خبر الأرض لنا، من البحر الى النهر...جهاد الخازن

الساعة 07:13 ص|28 يوليو 2010

الأرض لنا، من البحر الى النهر..

بقلم/ جهاد الخازن

لماذا يعود مليون يهودي والمتحدرون منهم الذين تعرضوا للتطهير العرقي في المغرب الى بولندا أو ألمانيا، والأمر نفسه يشمل مليوني يهودي وأسرهم طردوا أو أصبحوا لاجئين من العراق وسورية ولبنان ومصر وليبيا وتونس. أنت تقول إن هؤلاء الناس يجب ترحيلهم الى أوروبا الشرقية. هل تعتقد مثل هيلين توماس أن اليهود اختُرعوا في سيبيريا؟

 

رغم عملها الطيب السابق أظهرت هيلين توماس جهلاً وعنصرية في موضوع كان يجب أن تكون أفضل اطلاعاً عليه.

 

هذا مسيء (أو مهين أو معيب).

 

وهو مسيء أن تكتب بهذا القدر من الجهل وتدعي أن اليهود قدموا من بولندا وألمانيا. وهو يظهر أنك لست مسيئاً فقط بل أنك غير مهني وكاتب هاوٍ لم تجرِ أبحاثاً في موضوعك.

 

الرسالة السابقة وقعها جو بن ابراهام، وهو كما يدل اسمه يهودي، إلا أنني لا أعرف إذا كان اسرائيلياً، فهو لو كان كذلك، ولو كنت أعرف أنه اسرائيلي، لما رددت عليه، وإنما كنت سألقي رسالته في سلّة المهملات، فبعد فشل العملية السلمية في التسعينات، وقد أيدتها في حينه، عدت الى المقاطعة طالما أنني لا أؤيد الحرب والقتل.

 

أزعم أنني أعرف موضوعي جيداً، فقد درسته كتاريخ ثم درسته كدين، وجهدي مستمر منذ 30 سنة، والى درجة أنني أعدت درس الموضوع تاريخاً وديناً مع ابني وهو في جامعة بريطانية، ثم أنني صحافي منذ الجامعة وأتابع الجانب السياسي في شكل يومي.

 

كاتب الرسالة إما جاهل أو صهيوني عنصري يؤيد قتل النساء والأطفال من الفلسطينيين وسرقة بيوتهم في القدس.

 

الحقيقة هي الآتية، ولا حقيقة غيرها:

 

- لم يوجد يوماً مليون يهودي في المغرب أو مليونان حيث يزعم صاحب الرسالة، كان هناك ألوف عوملوا كبقية الناس والذين منهم في اسرائيل يعيشون على حساب الدولة وحاخاماتهم عنصريون كريهون.

 

- بلادنا غير ديموقراطية، والناس جميعاً في كل بلد عربي اضطهدوا لا اليهود وحدهم. وعندنا مثل صدام حسين وما فعل بأهله الأقربين وبالسنّة والشيعة جميعاً ما لا نحتاج معه أن نصل الى اليهود.

 

- في لبنان وسورية حيث معرفتي مباشرة عومل اليهود مثل غيرهم. وكنت صغيراً أرى بعضهم يصطافون في بحمدون كبقية الناس، أو أراهم في شوارع دمشق.

 

- اسرائيل أم الإرهاب وأبوه، وأول من مارس الإرهاب، والاشكيناز الذين جاؤوا الينا من أوروبا كانوا وراء تفجير فندق الملك داود في القدس، وقتل الوسيط الكونت برنادوت، وتفجيرات في العراق لحمل يهوده على الرحيل الى اسرائيل، وما عُرف بفضيحة لافون وخطط تفجير في مصر.

 

- اليهود الاشكيناز جاؤوا من القوقاز الى أوروبا الشرقية ثم الوسطى وانتهوا في بلادنا بعد أن قتل الغرب المسيحي 50 في المئة من اليهود الأوروبيين مقابل واحد في المئة فقط من يهود شمال افريقيا الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية.

 

- لا سر اطلاقاً في أسماء أو أصول رؤساء الوزارة الإسرائيليين فكل واحد منهم غيّر اسم عائلته، وهو ما لم يحدث في أي بلد آخر في العالم. وقد كتبت في 21/2/2010 مقالاً أوردت فيه أسماءهم الأصلية، والبلدان التي قدموا منها، والكل غيّر اسمه، أي أنه «بندوق» أو بلا أصل كالوطن المزعوم.

 

- الرواية الدينية معروفة، إلا أنها خرافة وليست تاريخاً، فلا توجد آثار لليهود في مصر أو سيناء أو فلسطين، ولا ممالك، وإنما قبائل صغيرة في كل بلدان الشرق الأوسط.

 

أتوقف هنا لأقول إنني قرأت قبل ثلاثة أيام فقط من الرسالة الإلكترونية مقالاً كتبه الليكودي المتطرف فرانك غافني يعارض فيه بناء مسجد قرب موقع إرهاب 11/9/2001 في نيويورك وجاء في سطر منه «في القدس المسلمون المنتصرون بنوا المسجد الأقصى فوق جبل الهيكل الذي يُجلّه اليهود...».

 

هذا كذب، فلا يوجد هيكل أول أو ثانٍ لأنه لم يوجد سليمان أصلاً، ولا أثر اطلاقاً لمملكة يهودية من أي نوع في القدس. وكان اسحق رابين في وزارته الأولى نقب تحت الحرم الشريف ووجد قصراً أموياً أراد ترميمه كمعلم سياحي، إلا أن الأحزاب الدينية منعته، والخبر تناقلته الصحف في حينه ولا يمكن طمسه.

 

وأخيراً، فعندما قلت إن هيلين توماس معها حق قلت أيضاً ان في الحكومة الإسرائيلية مَن يطالب بوطن لليهود، أي أن يخرج أصحاب الأرض الفلسطينيون من بلادهم، وجعل «الترانسفير» سياسة معلنة.

 

الأرض لنا، من البحر الى النهر، ثم أقبل شخصياً دولة للجميع أو دولتين جنباً الى جنب.

-عن الحياة اللندنية