خبر باسم الخوف..يديعوت

الساعة 05:53 ص|29 يوليو 2010

بقلم: يعيل غبيرتس

ليست بنا حاجة الى تكثير الكلام في الشر الذي يقع باسرائيل ومكانتها في العالم. بيد أن شيئا سيئا جدا يحدث لليهودية أيضا مع ما يحدث للدولة، في دوامة السخف والروح السيء. يصعب دائما في اسرائيل أن تكون ابن شعب آخر، لكن أصبح من غير اللذيذ في هذه الأيام أن تكون يهودياً.

        لولا أننا غارقون في حيرة وحزن كبيرين للظواهر التي تتجلى في واقع حياتنا، وضحكنا إزاء موجات الرقص الكلامي العاصف الهاذي الطويل الذي قام به هذا الاسبوع وزارء الحكومة حول نصب كلمات "دولة يهودية وديمقراطية"، التي يريد وزير العدل زيادتها على تصريح التجنس.

        يصعب أن نصدق من أي هاوية كليشيهات استمد رئيس الحكومة ووزاؤه تعليلاتهم: أعلن نتنياهو بأن التغيير ضروري على خلفية "الهجوم" الذي يتم في العالم على شرعية اسرائيل على أنها الوطن القومي للشعب اليهودي، وأبعد في تعليلاته الى البلقان، ببيانه أنه يرى "تهديدا حقيقيا" بأن تنشأ هنا عناصر مختلفة تطلب لأنفسها حقوق دولة. وجند بوغي يعلون، الذي اقترح الكلام المتذاكي الذي يقول إن التعبير عن الولاء سيكون لـ "دولة الشعب اليهودي القومية ولنظامها الديمقراطي"، جند المرحوم ياسر عرفات "الذي اعترف بدولة اسرائيل لكن لا بكونها دولة الشعب اليهودي، ولهذا فالأمر مهم".

        يضيق المقام عن أن نشمل الثرثرة والصخب اللذين ثارا في هذا النقاش المصيري، ولا حاجة بنا الى أن نوسع في أن الوزير نئمان ووزراء شاس واسرائيل بيتنا تنافسوا في التعبيرات المتطرفة، وكأن الحديث ليس عن عنصرية بل عن تقديس اسم الله على الأقل. غرق في بحر هذه السخافات كلام الوزير مريدور الذي اقترح المفهوم من تلقاء نفسه وهو عدم احداث أي تغيير في الصيغة الموجودة. غير أن هذه القضية "الساخنة" وليس جوهرها سوى زيادة ثقاب آخر على الموقد والريح الدولية الباردة، لم تستنفد نفسها بعد أن استولت على نصيب الأسد من جلسة الحكومة، وستعود لتبحث في الحكومة بعد شهر، بعد أن يجري نئمان ونتنياهو مشاورات ماراثونية لاحراز مصالحة تمنع شقاقا في الائتلاف.

        وسيسأل الساذج، ما هذه السخافات التي تشغل الحكومة نفسها بها ومن أين تأتي؟

        يقول المنطق إنها تأتي من ينابيع الحكمة تلك التي تنبع منها مسيرة التشريعات العنصرية في الكنيست الحالية. ليس لهذا الأمر صلة باليهودية كما لا صلة له بأمن الدولة. فالأمر هو التأليف بين تشريع أصبح عمله سهلا جدا وقد وكل الى طماعين ووصوليين سياسيين، وبين الخوف من الله. لا الخوف من اله اسرائيل فليست له صلة بهذا الشأن. بل الخوف بمعنى الجبن.

        إن الخوف الذي يتجلى من نظرية الوزير نئمان هو نفس الخوف الذي يتبين من كلام ايلي يشاي وسياسته، الذي يلف نفسه برداء المتدينين وليس لونه لازورديا ويرى نفسه القائد الاخير والحامي للشعب اليهودي في الحرب للتهديد الفظيع الذي يعرض له 1200 من الاولاد الصغار مستقبل الدولة اليهودية. الحديث عن جبن يفضي الى العدوان بطبيعته. لان العدوان هو أبدا نتيجة مشاعر الدونية والضعف.

        ثم من يتساءلون كيف لم يصبح الشعب اليهودي الذي جرب الكارثة على لحمه، شعبا حساسا مشفقا. إن استعمال الكارثة في هذا السياق داحض كاستعمال اليهودية. يشبه الأمر اولئك المذيعين الذين يجرون مقابلات مع انسان جرب لساعته مأساة فظيعة ويقولون له: "أشاركك أساك". هذا سخف بطبيعة الامر. ان من جرب الكارثة على لحمه فقط، أو من اجتهد في الوعي واكثر القراءة عن الحرب العالمية الثانية كان يستطيع ان يطور مشاعر مباشرة نتاج ذلك. والباقون يستعملون ذلك ويعتمدون على الجهل، ويخصبون حملات الخوف ويكسبون من ذلك مزايا من أجل افعال سيئة.

        وهذا شأن الافعال المعيبة التي يجريها ساستنا على اليهودية. ليس من اللذيذ أن تكون يهوديا وهؤلاء متحدثون وطالبو خيرنا.