه دايان؟

        شروط التجميد من السلطة تذكر بالتجميد الذي اشترطت فيه اسرائيل المفاوضات مع الفلسطينيين بـ "وقف الارهاب اولا"، وذلك انطلاقا من الافتراض بان الامر لن يحصل على أي حال. ومع الزمن توقف الارهاب، ولكن السلام لم يتحقق.

        هذا الاسبوع حل ضيفا جبريل الرجوب الذي كان مسؤولا عن الامن الوقائي من السلطة والمقرب اليوم من ابو مازن على مجلس السلام والامن، وشارك في نقاش حول ما يحصل ولا يحصل بين الشعبين. وتحدث بالعبرية الطليقة حتى أن احد المشاركين أثنى على اجادته للغة: "انا لا اتمنى لك ان تتعلم في الجامعة التي تعلمت بها العبرية" (فقد مكث في سجننا 17 سنة).

        مندي ميرون (لواء احتياط) سأل: "لماذا تتلبثون في الدخول معنا الى محادثات مباشرة؟ بيت آخر، مائة بيت اخرى، ما معناها حين تدار مفاوضات على امر عظيم في اطار تبادل الاراضي في تسوية شاملة. الرجوب تملص من الاجابة على السؤال، حتى ولا بشكل غير مباشر. وعاد ليشدد الى أنه يؤيد اجراء محادثات مباشرة، ولكن لم يكن لديه تفسير مقنع لماذا لم تستغل السلطة التجميد كي تجري مفاوضات مباشرة. إذ أنه حتى بعد أن ينتهي التجميد سيبقى السؤال على حاله: ماذا سيغير بيت واحد أكثر أو أقل، حين تكون على جدول الاعمال مسألة تبادل الاراضي؟

        بعض من الحاضرين في الحديث أخذوا الانطباع بانه يوجد على ما يبدو معارضة في الداخل، او أن السلطة لا تثق بان حكومة نتنياهو مستعدة لان تتوصل الى تسوية حين تكون الريح المساندة العالمية تعمل في صالح الفلسطينيين. هل يحتمل أن تكون حماس التي تسيطر في غزة هي التي تمارس على السلطة الضغط في الا تشرع في محادثات مباشرة؟ جواب جبريل: غزة تعود للفلسطينيين. هذه مشكلتنا وسيتعين علينا أن نتصدى لها من الداخل. وبالتوازي يشير علينا الا نشرع في المفاوضات على مشكلة اللاجئين. ابقوا هذا الى النهاية، هذه قضية دولية.

        التفكير لماذا في واقع الامر لم يكن ممكنا ادارة مفاوضات مباشرة في فترة التجميد لا بد مر على ذهن اكثر من مشارك واحد في اللقاء مع جبريل. فهل قيادة السلطة لا تفهم بان اليمين المتطرف  في اسرائيل يسعده أن يسمع وان يطلق الشعار بانه لا يوجد مع من يمكن الحديث واستخدامه كسلاح ضد تمديد التجميد؟ ولما كانت كل تسوية مستقبلية ستكون على أي حال تنطوي على تعديلات على خطوط 1967 فما معنى انذار ابو مازن في المقابلة مع آيريش تايمز هذا الاسبوع حين قال انه رغم الضغط الدولي فانه لا يرى الدخول في محادثات مباشرة قبل أن يوافق نتنياهو مسبقا على انه يقبل مبدأ دولة فلسطينية على اساس خطوط 67؟

        ابو مازن يرفض المحادثات المباشرة ربما لانه لا يثق حقا بنتنياهو. وهو يريد أن ينتظر ايضا كي يتأكد اذا كان بوسع الرئيس اوباما أن يضغط على نتنياهو بالتعهد بتنازلات حتى قبل نهاية التجميد. نوع من المفاوضات الترف التي تقدم فيها الادارة للفلسطينيين اجوبة على كل مطالبهم على طبق من فضة.

        وكما تتخذ الامور صورتها الان، لا يبدو أن بيبي سيمدد التجميد حتى ولا كـ "خطوة لبناء الثقة"، دون ان الثورة من جانب اليمين المتطرف وقسم من الليكود. ولعل هذا ما ينتظره الفلسطينيون – ان تتعاون الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي معا بفرض تسوية على اسرائيل. ولكن في ضوء ما يجري في العالم، ولا سيما في منطقتنا، عقب التهديد الايراني، مشكوك ان يخرج الرئيس اوباما ضد اسرائيل مثلما تأمل السلطة الفلسطينية. سيكون مثيرا للشفقة اذا لم يتعلم الفلسطينيون، الذين لم يفوتوا اي فرصة لتفويت كل الفرص، الدرس فيفوتونها هذه المرة ايضا.