خبر مواد البناء المهربة تنشّط حركة العمران بصورة ملفته

الساعة 05:47 ص|28 يوليو 2010

مواد البناء المهربة تنشّط حركة العمران بصورة ملفته

فلسطين اليوم-غزة

شهدت حركة العمران في مدينة رفح وباقي أنحاء قطاع غزة نشاطا متزايداً خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية، بعد الانخفاض الكبير الذي طرأ على أسعار الاسمنت والحديد وباقي مواد البناء المهربة.

وشوهدت عشرات المباني والمساكن تشيد في مختلف أنحاء المحافظة فيما أضيفت طبقات وتوسعات جديدة على مبان كانت قائمة، في حين عاد المقاولون والبناؤون للعمل بعد توقف استمر عدة سنوات

مضطرون

المواطن علاء عبد الله بدأ قبل عدة أسابيع إنشاء مسكن جديد على قطعة أرض يمتلكها شمال المحافظة، ويقول إنه قرر إنشاء مسكنه بعد طول تفكير، لأن إعلان إسرائيل حظر إدخال الاسمنت ومواد البناء إلى قطاع غزة أشعره باليأس.

وأشار عبد الله إلى أنه واجه إشكاليات في إنشاء مسكنه الجديد، كالحصول على كميات من الحصمة الجيدة وتوفير بنائين مهرة، موضحا أن المدينة تعاني أزمة في البنائين نظرا للطلب المتزايد عليهم.

وأكد أن إنشاء مسكنه الجديد بالرغم من انخفاض أسعار مواد البناء يكلفه ضعف التكلفة الحقيقية في حال كانت المعابر مفتوحة ومواد البناء متوفرة، لكنه مضطر نظرا لضيق مسكنه الحالي الذي يشاركه فيه شقيقه وأسرته.

المواطن محمود طه الذي كان يتنقل بين المحال المتخصصة في بيع الاسمنت ومواد البناء ليستفسر عن الأسعار أشار إلى أنه يفكر بجدية في إضافة طابق آخر فوق سطح منزله لينشئ شقتين جديدتين ويزوج اثنين من أبنائه.

وأوضح طه الذي يقطن المنطقة الشرقية من المحافظة أنه كان مترددا في بادئ الأمر نظرا لتكلفة البناء المرتفعة لكنه تشجع وقرر إنشاء المسكن حين شاهد العشرات يبنون مساكن لهم.

وأشار إلى أنه بات يشعر بأن رفع الحصار والسماح بدخول مواد البناء إلى القطاع لن يتم في الفترة القريبة لذلك قرر ألا ينتظر أكثر من ذلك.

فرص عمل

أما العامل محمد رضوان وكان عائداً من عمله فأكد أن تزايد حركة الإعمار وفرت فرص عمل له ولعشرات العمال العاطلين عن العمل، موضحا أن فرص العمل في البناء رغم مشقتها وقلة العائد المادي من ورائها تبقى أفضل بألف مرة من الأنفاق التي اضطر للعمل فيها قبل نحو عام.

وأشار إلى أنه التحق بالعمل مع أحد المقاولين وشارك خلال الأشهر الثلاثة الماضية في بناء عمارتين ويستعد حاليا للمشاركة في إنشاء الثالثة، لافتا إلى وجود طلب متزايد على المقاولين والبنائين، ما يضطر بعض المواطنين إلى انتظار المقاول حتى يكمل عمله ليبدأ بإنشاء مساكن لهم.

الشاب نور حمدي الذي يحمل درجة البكالوريوس في التربية الرياضية أكد أنه عمل لأشهر في حقل البناء كعامل مع أحد المقاولين إلى أن حصل على فرصة عمل مؤقتة في برنامج "ألعاب الصيف" التابع لوكالة الغوث الدولية "أونروا"، موضحاً أنه سيعود لعمله القديم بعد انتهاء البرنامج.

واشتكى حمدي مما وصفه باستغلال المقاولين لحاجة العمال وإعطائهم أجورا متدنية، في حين يستغل المقاول حاجة الناس لبناء المساكن وأزمة المقاولين والبنائين ويغالي في أجره.

يذكر أن إسرائيل منعت إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة قبل أكثر من أربع سنوات، ما تسبب في توقف حركة الإعمار والبناء في القطاع بصورة كلية، إلى أن بدأت الأنفاق بتهريب تلك المواد قبل نحو العام ونصف العام، وبدأت أسعارها بالانخفاض بصورة متتالية.