خبر الأسد وعبد الله معاً في بيروت الجمعة .. لاحتواء الأزمة

الساعة 04:20 ص|28 يوليو 2010

الأسد وعبد الله معاً في بيروت الجمعة .. لاحتواء الأزمة

فلسطين اليوم-السفير اللبنانية

أصبح من الواضح ان تحديد المسار الذي ستسلكه الازمة المستجدة، على خلفية القرار الظني المرتقب للمحكمة الدولية، بات مرتبطا بما ستنتهي اليه القمة الثلاثية الأبعاد، التي تأكد انها ستجمع، ظهر يوم الجمعة، العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد والعماد ميشال سليمان في قصر بعبدا.

وفي المعلومات ان الاتصالات المكثفة التي جرت أمس على أكثر من خط محلي وإقليمي حسمت الاتجاه نحو القمة الثلاثية، وبالتالي فإن الملك عبد الله والرئيس الاسد سيصلان معا الى بيروت ظهر الجمعة. وعُلم ان الملك عبد الله سيلتقي رؤساء الكتل النيابية، ومن بينهم رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد.

وعلمت «السفير» ان ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أرجأ زيارته التي كانت مقررة الى لبنان يوم الجمعة المقبل الى موعد آخر يحدد لاحقا، وذلك رغبة منه في ان تأخذ زيارة الملك السعودي والرئيس السوري مداها السياسي .

وعلى خط مواز، قالت مصادر رئاسية لـ«السفير» ان زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى بيروت ستتم قبل بداية شهر رمضان، موضحة ان اتصالات تجري بين السفارة الايرانية في بيروت والدوائر المعنية في القصر الجمهوري من أجل وضع الترتيبات النهائية للزيارة في الثلث الأول من آب المقبل.

في هذا الوقت، استمرت التحضيرات لزيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي من المقرر ان يصل الى بيروت عصر يوم الجمعة المقبل. وعلمت «السفير» ان أمير قطر طلب ان تتخذ جولته في الجنوب طابعا شعبيا وان يتم التخفيف من جوانبها البروتوكولية والرسمية قدر الامكان لانه يرغب في التفاعل مع الناس. وقام امس موفدون من الجهاز الامني لأمير قطر ومراسم البروتوكول لديه وممثلون عن رئاسة الجمهورية بمسح للمناطق التي سيزورها في الجنوب.

وأبلغ الرئيس سليمان زواره ان زيارات قادة السعودية وسوريا وقطر المرتقبة الى لبنان من شأنها ان تساهم في معالجة التناقضات وتهدئة الجو، لكن هناك مسؤولية لبنانية ايضا في هذا المجال يجب ان يتحملها الجميع.

وكان لافتا للانتباه أنه قبل يومين من زيارة الملك عبد الله الى بيروت، تبرع رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع بـ«تحديد» جدول الأعمال الملكي، حيث أبلغ وكالة «فرانس برس» ان زيارة عبد الله لا علاقة لها، لا من قريب ولا من بعيد، بموضوع المحكمة الدولية وبكل ما أثير خلال الايام العشرة الاخيرة في لبنان!

 

الحريري ـ فرنجية

وفي انتظار ما ستتمخض عنه «قمة الجمعة»، بادر رئيس الحكومة سعد الحريري الى فتح ثغرة في جدار الانقسام السياسي الحاد، من خلال الزيارة التي قام بها أمس لرئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية في بنشعي، يرافقه وفد من «تيار المستقبل».

علمت «السفير» أن المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل التقى ليل أمس، وعلى مدى نحو ساعتين، الرئيس سعد الحريري في منزله في بيروت بحضور مستشار رئيس الحكومة مصطفى ناصر. وتناول البحث مجمل التطورات العامة في لبنان والمنطقة. وأشارت مصادر متابعة إلى أن الجو كان ودياً وتفصيلياً، وأن قنوات التواصل بين الطرفين ستبقى مفتوحة من أجل تحصين الاستقرار السياسي.

وتردد ان العماد ميشال عون سيزور الحريري خلال الايام القليلة المقبلة.ووصفت مصادر مطلعة زيارة الحريري الى بنشعي التي تخللتها خلوة مطولة مع فرنجية، دامت نحو ساعتين، بانها كانت ايجابية، «وكسرت الحواجز بين الرجلين على الصعيدين الشخصي والسياسي».

وبحسب المعلومات، شرح كل من الحريري وفرنجية موقفه من موضوع المحكمة الدولية وقرارها الظني المرتقب.

وفُهم ان الحريري كان منفتحا وإيجابيا وهو شدد على ضرورة الحوار والتهدئة. كما أبدى الحريري انزعاجا من التسريبات المتعلقة بعمل المحكمة ومن رد الفعل عليها، وعدم التواصل معه، وقال: لا مشكلة في المحكمة، نحن نريد حلا وليس تأزيم الوضع، وربما يكون هناك سوء تفاهم، لكن ليس هناك سوء نية. ونحن لا نسعى الى ضرب المقاومة، بل بالعكس نعتبر ان أي كلام اسرائيلي تهديدي انما يستهدف لبنان كله لا المقاومة فقط، لذلك يجب ان نتصدى له مجتمعين، ولا لزوم للتصعيد الاعلامي خصوصا اذا كان غير مبني على معطيات دقيقة.

وتمنى فرنجية على الحريري ان يتخذ مواقف تاريخية تحمي البلد وتليق برجل الدولة، مشيرا الى ان القرار الظني الذي يُعد إنما يندرج في سياق المحاولة الأخيرة للقضاء على المقاومة الشريفة. وتساءل: هل يجوز ان يصبح المقاومون الشرفاء الذين أمضوا أعمارهم في الخنادق دفاعا عن لبنان مجرد قتلة، لأن أصحاب المشروع المعادي يريدون ذلك. ولفت انتباه ضيفه الى انه يوجد خيط رفيع بين الحقيقة والمشروع التآمري.

وأشار فرنجية الى ان هناك «حالة انقسام حول المحكمة، فنحن نراها مسيسة وأنتم تعتبرون انها غير مسيسة، وأنا أدعو الى حل لا دخل له بوظيفة المحكمة وتكوينها». ونصح النائب فرنجية الرئيس الحريري بالتواصل مع حزب الله، مشددا على ضرورة ان تبقى قناة التواصل بينهما مفتوحة.

الصفدي: اتهام «حزب الله» مرفوض

في سياق متصل، أطلق الوزير محمد الصفدي موقفا لافتا للانتباه في دلالاته السياسية، حيث أكد من الرابية بعد لقائه العماد ميشال عون ان العلاقة التي كانت تربط الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع «حزب الله» كانت علاقة أخوة أكثر من اي شيء آخر، وأي موضوع يمكن ان يوجه اي اصبع اتهام الى «حزب الله» هو موضوع مرفوض اصلا، مشيرا الى ان «للرئيس سعد الحريري الدور الأوسع والأكبر لتخطي هذا الموضوع».

الى ذلك، رد عون على جعجع وكلامه عن الفتنة، ورأى ان «التضليل الاعلامي والشائعات أصبحت جزءا من المؤامرة»، معلنا انه لو كان نائبا عاما لاستدعى كل من يدلي بتصريح كهذا.

واعتبر عون ان تصريحات وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط حول لبنان، هي «تدخّل في شؤوننا الداخلية، لا يحق له التدخل فيها».