خبر طالب كفيف من جنين يحصل على 92,7% في الثانوية العامة

الساعة 07:56 ص|29 يوليو 2010

طالب كفيف من جنين يحصل على 92,7% في الثانوية العامة

فلسطين اليوم-صحيفة الاستقلال

"الإعاقة لا تلغي الطاقة " بهذه الكلمات استهل الطالب الكفيف تامر عبد الله جرادات من قرية "زبوبا" قضاء جنين حديثه لمراسلنا فور تلقيه نبأ نجاحه وبتفوق في امتحانات الثانوية العامة وحصوله على معدل " 92,7%" , والذي يفتح كما يقول الآفاق أمامه للإصرار على مواصلة رحلة التحدي والنجاح رغم معاناته وهمومه الخاصة, ليلتحق بالجامعة ويحقق أمنيته بدراسة الشريعة الإسلامية.

 

وأهدى الطالب تامر نجاحه لوالديه والشهداء والجرحى والمعتقلين وللوطن , متأملا أن يتمكن من الالتحاق بالجامعة لأنه كما يقول لـصحيفة "الاستقلال" يمتلك القدرة على مواصلة طريق النجاح, رغم الإعاقة التي لم ولن تؤثر عليه, وعلى حقه في مواصلة التعليم والحياة ككل البشر .

الطالب تامر، وهو الابن الرابع عشر في أسرته التي يوجد فيها ثلاثة أبناء مكفوفين, تميز بالتفوق في جميع مراحل حياته فقد حصل  منذ الصف الأول وحتى الحادي العاشر على  المرتبة الأولى في مدارس المكفوفين والمبصرين, وفي 10ـ15 من العام المنصرم بعد التحاقه بفصل الثانوية العامة شاهد رؤيا في منامه بنتيجته, وبالفعل لم تتغير وحصل كما يقول على معدل 92,7 في الفرع الأدبي لتتحقق رؤياه, وليبدأ التفكير في الخطوة الأهم لحياته ومستقبله.

 الدراسة والتعلم

ورغم حالته، لم يستسلم للأمر الواقع, حيث أصرت عائلته على إلحاقه بالمدرسة, فالتحق منذ الصف الأول في مدرسة النور التابعة لجمعية تأهيل ورعاية الكفيف لجنين, وحتى الصف التاسع كان الأول على المدرسة التي كان لها الفضل في اكتشاف موهبته وقدراته.

وأوضح "تامر" أنه تمكن من حفظ كتاب الله الكريم كاملا عن ظهر قلب, حيث حصل وهو في الصف الأول على المرتبة الثانية في حفظ القرآن الكريم على مستوى فلسطين، قبل أن يتمكن من الحصول على المرتبة الأولى في المرحلة ما بين الصف الخامس والثاني عشر، مشيرا إلى أنه لديه المقدرة على تقليد 12 قارئاً للقرآن الكريم من بينهم الشيخ الراحل عبد الباسط عبد الصمد، والمنشاوي وأحمد العجمي وسعد الغامدي والحصري والعجمي.

 إلى ذلك نمت لديه موهبة كتابة القصة القصيرة, وحصل على المرتبة الأولى في كتابة القصة على مستوى فلسطين في  الصف السابع, والرابعة على مستوى  الوطن العربي في الصف الثاني عشر عن قصة "القدس على بالي" , إضافة لجوائز أخرى عن الغناء الفردي والزجل الشعبي في الصف العاشر, كما حصل على جائزة العمرة مرتين.

مرحلة "التوجيهي"

و انتقل "تامر" في الصف العاشر -كما يقول- إلى مدرسة زبوبا لمواصلة تعليمه الثانوي, لأن مدرسة النور للمكفوفين لا يتوفر فيها صفوف للمرحلة الثانوية, "وهناك تأقلمت سريعا مع الواقع لأني كسرت كل الحواجز منذ زمن بعيد, فلم أخشَ وجودي في مدرسة للمبصرين, وكنت سعيداً بدراستي وحافظت على تفوقي حتى الثانوية العامة".

ويضيف: "المكفوفون مثلي لا يوجد لهم أي مستقبل إلا بالعلم لذلك قررت أن أواصل طريق النجاح, وتحديت كل الظروف في "التوجيهي", وكان هناك دعم لي من العائلة والمدرسة, وكنت أدرس 10 ساعات يوميا, وأنصح الطلبة جميعا : المبصرين والمكفوفين بالتركيز على الدراسة اليومية وعدم التأجيل, لأن ذلك يسهل عليهم الدراسة والمراجعة قبل الامتحانات".

طريق النجاح

ورغم النتيجة والتفوق , فإن "تامر" لم يكن راضيا تماماً عن معدله, فكان كما يقول: "بإمكاني أن أحقق الأفضل ولكني واجهت مشكلات خلال تواجدي في قاعة الامتحانات أثرت على النتيجة", متهما وزارة التربية والتعليم بالتقصير تجاهه حيث لم توفر له مدرساً متخصصاً لكتابة إجاباته، موضحا أن المعلم المرافق له  كان يحمل دبلوماً في أساليب الرياضيات وهذا لم يساعده في مادتي الإنجليزي والعربي, لأنه لا يملك الخبرة لذلك وعليها: "دفعت الثمن بتراجع معدلي لأنني كنت أستحق أكثر من ذلك. وأكد "تامر" أن فرحته لن تكتمل الا بتحقيق حلمه بالالتحاق بالجامعة ودراسة الشريعة, ولكنه  يخشى  من عدم قدرته على تحقيق ذلك بسبب ظروف عائلته الاقتصادية.