خبر الاحتلال يطمس آثارا مسيحية مهمة في قرية عين كارم قرب القدس

الساعة 04:00 م|29 يوليو 2010

الاحتلال يطمس آثارا مسيحية مهمة في قرية عين كارم قرب القدس

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

تقوم بلدية الاحتلال بالقدس المحتلة منذ فترة بالتنسيق مع وزارة السياحة الصهيونية ببناء مخزن بلديّ في قطعة الأرض المحاذية لعين السيدة مريم العذراء عليها السلام في قرية عين كارم قرب القدس.

 

وبعد جهود لتقصي الحقائق، اكتشف المحامي قيس يوسف ناصر المحاضر لقانون التنظيم والبناء صورا لم تنشر من قبل تشير إلى أن مخزن بلدية القدس يبنى على آثار مسيحية بيزنطية اكتشفت خلال الحفريات التي أجرتها سلطة الآثار الإسرائيلية في الأرض وان وزارة السياحة الإسرائيلية وبلدية القدس رفضتا الحفاظ على الآثار وتحويل المكان الى مزار اثري مفتوح للجمهور.

 

ويشرح المحامي ناصر الوثائق والمعلومات التي حصل عليها بقوله: "عين السيدة مريم العذراء في عين كارم هي من أهم الأماكن المقدسة في البلاد ويزورها نحو مليون سائح سنويا. منطقة عين كارم هي منطقة معلنة كمنطقة اثرية منذ زمن الأنتداب".

 

ويضيف: "في الفترة ما بين 21.7.2009 الى 2.8.2010 قامت ما تسمى بسلطة الآثار الصهيونية بإجراء حفريات في الأرض المقابلة والمحاذية لعين السيدة العذراء. في الجلسة التي عقدتها يوم 26.7.2010 مع مراقبة سلطة الآثار التي أجرت الحفريات وراقبتها ومع مدير لواء القدس في سلطة الآثار تبين لي أن الحفريات الأولية دلت على وجود آثار مهمة تعود إلى الفترة البيزنطية لعين كارم وهي تتصل مباشرة بعين السيدة العذراء".

 

وأشار الى ان الحفريات الأولية دلت على وجود بركة مياه تبلغ مساحتها نحو 25 مترا مربعا بارتفاع نحو مترين. وتتصل هذه البركة البيزنطية بثلاث قنوات مياة. بركة المياه وقنواتها تتصل مباشرة بعين السيدة العذراء وقد شكّلت حسب تفسير سلطة الآثار جهازا مائيا كاملا للمنطقة يرتكز على عين السيدة العذراء وعلى البركة وقنواتها. وقال ان سلطة الآثار استنتجت ان بركة المياه من الفترة البيزنطية وذلك لطريقة البناء والرصف التي استخدمت في البركة وهي طريقة بناء ميّزت الفترة البيزنطية.

 

وأضاف: "تبين لي من سلطة الآثار ان الحفريات أجريت على جزء من الأرض حسب خارطة حددت مع وزارة السياحة ولهذا فان ما اكتشف قد يكون جزءا بسيطا من كل الآثار الموجودة في الأرض، ووزارة السياحية لم تكمل الحفريات في المكان. وعلمت من مدير لواء القدس في سلطة الآثار ان سلطة الآثار ووزارة السياحة الأسرائيلية لم تعلما الكنائس والجهات المسيحية بما اكتشفت، الأمر الذي كان من شأنه ان يصدّ وزارة السياحة عن طمس هذه الآثار".

 

ويشرح المحامي ناصر رفض وزارة السياحة الحفاظ على الآثار بقوله: "أعلمني مدير لواء القدس في سلطة الآثار ان سلطة الآثار كانت اقترحت على وزارة السياحة وبلدية القدس الحفاظ على الحفريات وترتيب المكان ليكون مزارا اثريا مفتوحا للجمهور لكن وزارة السياحة وبلدية القدس رفضتا ذلك. وبدل ان تحافظ على الآثار تقوم بلدية القدس اليوم ببناء مخزن لها على هذه الآثار، وربما قد يكون متجرا في المستقبل, وهو ما أعتبره جريمة بشعة ومساسا سافرا بالمقدسات المسيحية في عين كارم".