خبر عبوة إسرائيلية تستهدف قمة بيروت: اتهام نصر الله باغتيال الحريري

الساعة 06:01 ص|30 يوليو 2010

عبوة إسرائيلية تستهدف قمة بيروت: اتهام نصر الله باغتيال الحريري!

 فلسطين اليوم-السفير اللبنانية

حاولت واشنطن من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، وبصوت أعلى، أن تفرض على القمة الثلاثية الأولى من نوعها، التي تحتضنها بيروت، اليوم، وتجمع إلى الرئيس ميشال سليمان، العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد، جدول أعمال مغايرا لأهداف تلاقي الزعيمين العربيين على توطيد الاستقرار السياسي والأمني بين اللبنانيين-وذلك حسب ما ذكرته صحيفة السفير اللبنانية اليوم.

وبينما قررت واشنطن-حسب الصحيفة- ما يتوجب على العاهل السعودي أن يبلغه الى الرئيس السوري، وما ينبغي للأخير أن يقبله من دون مناقشة، فإن تل أبيب اندفعت أبعد من ذلك بكثير، عبر القفز فوق المحكمة الدولية، وإصدارها قرارا ظنيا نيابة عن المدعي العام دانيال بيلمار، بدت مضامينه إسرائيلية ـ أميركية، مئة بالمئة، من خلال المعلومات المسمومة والأسماء المنتقاة وصولا للقول باستحالة أن ينفذ قياديون كبار في «حزب الله» جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري من دون علم الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.

وإذا كانت «توجيهات» واشنطن تسيء الى الملك عبد الله الذي كان ضيفها قبل شهر، وتجعله كأنه مجرد ناقل رسائل منها الى بعض إخوانه العرب، فإن «معلومات» تل أبيب تستهدف ما هو أخطر بكثير اذ إنها تنفخ وتنفخ في نار الفتنة في لبنان، مكملة ما كان قد باشره رئيس الأركان غابي أشكينازي حين عيّن نفسه ناطقا باسم المحكمة ومحددا بالدقة موعد إصدار إدانتها لأهل المقاومة بالجريمة الفظيعة.

وقد افتتحت «القناة الأولى» في التلفزيون الإسرائيلي نشرتها المركزية، مساء أمس، بما سمته «الكشف عن نبأ يخص قضية عالمية تتعلق بلجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الحريري»، وقال معلق الشؤون العربية في «القناة الأولى» عوديد غرانوت المعروف بعلاقاته مع بعض المصادر العربية في دول تقيم علاقات مع إسرائيل، إن الحديث يدور عن اسم المشتبه المركزي لدى لجنة التحقيق الدولية. وأشار إلى أن لبنان يعيش على برميل بارود وأن البرميل سينفجر عندما تشير المحكمة الدولية إلى اسم المشتبه به المركزي وهو مصطفى بدر الدين.

وأشارت القناة الأولى، الى أن مصطفى بدر الدين المكنى «إلياس صعب» كان اليد اليمنى للشهيد عماد مغنية، الذي وصفته بأنه «رئيس أركان «حزب الله» الذي اغتيل في 12 شباط 2008».

وربط غرانوت بين بدر الدين ومحاولة اغتيال أمير الكويت الراحل وكيف أنه كان عنصرا مركزيا في جهاز عمليات «حزب الله». وقال إن اللبنانيين يفهمون أن اتهام مصطفى بدر الدين يعني «هزة أرضية».

ورداً على سؤال حول احتمال أن يفعل مصطفى بدر الدين شيئا من دون علم السيد حسن نصر الله رد غرانوت «ذلك مستحيل» في «حزب الله».

ونقلت وسائل إعلام اسرائيلية عن مصادر استخبارية في واشنطن وباريس ولندن والقدس المحتلة «تواتر الأنباء عن نية المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بلمار الاعلان قريبا ان عددا من مسؤولي الاستخبارات والأمن في «حزب الله» ضالعون في عملية اغتيال الحريري وأن ثمانية خطوط هاتفية خلوية على الاقل من بين عشرين خطا عملت في مكان الانفجار تابعة للجهاز الأمني للحزب أو لمسؤولين كبار استخدموا هذه الهواتف.

وتوقعت المصادر الاستخبارية الإسرائيلية احتمال اندلاع حرب أهلية في لبنان في حال سعت الحكومة اللبنانية أو قوات «اليونيفيل» لتنفيذ أوامر المدعي العام باعتقال المطلوبين من «حزب الله» وجلبهم للمحكمة. وقال المحلل الإسرائيلي يارون لندن «عندما تنكشف حقيقة من قتل الحريري فإن لبنان سيتجه نحو الانفجار».

القمة الثلاثية

وعلى وقع القرار الظني الإسرائيلي، يستقبل لبنان اليوم ثلاثة من القادة العرب، مؤكدين الاهتمام بأوضاعه القلقة والتي شهدت درجة عالية من التأزم في الفترة الأخيرة، والتي قرأ فيها المراقبون توترا في العلاقات العربية العربية نتيجة ضغوط أميركية معلنة ومتمادية بين عناوينها المباشرة المحكمة الدولية وبين أهدافها البعيدة محاصرة إيران بمناخ عدائي وصل بلسان الإسرائيليين حد التلويح بالحرب مع اعتبار لبنان هدفا عبر التركيز على مقاومته ومحاولة المس بحصانتها وتحويلها من بطل تحرير ودفاع عن الوطن الى متهم بجرائم قتل واغتيال وصولا الى المطالبة بنزع سلاح تكون وظيفته من هذا النوع!

وعلى الرغم من المناخ الداخلي المتوتر، فإن مجرد الاعلان عن قدوم ملك السعودية ورئيس سوريا معا الى لبنان، بعد قمتهما الثنائية في دمشق، انعكس ارتياحا، خاصة بعدما أكدا قدرا من التوافق حول تقييم الوضع الدقيق في لبنان والاتفاق على معالجة أزمته الطارئة.

وعلى الرغم من الشح الشديد في المعلومات، بما عزز الميل الى التحليل والتقدير والتخمين، وبالتالي تضارب المقاربات، فإن اللبنانيين قد اندفعوا الى الاستنتاج المنطقي مقدمين البديهيات كالحرص على سلامة لبنان واستقراره وتوطيد أركان وحدته الوطنية وبالاستطراد حماية حكومته الوفاقية، مما يستدعي السحب النهائي للفتائل المتفجرة من سوق الاستثمار السياسي وليس تأجيلها أو تجميدها.

وفيما اكتملت التحضيرات في بيروت للحدث الاستثنائي، تم مساء أمس، الإعلان رسميا عن زيارة الرئيس السوري والعاهل السعودي الى لبنان، وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية ان الزعيمين «سيقومان بزيارة للبنان ظهر اليوم، ويعقدان لقاء قمة مع الرئيس ميشال سليمان يتناول التطورات الراهنة».

كما أعلنت رئاسة الجمهورية أن أمير قطر سيزور لبنان عصر اليوم، وتستمر زيارته لغاية الاول من آب المقبل، «ويبحث مع الرئيس سليمان سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة».

الرسالة المشتركة: حرص على لبنان

وأفاد مراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر بأن الاسد وعبد الله سينتقلان معا اليوم من دمشق إلى قصر بعبدا للقاء الرئيس ميشال سليمان بهدف نقل رسالة مفادها تأكيد حرص سوريا والسعودية على استقرار لبنان وضرورة حمايته بتعزيز التوافق اللبناني الداخلي، ولا سيما في وجه التهديدات الإسرائيلية.

وتأتي القمة الثلاثية بعد اجتماع الزعيمين العربيين ثلاث مرات أمس، احداها في اطار اجتماع موسع بعد وصول العاهل السعودي إلى دمشق ظهر أمس آتيا من شرم الشيخ، كما اجتمعا للمرة الثالثة على عشاء خاص أقامه الرئيس الأسد للعاهل السعودي بحضور محدود. وأكد الاسد وعبد الله في لقائهما حرصهما على دعم مسيرة التوافق التي شهدها لبنان منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ودعم كل ما يسهم في تثبيت استقراره ووحدته وتعزيز الثقة بين أبنائه.

وكان الرئيس الأسد قد عقد والملك عبد الله جلسة مباحثات بعد ظهر امس، في قصر الشعب تناولت العلاقات الأخوية المميزة التي تجمع البلدين «ومسيرة التعاون البناء بين البلدين خلال الفترة الماضية إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك والإرادة المشتركة لدى الجانبين لمواصلة هذه المسيرة والعمل معا لمواجهة تحديات الأمة العربية وخدمة قضاياها العادلة».

وأكد الجانبان في ختام المحادثات على «أن الوضع العربي الراهن والتحديات التي تواجه العرب ولا سيما في فلسطين المحتلة يتطلب من الجميع مضاعفة الجهود للارتقاء بالعلاقات العربية العربية والبحث عن آليات عمل تعزز التضامن وتدعم العمل العربي المشترك».

وجدد الجانبان التأكيد على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية كضامن أساسي لحقوق الشعب الفلسطيني، وأشادا بالمواقف المشرفة التي اتخذتها تركيا لنصرة الفلسطينيين وكسر الحصار اللاانساني المفروض على قطاع غزة، مشددين على اهمية توحيد الجهود لمعاقبة اسرائيل على جريمتها النكراء بحق اسطول الحرية وضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته والضغط على الاحتلال الاسرائيلي لرفع هذا الحصار الجائر فورا ووضع حد لممارساته الاجرامية والاستيطانية في الاراضي العربية المحتلة والتي تؤكد رفض اسرائيل للسلام ومتطلباته.

وحول العراق، اعتبر الأسد وعبد الله انه من الضروري تشكيل حكومة وطنية عراقية بأسرع وقت ممكن تضمن مشاركة جميع الاطياف السياسية وتحفظ عروبة العراق وأمنه واستقراره.

استقبال رسمي للملك السعودي

وكان الرئيس الأسد في مقدمة مستقبلي العاهل السعودي في مطار دمشق الدولي، بحضور وفد رسمي كبير ضم إلى جانب الاسد عددا من الوزراء والسفراء العرب المعتمدين في دمشق وشيوخ العشائر السورية.

كما جرت في قصر الشعب مراسم استقبال رسمية عزف خلالها النشيدان الوطنيان السعودي والسوري ثم جرى استعراض حرس الشرف بينما كانت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة تحية لخادم الحرمين الشريفين.

وصافح العاهل السعودي كبار المسؤولين السوريين ومن بينهم نائب الرئيس فاروق الشرع ورئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري ووزراء المالية والخارجية والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان ووزراء التربية والإعلام وشؤون رئاسة الجمهورية.

وضم الوفد الرسمي السعودي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبد العزيز ومستشاري العاهل السعودي الأمير تركي بن عبد الله والأمير عبد العزيز بن عبد الله والأمير بندر بن سلمان ووزراء التربية والمالية والإعلام ورئيس الديوان الملكي خالد بن عبد العزيز التويجري.

دمشق: لا للتدخل الأميركي

الى ذلك، أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية عن استغراب الوزارة لمضمون التصريح الذي أدلى به الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي امس الاول «لأنه ليس من مهام الولايات المتحدة ولا يحق لها أن تحدد علاقاتنا مع دول المنطقة ولا أن تتدخل بمضمون المحادثات التي ستجري خلال زيارة العاهل السعودي إلى دمشق».

وأكد المصدر «أن سوريا والسعودية بلدان مستقلان ينتميان إلى هذه المنطقة ويعرفان أكثر من غيرهما مصالح شعوب المنطقة وكيفية العمل لتحقيق هذه المصالح بعيدا عن أي تدخل خارجي وهما الأقدر على تحديد سياساتهما بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة».