خبر المعوِقون..هآرتس

الساعة 09:50 ص|29 يوليو 2010

بقلم: اسرائيل هرئيل

الحق يقول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: وهو أن احد اسباب رفض الفلسطينيين اجراء محادثات مباشرة هو أن عناصر اسرائيلية ("وليست من اليمين") تسوط القدر. لكن من غير انتظار تسريب من اللجنة الثانوية للأمن والعلاقات الخارجية، التي سيبين فيها كما وعد من هم المعوقون يمكن تعرف اشخاص وجهات تعمل في اقناع الفلسطينيين بالرفض.

        يقولون للفلسطينيين: العالم معكم والاسرائيليون يضعفون. منحكم نتنياهو بلا دفع، الاعتراف النهائي الذي لم يجرؤ أي زعيم من الليكود على منحه ألا وهو الاعتراف بحقكم في دولة مستقلة في ارض اسرائيل.

        بل إن الثمن الضئيل الذي طلبه الامريكيون منكم وهو المحادثات المباشرة لم تدفعوه. استمررت على العناد، وجمد نتنياهو البناء في المستوطنات. وآنذاك ايضا لم تعودوا الى مائدة المحادثات. واذا كنتم قد حصلتم على انجازين استراتيجيين كهذين بلا عوض فلماذا تتعجلون. لانه يمكن عصر هذه الليمونة أكثر.

        بخلاف المعوقين على عمد، ثم منظمات اسرائيلية غير قليلة تعمل عن نيات خيرة، في تقديم تسوية مع الفلسطينيين. برغم أن نياتها ايجابية، أعمالها تبعد التسوية فقط. فهي تدأب مثلا على اعداد خطط سلام؛ والفلسطينيون يرفضونها واحدة واحدة. تقول لهم تجربتهم إنه عوض كل اقتراح يرفضونه سيعرض آخر أكثر تنازلا مما سبق.

        هذه المقترحات، كالحصول على أراض في اسرائيل ذات السيادة عوض الكتل الاستيطانية، ترسخ في الوعي الاسرائيلي، ولم تعد العودة الى خطوط 1967 نقطة انهاء اسرائيل بل نقطة الانطلاق. واذا كنا قد أحرزنا الكثير جدا في زمن قصير جدا من ناحية تاريخية، كما يقنع الفلسطينيون أنفسهم، فانه يمكن الانتظار عشرات السنين بعد.

        لن يتحدث نتنياهو عن ذلك في اللجنة الثانوية، ولا عن سبب آخر للرفض الفلسطيني وهو سوط اخوتهم القدر في اسرائيل. يطلب اولئك العارفون بنقط ضعف المجتمع الاسرائيلي الى ابناء شعبهم كما كانت الحال عشية مؤتمر أنابوليس، ألا يعترف باسرائيل على أنها دولة يهودية.

        أعلن الرئيس الامريكي جورج بوش عشية مؤتمر أنابوليس بأن خطبته قد تشتمل على تصريح رئاسي بأن اسرائيل دولة يهودية ووطن للشعب اليهودي. وقد بذلت الادارة جهدا كبيرا في اقناع محمود عباس بالاعتراف بالتصريح.

        في رد على ذلك اجتمع في الناصرة مندوبو الجهات الجامعة لعرب اسرائيل وطلبوا الى عباس ألا يوافق على التصريح. بل إن وفد اقناع برئاسة احمد الطيبي التقاه من أجل ذلك.

        ولن يبين نتنياهو أيضا عن خبيئة قلبه في شأن السلوك المشكل لشخصية اسرائيلية رفيعة المستوى تكثر زيارة واشنطن.

        كانت الزيارات ترمي منذ البدء الى تنسيق استراتيجي، ولا سيما في مواجهة ايران. وعلى الزمن تبناها الامريكيون من أجل الزيادة في زخم سياستهم. مهمة هذه الشخصية، وهي متفقة في  الرأي مع الامريكيين، هي اخضاع رئيس الحكومة وتسييره في طريق البيت الابيض.

        يعلن نتنياهو بالحقيقة اذ يقول انه مستعد لأن يبدأ من الغد محادثات مباشرة. لكن أمعاؤه تتقلب في جوفه وهو يعاود التزام الدولتين للشعبين، وربما يقامر أيضا على استمرار الرفض العربي.

        لكن اذا كان الفلسطينيون صادقين بقولهم انهم يريدون دولة الى جانب اسرائيل لا على انقاضها، فان نتنياهو الذي قد اجتاز نهر الروبيكون العقائدي نفسانيا سيمضي في اتجاههم.

        سيأتي معه بأكثر الليكود وهذا انجاز استراتيجي لم يسبق له مثيل للفلسطينيين. وما زالوا يرفضون المحادثات المباشرة – ويؤيدهم اليهود والعرب في اسرائيل. وهؤلاء واولئك يعلمون لماذا.