خبر هآرتس.. فرصة عربية لنتنياهو تجميد مقابل محادثات

الساعة 09:40 م|30 يوليو 2010

هآرتس.. فرصة عربية لنتنياهو تجميد مقابل محادثات

بقلم: ألوف بن

       

        رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حظي أمس بانجاز دبلوماسي: الجامعة العربية سمحت لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بان يدير مفاوضات مباشرة مع اسرائيل. ستكون حاجة الى جهد اضافي لتحقيق اجماع على الاطار، الاهداف والشروط، ولكن الدعوة المتكررة من نتنياهو للمحادثات المباشرة، والتي اصطدمت برفض فلسطيني، تقترب من التحقق.

        نقطة الانعطافة في المسيرة كانت زيارة نتنياهو الى البيت الابيض في 6 تموز، حيث أعلن الرئيس الامريكي براك اوباما عن تأييده للمحادثات المباشرة. اعلان اوباما وضع حدا لـ "محادثات التقارب" غير المباشرة، التي لم تحقق شيئا، واثارت حملة ضغوط على عباس، في أن يكف عن معارضة الحوار مع رئيس وزراء اسرائيل. وزار نتنياهو منذئذ القاهرة وعمان، وقرار الجامعة العربية أمس يدل على ان زعيمي مصر والاردن قررا اعطاءه فرصة.

        نتنياهو يتبنى مبدأ "اذا اعطوا فسيأخذون" في الحياة السياسية، ويثور السؤال ما الذي اعطاه لاوباما مقابل المحادثات المباشرة. تفاصيل الحديث في البيت الابيض لم تتسرب، ولكن يبدو ان نتنياهو مستعد لان يمدد تجميد الاستيطان – ربما فقط خارج الكتل الكبرى، التي سيستأنف فيها البناء – ونقل مزيد من الاراضي في الضفة الغربية الى المسؤولية المدنية الفلسطينية. استئناف المحادثات سيوفر لنتنياهو الحجة لمواصلة التجميد، حيال الضغط المتزايد من مجلس "يشع" للمستوطنين ومؤيديه لاستئناف كيف لتوسيع المستوطنات في كل ارجاء الضفة.

        وأمس احتفل نتنياهو بانتصاره على عباس بقرصة صغيرة لحاييم رامون، خصمه السياسي المرير، الذي من خارج الحكومة والكنيست ايضا يضايق نتنياهو. آييله حسون كشفت النقاب في صوت اسرائيل عن ان رامون التقى قبل ثلاثة اسابيع بالمفاوض الفلسطيني صائب عريقات، وحاول اقناعه بعدم استئناف المحادثات المباشرة. كما ان اسم رئيس الدولة شمعون بيرس ربط في اللقاء، وكأن رامون جاء بتكليف منه (رامون ينفي). وعلى الفور ثارت ردود الفعل المتوقعة مسبقا لليمين الذي اتهم رامون ورئيسة حزبه، تسيبي لفني، بالتآمر والمساعدة للعدو. ليس أقل. نتنياهو ألمح منذ بداية الاسبوع بدور رجال المعارضة في عرقلة المفاوضات، والان اتضحت القصة.

        نتنياهو ليس أصيلا: فقد أعاد تمثيل احبولة عفنة قام بها ارئيل شارون. في بداية 2004 كشف شارون النقاب في لجنة الخارجية والامن عن لقاءات سرية لبيرس، الذي كان في حينه رئيس العمل ورئيس المعارضة وشخصيات اخرى من "صناعة السلام" مع المسؤول الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء). رجال العمل سألوا شارون لماذا يوجد جمود سياسي، فدحرج المسؤولية عائدة الى حضنهم. بيرس تميز غضبا على الكشف واتهم شارون بكشف معلومات استخبارية سرية. اما شارون فنفى – حيث ادعى بانه سمع عن اللقاءات من احد المشاركين الاسرائيليين. اما لرجاله فقد شارون: "هذا، الا يعرفون بان العرب يتحدثون؟" (والاستخبارات تسمعهم).

        في احد اللقاءات مع ابو علاء، قبل ست سنوات ونصف، شارك ايضا حاييم رامون. وقد تجادل مع اثنين من رفاقه ممن ادعوا بانه يمكن عقد صفقة سياسية تكون مقبولة على شارون وعلى الفلسطينيين. وقال رامون انه لا فرصة لمثل هذه الصفقة – بالضبط مثلما قال لعريقات، حسب التقرير، في انه لا معنى للمحادثات المباشرة "لان بيبي لن يوافق على شيء". إذن من قال انه لا يوجد ثبات في المسيرة السياسية؟